ليلة عرس على الطريقة المصرية
يعتبر الحمام المصري من أشهر الحمامات العربية وأقدمها، ويعود تاريخه في مصر الى عهد الدولة العثمانية. ومن أهم الأدوات المستخدمة فيه لتزيين العروس الأدوات التقليدية، مثل قطع القماش الخشن «الليفة» الذي يدلك به جسم العروس لإزالة الجلد والخلايا الميتة، بالإضافة الي الحجر الأحمر الذي يستخدم في حك القدمين واليدين لمنح الجلد نعومة بعد غمرهما في نوع معين من الصابون المصنوع من زيت الزيتون وشطفهما بماء غزير. من الطقوس الأخرى المتبعة في الحمام المصري حمام البخار، وهو غرفة تدخلها العروس بعد وضع طبقة كثيفة من الكريم على وجهها وجسدها وتسترخي فيه لمدة خمس دقائق أو أكثر حتى تتشرب بشرتها بالخلاصات المرطبة التي يحتوي عليها الكريم، تشطف بعدها البشرة بالماء الفاتر، بالإضافة إلى حمام البخار، يمكن ان تقوم العروس بمجموعة من الأقنعة حسب طبيعة بشرتها ونوعيتها. فهناك، مثلا، قناع خاص بالبشرة الحساسة، يتكون من مقادير متناسبة من عصير كل من الجزر والخيار يوضع على الوجه لمدة 15 دقيقة قبل ان يشطف بماء الورد. وقناع خاص بالبشرة الجافة ويتكون من خليط من ملعقة عسل نحل مع نصف حبة افوكادو مهروسة يتم مزجهما جيدا معا، ويوضع الخليط على الوجه لمدة 5 دقائق قبل ان يشطف بماء الورد. اما للبشرة الدهنية فيحضر مزيج من عصير الليمون وعسل النحل وماء البابونج يوضع على الوجه لمدة 15 دقيقة يزال بعدها بماء الورد ايضا.
الدلكة السوداني
للأسف ما زال العديد منا يجهل الكثير عن السودان وثقافته الشعبية رغم غناها وتنوعها. فمن أهم طقوس تزيين العروس وتجهيزها في ليلة الزفاف، مثلا، ما يعرف بـ«الدلكة السوداني» وتعد من أساسيات الزينة لدى المرأة السودانية على وجه العموم والعروس على وجه الخصوص. وترتكز على مجموعة من الدهون والعطور التي يدهن بها الجسم وتترك لتتغلغل في مسام الجلد خلال جلسة حمام البخار فتكسبه نعومة ونضارة ولمعانا. فهذه العملية تساهم في فتح المسام وتفتيح البشرة وإضفاء لون جذاب عليها، كما انها تمنع ترهل الجسم، حسب تأكيد الخبيرات في هذا المجال. . . وخلطة الدلكة عبارة عن عجينة من مكونات عطرية وأعشاب وأخشاب ثمينة، كخشب الصندل وبعض أنواع الفواكه ذات القاعدة الحمضية، مثل مهروس قشر البرتقال أو الليمون، بالإضافة الى مسحوق الذرة والترمس، حيث تمزج هذه المكونات مع زيت السمسم أو زيت الزيتون للحصول على عجينة شبيهة بالصلصال يغطى بها كل الجسم، ثم يدلك بها لإزالة السموم والجلد الميت والتخلص من الشوائب السوداء. المتخصصون في عمل الدلكة السوداني يؤكدون ان تأثيرها يكون اقوى اذا ما رافقتها عملية تبخير العروس ببعض أنواع الحطب المميز مثل حطب الطلح، كما يؤكدون ان تأثيرها يزيد كلما تكررت على مدى أسابيع، وبالتالي ينصحون أي عروس مقبلة على الزواج بأن تجربها عدة مرات قبل شهر من حفل الزفاف مع الاستحمام بماء فاتر عقب كل مرة تستخدم فيها الدلكة، لكي تلاحظ الفرق أوضح.
الحمام المغربي
تزايد الاهتمام والحديث في مصر في الفترة الأخيرة عن الحمام المغربي وفوائده، سواء للبشرة والجسد أو للشعر على حد السواء. وتتكون مراحل الحمام المغربي من أربع مراحل، تبدأ بحمام البخار تليها مرحلة التقشير، ثم مرحلة وضع الأقنعة، وأخيرا مرحلة استخدام «الشبة» لغلق المسام.
يبدأ حمام البخار باستخدام الصابون المغربي الشهير، ويباع في دكاكين التجميل المتخصصة، وتكمن خصوصيته في أنه خليط من الزيوت المرطبة الطبيعية، وفي فاعليته على ترطيب البشرة وتخليصها من الشوائب. يترك على الجسم لبضع دقائق، قبل أن يشطف بالماء الدافئ. ولتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من هذه المرحلة ينصح بوضع قناع زيت أو كريم مغذ على الشعر وتركه طوال مدة تحضير الجسم للحصول على شعر لامع عند غسله. بعد ذلك تأتي مرحلة التقشير باستخدام الليفة المغربية، التي تستعمل للتخلص من الجلد الميت وتفتيح المسام، وتجديد الخلايا وتنشيط الدورة الدموية. بعدها يشطف الجسم بماء مخلوط بالقرنفل وعشب الخزامى. يفضل عدم استعمال الليفة على الوجه، وان تقتصر عملية التخلص من الجلد الميت وتفتيح المسام هنا على استعمال أنامل اليد، خصوصا أن الحرارة تسهل هذه العملية، كما يمكن وضع خليط من الأعشاب والزيوت التي يتم فردها على الوجه ويدلك بها من خلال حركات دائرية بعد ان تنظف البشرة تماما.
بعد ذلك تأتي مرحلة وضع الأقنعة، وأشهرها قناع الطمي المغربي (الغسول) المعجون بماء الورد ويساعد على شد الوجه وإضفاء النعومة عليه، ثم قناع الأعشاب المغربية المخلوطة بالزبادي ومطحون الحمص، ويساعد في تفتيح الشوائب الداكنة في البشرة ومنحها بعض الصفاء الذي تفتقده. بعد التنظيف والتقشير والترطيب ينتهي الحمام المغربي باستعمال مسحوق الشبة لسد المسام والحفاظ على البشرة نظيفة بمنع اختراق الأتربة والميكروبات لها. بعدها يتم تدليك الجسد بمطحون الترمس وماء الورد لإكسابه الطراوة والنعومة. لكن رغم اختلاف الطرق والمسميات فإن الهدف والنتيجة واحد، ويبقى لكل عروس الخيار بين المصري والسوداني والمغربي.
موضوع رائع
تسلم ايدك