المقاييس :
1- مقياس انشغال الوالدين عن تربية المراهق تربية صحيحة .
لم يعد أمر تربية الأبناء ذو شأن في حياة الوالدين، على الرغم من أهميته بل إن الملاحظة- مع الأسف- أنه في أقصى قائمة اهتمامهم .
فالأب مشغول .. أرهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا، والأم تضرب أكباد الإبل للأسواق ومحلات الخياطة، ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد .. سوى توفير الغذاء والكساء ..
أما ذلك المراهق المسكين، فإنه يلقى رعاية مهملة، تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء. عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات . في حضن الخادمة حيناً وعلى جنبات الشارع حيناً آخر. وتلقى القدوة المسيئة ظلالاً كالحة على مسيرة حياته.
بعض أطفال المسلمين لم يرفع رأسه حين يسمع النداء للصلاة.. وما وطأت قدمه عتبة باب المسجد ولا رأى المصلين إلا يوم الجمعة أو ربما يوم العيد. وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان..
أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من الحرام فأمر غير ذي بال !!
وهذه اللامبالاة نجد عكسها تماماً في واقع الحياة .. فإن كان من أهل الاقتصاد فهو متابع للنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة..
ويحضر الندوات ويستمع المحاضرات ولا تفوته النشرة الاقتصادية في أكثر من محطة إذاعية وتلفاز و..؟! وإن كان من أصحاب العقار فهو متابع متلهف لا تفوته شاردة ولا واردة ..
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال: )) ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته((متفق عليه
2- مقياس تأثر المراهق بأصدقائه .
تأثير الأصدقاء أحياناً سلبي وضار , ويمكن أن يضع المراهق في دائرة الخطر، ويحول بينه وبين خططه المستقبلية.
ويؤثر الأصدقاء على حياة المراهق من دون الشعور بذلك، وخاصةً عن غياب الوالدين عن المراهق , فيتعلم منهم،. أنها الطبيعة البشرية من دون التمييز بين الحق والباطل .
فغالباً يمارس الأصدقاء ضغوطاً معينة على المراهق، كاللبس بطريقة معينة، واستخدام بعض الكلمات، وتناول أطعمة معينة، ومهما كان عمر الشخص فسيكون هناك دائماً ضغطا من الأصدقاء للامتثال لمعاييرهم ورغباتهم، وأشد ما يكون الضغط عند المراهقين في المرحلة الثانوية.
فالمراهقون الذين يشعرون بالعزلة أو الرفض من أسرهم، أكثر عرضة للانخراط في السلوكيات الخطرة مع أصدقائهم ، وذلك بالانضمام إلى شلّة أصحاب , لعدم الشعور بالوحدة.
في مثل هذه الحالات، يمكن أن يُـضعف ضغط شلة الأصحاب قُدرة المراهق على الحكم العقلاني، ويزيد من احتمال القيام بسلوكيات وأنشطة خطرة، وينأى بالمراهق بعيداً عن الأسرة.
فمن المنطقي افتراض أن الجميع سوف يستسلم لتأثير الأصدقاء في وقت ما من حياتهم. وهناك بعض الخصائص التي يتصف بها البعض، وتشير إلى احتمال الاستسلام والاستجابة لضغوط الأصدقاء السلبية، والمحفوفة بالمخاطر. وهؤلاء تظهر عليهم الصفات التالية:
• انخفاض احترام الذات.
• عدم الثقة بالنفس.
• وجود عدد قليل من الصداقات الناجحة بسبب وجود مخاوف تجاه الأصدقاء، ووجود شعور بأن الأصدقاء قد ينقلبوا عليه.
• الوحدة .
• الاكتئاب .
3- مقياس انحراف المراهق وزيادته بزيادة إهمال الوالدين .
عندما يقضي الأم أو الأب وقتهم خارج المنزل أو حتى إذا كانوا بداخل المنزل , ولا يسمعوا لمشاكل أبناءهم أو همومهم , فذلك يزيد من الفجوة بين الآباء والأبناء وذلك يُشعر المراهق بعدم محبة والديه له , ويجأ للحب خارج المنزل , أو حتى أحياناً للتغيب عن المنزل .
محبة الوالدين لمراهقين أو للأطفال شيء مهم للغاية , والذي يشعر المراهق بالحب هو الاهتمام .
إن العلاقة بين الآباء و الأبناء تكون بمحبةٍ وود واحترام وتفاهم ، وقد تكون متوترة ومتأزمة لعدم وجود رابط ود أو تفاهم أو حوار هادف يهدف إلى زيادة الصلة .
ولذلك فإن غياب الحوار البنّاء والفعّال بين الآباء والأبناء ، يجعل الابن لا يثق في والديه , ولا يبوح لهما بأسراره الخاصة ، بل أنه يفضل أن يأخذ معلوماته من الصحبة والإنترنت بدلاً من الوالدين البعيدين عنه بحنانهما ورعايتهما وذلك يزيد في نسبة انحرافه .
ومع ضخامة حجم هذه الظاهرة إلا أن كثيرًا من الآباء لم ينتبهوا إلى خطورتها ، معتقدين أنه ليس مطلوبا منهم أي شيء تجاه أبنائهم سوى توفير المسكن والملبس وألعاب التسلية والتي ربما تُشغل الفراغ لديهم ولكنها لا تُغني عن والديهم .
ولا يكون ذلك عدم حب الآباء لأبنائهم ، لا فهم ثمرة القلوب وقرة الأعين ، ولكن ما ننبه إليه أن هذا الحب لا يمكن أن يتحقق إلا بالتربية السليمة للأبناء التي تتطلب منالآباء حمايتهم بالتحاور والتشاور معهم ، ومحاولة معرفة ما يجول بأفكارهم ومساعدتهم
في حل مشاكلهم الخاصة والتقرّب والتودد إليهم .
4- مقياس صعوبة عدول المراهق عن تصرفاته وصعوبتها .
إنّ تربية الأبناء أشبه بإدارة العمليات الصعبة في فترات الحروب، تحتاج الصبر ، فكثيراً من الآباء والأمهات لا يملكون من الخصائص النفسية ما يساعدهم على تحمل أعباء التربية، وهي أعباء كبيرة جداً .
علاقة إهمال الوالدين بالأبناء و زيادة انحرافهم علاقة طردية , فكلما زاد إهمال الوالدين , زاد انحراف الأبناء .
فلو أن الآباء عرفوا مشكلة الإهمال وعالجوها مبكراً كان ذلك أسهل بكثير من التأخر في حل المشكلة .
المراجع :
*موقع " ملتقى أحباب الله " الإلكتروني .
*موقع " الصحة العامة " قسم تربية الطفل .
*موقع النفسي الإلكتروني .
–
–
مع تحياتي : LemoAzs
ِ