الخالق البديع القدير
هو الأول والآخر والظاهر والباطن
الواحد الأحد الذى رفع السماء بغير عمد
ودحا الأرضَ على الماءِ ومهد
المُنَزَّه عن الصاحبةِ والوالد والولد
الغنى عن الأدوات والجهات والأماكن زّيَّنَ السماءَ بزينةٍ الكواكب
وقابل بحكمته بين المشارق والمغارب
فالعاصى عزيزاتى مُدبرٌ كالهزيم الهارب
إخواتى
: الطائع مقبل كالخصيم الطالب
فانظر أخى إلى حركات عساكرها فى الليل الساكن
يُنزِّلُ الماءَ من السماءِ فيمتد وجه الأرض بعد سكونه
ويُجريه بقدرته منقسماً بين أنهاره وعيونه
يُنْبتُ به الزرع والحَبَّ والفاكهةَ والأبَّ ويظهر من الروضِ أنواع رياحينه
((هذا خلقُ اللهِ فأرونِى ماذا خلق الذين من دونه ))
أدلَّةُ التوحيدِ ظاهرة ولكن عقل المنافق الغافل واهن
فلنتأمَّل إخوانى أخواتى عجائب بدائع مصنوعاته
ونتدبَّر صفحات واضحات آياته
ونكفَّ الفكرَ عن الجولان فى صفاته
فغاية الإدراكات العجزعن الإحاطة بعد إثباته
لاغاية لجلاله ولانهاية لكماله
مَنْ شبَّه فهو مُلحد
ومَنْ عطَّلَ فهو جاحد
المُشبِّه مُتعلق بالحس والخيال
والمُعطِّل تائه فى بيداء الضلال
المُحقِّقْ مُصدِّق بصفات الكمال مُعترف بالعجز عن إدراك الجلال
فسبحان ذى العزَّةِ والعظمة والكبرياء والجلال والإكرام والمحاسن
الذى أيقظ قلوب السُعداء من سُنَّةِ الرقاد
وسلَّمَها بعنايته من الشقاء والعناد
وطهَّرَها بمِنَّتِه من دنس البعاد
وأنزل عليها من بحار رحمته مطر الوداد
فذاقوا حلاوة الموعود بقوله سبحانه وتعالى
((فيها أنْهارٌ من ماءٍ غير آسن ))
فأسرارُهم بهِجةٌ بطيبِ ولائه
وألسنتُهم لَهِجةٌ بحُسنِ ثنائه
وقلوبُهم مُشرقةٌ بتعظيمه وكبريائه
وحُرقتُهم لاتسكن إلَّا بلقائه
فحينئذٍ يأمن الخائفُ ويخافُ الآمنُ
هُنالك يتنبَّه من كان اليوم فى نوم غفلته
وينقطع المفرط مما يتجرَّع من حسرته
ويندم على ماضيَّعَ من سالف مُدَّتِه
ويتضاعف ألمه إذا نوقش على قبيح زلَّتِه
فياحسرة على من حمل الأمانة ثمّ كُشِف ديوانُه فإذا هو خائن
فسبحان مَنْ قدَّرَ وقسَّمَ وأبرمَ وحكمَ وخلق الأنوار والظُلَم وجعل توبة عباده الندم وعلِمَ ماكان وماهو كائن
أخواتى فى الاسلام
أما حان وقت الخشوع
ألم يحن وقت الأوبة والرجوع
ونتذلل أخواتى لله فى سكينة وخضوع
فليتنا نُنَقِّى القلوب وعلامة ذلك إسبال الدموع
إخوانى أخواتى أنا أعلم بأنِّى أقلّكم إيمان
ولكنّها التذكرة فقط لاغير يا إخوان
فهل تقبَّلتم ماسلف وأنتم تعلمونه من سنين
الذى أيقظ قلوب السُعداء من سُنَّةِ الرقاد
وسلَّمَها بعنايته من الشقاء والعناد
وطهَّرَها بمِنَّتِه من دنس البعاد
وأنزل عليها من بحار رحمته مطر الوداد
جزاك الله كل الخير سويت
وغير ذلك هي سعادة وهمية والدليل أن الباحث عن السعادة في أي شيء غير الإيمان
تجده وهو في قمة سعادته الوهمية إن تذكر كيف خلق ولماذا خلق وماذا قدم لأخرته
لتجد أن هذه السعادة تلاشت فقد حل محلها خوف وتأنيب ضمير للتقصير تجاه الخالق
جزاك الله خيرا أختي على هذا الموضوع الرااااااااااائع
وجعلكي من السعداء في الدارين
يحفظج ربي
قال مالك بن دينار رضي الله عنه: خرجت إلى الحج وفيما أنا سائر في البادية إذ رأيت غراباً في فمه رغيف فقلت: هذا غراب يطير وفي فمه رغيف إن له لشأناً، فتبعته حتى نزل عند غار فذهبت إليه فإذا بي أرى رجلاً مشدوداً لا يستطيع فكاكا والرغيف بين يديه فقلت للرجل: من تكون؟ ومن أي البلاد أنت؟ فقال: أنا من الحجاج أخذ اللصوص مالي ومتاعي وشدوني وألقوني في هذا الموضع كما ترى فصبرت على الجوع أياما ثم توجهت إلى ربي بقلبي وقلت: يا من قال في كتابه العزيز: "أمـّن يجيب المضطر إذا دعاه" فأنا مضطر فارحمني فأرسل الله إليّ هذا الغراب بطعامي قال مالك: فحللته من الوثاق ثم مضينا فعطشنا وليس معنا ماء فنظرنا في البادية فرأينا عليه ظباء فدنونا منه فنفرت الظباء وأقامت غير بعيد فلما وصلنا إلى البئر كان الماء في قعره فاحتلنا حتى استقينا وشربنا وعزمت ألا نبرح حتى نسقي الظباء فحفرت وصاحبي حفرة وملأناها بالماء وتنحينا فأقبلت الظباء فشربت حتى رويت
اخلص قلبك لله وطهر روحك ونقي نفسك