من أعظم أعمــال الــبر التي رغب إليه الإسلام الإحسان إلى الايتام
لـقـد دعا الله سبحـانه عبـاده في كـتابه الكريم إلى الإحسان إلى الأيتام والبر بهم
قـال تعالى:
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) (النساء: من الآية36)
وقال عز وجل: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) (البقرة: من الآية220)
وقال سبحانه:
(فأما اليتيم فلا تقهـر)
وقـد رغب الرسـول في أحاديث كُثيرة في العناية بالأيتام وكفالتهم
ورعايتهم, وشدد وحـذر من أكل أمـوالهم..
وأكــد على أن من يقوم برعاية اليتيم وكفالته
بأنه رفيقه في الجنة حين قال :" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا "
وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا.وقد قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون
رفيق النبي في الجنة ، ولا منزلة أفضل من ذلك.
كما بشر النبي من أحسن إلى اليتيم ولو بمسح رأسه ابتغاء وجه الله بحسنات كثيرة حين قال: "
من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى
يتيمة أو يتيم عنده, كنت أنا وهو في الجنة كهاتين".
في الإحسان إلى اليتامى نجاة: نعم فأهوال القيامة العظيمة وكرباتها الشديدة قد جعل الله لكافل
اليتيم منها نجاة ومخرجا :
(فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ . فَكُّ رَقَبَةٍ .أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ . يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ)
(البلد:11- 15)
ألا تسـتحق هــذه الـدمعـــات مـنـا وقـفـــة
إلى كل من يريد مساعدة يتيم احذروا:
على من يسـاعـد اليتيم ألا يفعل ذلك أمام الجمـــــيع ,,, ولا يشعره بأنه
يتيم وانه ليس كبقية الأطفال فإن هـذا أشـد على اليتيم من يتمه..
وأنا أذكـــر قصــة
لأحــد الأيتــام وهي لطالب كـان يدرس مع زمــلاءه وكـان الجميــع
يتعامــل معــه وكــأنه شـيء غـريب ,, لم يجــرحه أحــد أبـداً
ولـكن كان يرى نظــرات الشفقة في أعينهم الزمــلاء والمعلمــين
والمدير
يقول هــذا الطفل في احــد الأيام وفي إحـدى الحصص الأولية جاءه
المساعد
أو المشرف أوالمرشد وقال له نريدك في الإدارة وهناك أعطوه
كيساً كان فيه ثوباً جديداً وحذاءاً جديداً, وبعض الأشياء
وفرح بـها إلا إنه لم يكن يحب أن يراه أياً كان يتلقى الصدقة’’’
يقول :
أخــذت الكيس وعـدت إلى الفصل ثم بعــد الدرس تجمع الأولاد حولي ليروا مـافي
الكيس ,,وبـدأت التعليقات من الزمــلاء وكلهم صغار مثله:
(( إنهم يعطونك لأنك يتيم ))
((أنت مسكين ليس لك والد يشتري لك))
((مـات والديك وأصبحت وحـيداً ))
يقول كانت تلك الكلمات تطعنني في صـدري إلا أنني أحمل جراحـي
وأنزف دمــوعــي ودمــائي حين أخلو بنفسي ,, يقول أني أشكر الإدارة
لاهتمامها بي وحرصـها على مساعدتي, لكنها لم تراعِ مشاعري كان بإمكانهم أن يسلموني
(الإحسان ) ويقولها بألم عند مغادرتي أو يحضروها إلى المنزل حتى لا يراها أحــد’’
ويقول هــذا الطفل الذي كبر بعد ذلك إنني لم أستطع ارتداء شيء مما
أعطوني إياه رغم حاجتي لها,, كنت أتمنى أن أذهب اليوم التالي وأنا
سعيد لأن لـدي ملابس جـديدة وجميلة لو أن أحـداً لم يرها ,, إلا إن عزة
نفسي وكبريائي لم تسمح لي
باستعمالها حتى لا يتضاحك الصغار علي,,,
هــــلا ســاعـدناهــم دونمـا منٍ أوتسمـيع
فأي سعـادة أكـبر من أن ترى دمعة اليتيم تتحول إلى ابتسامة
وأنت السبب في ذلك بعـد الله.