تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دراسة حديثة: أطباء النساء والولادة لا يلقون بالاً لحالة الحامل النفسية

دراسة حديثة: أطباء النساء والولادة لا يلقون بالاً لحالة الحامل النفسية 2024.

يُعانين من اضطراب القلق والاكتئاب مما يؤثر على الأم والجنين
دراسة حديثة: أطباء النساء والولادة لا يلقون بالاً لحالة الحامل النفسية

د.ابراهيم بن حسن الخضير
من المعروف أن أطباء النساء والولادة هم أكثر الأطباء التصاقا بالنساء ورعايتهم الصحية، حيث أن النساء جميعاً سواءً كنّ مريضات أو صحيحات بدنياً يرُاجعن عيادات الحوامل خلال فترة الحمل، وبذلك يكون دور طبيب النساء والولادة مهماً جداً في رعاية المرأة الحامل من جميع النواحي العضوية والنفسية والاجتماعية.
من المعروف أيضاً أن النساء يُعانين من اضطراب القلق بشكلٍ أكبر أثناء فترة الحمل، ولذلك أجريت هذه الدراسة لمعرفة مدى تقّبل أطباء النساء والولادة على إجراء مسح لاضطراب القلق للسيدات الحوامل اللاتي يراجعن عيادات الحمل، وهل هم مستعدون لإجراء مسح حول تشخيص اضطراب القلق وعلاجه للسيدات اللاتي يتم إجراء المسح عليهن، وذلك لأن اضطراب القلق يؤثر بصورة سلبية على صحة المرأة والجنين.

هذه الدراسة تمت بتدريب أطباء نساء وولادة على تشخيص اضطراب القلق، واعطائهم معلومات عن هذا الاضطراب ؛ كيفية تشخيصه وكيفية علاجه خلال فترة الحمل.

تم إختيار 1193طبيباً من أطباء النساء والولادة ومتابعتهم خلال ممارستهم اليومية في مراجعة الحوامل. كانت نسبة الاستجابة 44% (397).

أبدى أطباء النساء والولادة اهتماماً متوسطاً بإجراء مسح لتشخيص اضطراب القلق، ولكنهم أبدوا اهتماما أقل لعلاج القلق خلال هذا المسح. فقط 20% من الأطباء أبدوا إهتماماً بالقلق وحولوا المريضات التي يُعانين من اضطراب القلق إلى العيادات المختصة بعلاج الأمراض النفسية.

اضطراب القلق أثناء الحمل من الاضطرابات المشهورة والتي يُعاني منها كثير من النساء الحوامل ولكن للآسف لا ينتبه لها الأطباء المختصون بأمراض النساء والولادة. وقالت الدراسة بأن الأطباء الذين تلقوا تدريباً جيداً هم الأكثر اهتماماً بموضوع الاضطرابات النفسية عند المرأة الحامل سواء كان اكتئاب أو قلق أو أي اضطراب نفسي آخر، بينما قال الأطباء الذين نالوا تدريباً أقل بأنهم لا ينتبهون لحالة الحامل النفسية، سواءً كانت تُعاني من اكتئاب أو قلق أو أي اضطراب نفسي آخر، رغم اعترافهم بأهمية الحالة النفسية للحامل وتأثير ذلك على المرأة الحامل وعلى الجنين. وقال الأطباء الذين تلقوّا تدريباً جيداً أثناء دراستهم وأمضوا سنين أطول في الخبرة بأنهم يحرصون دائماً على حالة الحامل من جميع الجوانب النفسية والعضوية والاجتماعية. ثمة نقطة أخرى قال أطباء النساء ووالولادة بأن خبرتهما الشخصية، سواءً عانوا هم أنفسهم أو أحد أصدقائهم أو صديقاتهم من اضطراب القلق يجعلهم يهتمون كثيراً بالمشاكل النفسية للسيدات الحوامل اللاتي يُراجعهم في عيادات الحوامل، ويبدون اهتماماً جدياً بتحويل السيدة الحامل التي تُعاني من اضطراب القلق إلى العيادات المختصة في علاج الاضطرابات النفسية.

إن التغيرات الفسيولوجية وما يتبع ذلك من تغيُر في الهرمونات عند المرأة الحامل له تأثير كبير على حالتها النفسية، وهذا ما يلاحظه المقربون من المرأة الحامل. نعم هناك سيدات لا تتأثر نفسيتهن مع الحمل بل على العكس فقد يكون الحمل لهن فترة هدوء وراحة نفسية، ولكن ليست هذه النسبة الكبيرة.

في عالمنا العربي، حيث الكثير من الرجال لا يقُدرون المتاعب النفسية التي تُعاني منها المرأة الحامل، خاصةً اضطراب الاكتئاب والقلق والذي تحدثنا عنه هنا ورأينا كيف رأي الأطباء المُتخصصين في أمراض النساء والولادة وكيف نظرتهم للإضطراب القلق عند المرأة الحامل وكيف أن نسبةً كبيرة منهم لا يلقون بالاً للحالة النفسية للمرأة الحامل (علماً بأن هذا البحث أجُري في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي واحدة من أكثر الدول تقدماً في العالم في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، فكيف بحال الأطباء في دول العالم الثالث التي قد تُعاني فيه المرأة الحامل من سوء المعاملة والانتظار ساعات وسماع توبيخ من دخولها لعيادة رعاية الحوامل ؛ بدءًاً من موظفة الاستقبال التي تكون مشغولة في الفطور أو الحديث مع زميلة وتصرخ بصوتً عالٍ على المرأة الحامل التي أتت في موعدها، وهذا حقٌ لها أن تُعامل معاملةً حسنة، لكن للاسف فإنها تُعامل معاملة لا تليق، كما قلت من دخولها لموظفة الاستقبال، مروراً بالممرضة التي أيضاً قد تُسمعها كلمات قاسية انتهاءً بالطبيب الذي يكون مُنهكاً من الأعداد الهائلة التي رآها من السيدات الحوامل ونفسه في طرف أنفه كما يقولون، فهو ليس مستعداً لسماع أي شكوى أو تذمر من المريضة.. وفي دقائق ينتهي من الكشف عليها حتى أحياناً دون أن يتواصل معها بأي حوارٍ أو كلمات وإنما يكتفي بالكشف والنظر إلى الملف الطبي، فكيف بمثل هؤلاء أن يراعوا الحالة النفسية للمرأة الحامل ويكتشفوا عما إذا كانت تُعاني من مشاكل نفسية سواء قلق أو اكتئاب أو غيرها من الاضطرابات النفسية الأخرى، خصوصاً وإن مجتمعاتنا معدل الانجاب فيه مرتفع والمرأة تُعاني من تربية الأولاد وثمة أحياناً لا يوجد من يُساعدها في تربية الأطفال الذين قد يتجاوزا الخمس أو الست أطفال في سنٍ دون العاشرة..).

هذا البحث والذي صدر هذا العام، يُعطي بعداً هاماً، وهو الإهتمام بالمرأة الحامل ونفسيتها وتحويلها إلى العيادات المُتخصصة في علاج الأمراض النفسية. أنا أعلم بأن الأطباء في مستشفياتنا يُعانون من إزدحامٍ شديد في عيادات رعاية الحوامل ولكن هذا لا يمنع من أن تُعطى المريضة حقها من الاهتمام ومعرفة ما إذا كانت تُعاني من أي اضطراب نفسي سواء كان القلق أم غيره، لأن تأثير الاضطرابات النفسية على المرأة الحامل والطفل ذات أثر سلبي عليهما وبدء الرعاية والعلاج النفسي من مراحل مُبكرة أمرٌ غاية في الأهمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.