تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حكم قول اللهم إن لا أسئلك رد القضاء ولكني أسئلك اللطف فيه‏!!!!

حكم قول اللهم إن لا أسئلك رد القضاء ولكني أسئلك اللطف فيه‏!!!! 2024.

سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى –

عن هذه العبارة كما في " نور على الدرب " ش. (290.
السؤال:
كثير من الناس يقولون: ( اللهم إننا لا نسألك رد القضاءولكن نسألك اللطف فيه )ما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
الجواب :
لا نرى الدعاء هذا ، بل نرىأنه محرم ، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء ، كما جاء في الحديث : ( لا يردالقضاء إلا الدعاء(.
والله عزوجل يقضي الشيء ، ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشيء ، وقاضيا بأن هذا الرجل يدعوفيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا ، بل يقول: اللهم إنانسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول : يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه ، خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أوّلا بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن يقول : اللهم إني أسألك أن تعافيني ، أن تشفيني ، أن ترد علي غائبي وماأشبه ذلك ]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – .
و قال أيضا – رحمه الله- في شرح الأربعين النووية :
(وفي هذا المقام يُنكَرُ علىمن يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) ، فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) ، معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ " .
فقولك: (لا أسألك ردالقضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث: " لاًيَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ " .
وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ، فإذادعا أجاب الله دعاءه ، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة ، فيدعو فيستجيب الله دعاءه.
قال الله تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)الأنبياء:83( .
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ ، قال الله : فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ((الأنبياءالآية84.(
انتهى من شرح الأربعين النووية لــ ابن عُثيمين رحمه الله.
وقال شيخنا الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى -: في الفتاوى الشرعية ( أشرطة. شريط رقم 29):
( " اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ ، وهذا له علاقة بطفرة النظام ، بل يجوز الدعاء ، فهذا عمر – رضي الله عنه – يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا ، فامحني واكتبني سعيدا " أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند الفاروق" ).انتهى بتصرف.
وفي كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147:
السؤال:
ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس : "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه "؟

(الحمد لله ، هذاالدعاء يجري كثيراً على الألسنة ، وهو دعاء لا ينبغي ، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء، ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه قال فيه : ( باب من تعوذ بالله من درك الشقاء ، وسوء القضاء ، وقوله تعالى : قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق الفلق/1-2
ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعوذوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء وسوء القضاء ). البخاري 7/215 كتاب القدر) انتهى .
وأخيرا أسأل الله تعالى الكريم أن يفقهنا في ديننا ، وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا ، وأن يوفقنا لاتباع سنته صلىالله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.

قال القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له .

(أخرجه أبو داواد في سننه / حققه الألباني / صحيح أبو داود /كتاب الصلاة / باب الدعاء /حديث رقم 1483/ صحيح ).

وعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر .

( رواه الترمذي / وحققه الألباني / في صحيح الترغيب والترهيب / الجزء 2 / كتاب البر والصلة وغيرهما /باب الترغيب

في بر الوالدين وصلتهماوتأكيد طاعتهما/ حديث رقم 2489/ حسن )

(3) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء .

(أخرجه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب القدر / باب من تعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء / حديث رقم 6126).

خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.