من علوم المتن
الحديث المشكل ( مختلف الحديث ) : وهو ما تعارض ظاهره من القواعد فأوهم معنى باطلا أو تعارض مع نص شرعي آخر
فمن الأمثلة على هذا ما في الصحيحين وهو متفق عليه حديث أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له أجب ربك قال فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها قال فرجع الملك إلى الله تعالى فقال إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني قال فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدي فقل الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة قال ثم مه قال ثم تموت قال فالآن من قريب رب أمتني من الأرض المقدسة رمية بحجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر. متفق عليه
فهذا من الأحاديث التي تعارض نصوص شرعية في القرآن الكريم وأقوى دلالة وأقطع في المفهوم وهي كون الملائكة مخلوقة من نور وليس بمادة ( )
الحديث المضطرب : هو الحديث الذي يروى من قبل راو واحد أو أكثر على أوجه مختلفة متساوية لا مرجح بينها ولا يمكن الجمع بينها
وحكم الحديث المضطرب أنه يوجب ضعف الحديث لأنه يشعر بعدم ضبط الراوي للحديث
ومثاله حديث فاطمة بنت قيس قالت سأل أو سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال ( إن في المال لحقا سوى الزكاة ) والرواية الأخرى ( ليس في المال حق سوى الزكاة) ( )
الحديث المحكم : وهو الذي لا معارض له بوجه من الوجوه
وهذا هو الحديث الذي عليه مدار الأحكام حيث أنه لا معارض له ولا ناقد
العلل في المتن والسند
كيف يعرف الحديث المعلل
1 أن يجمع المحدث روايات الحديث الواحد ويوازن بينها سندا ومتنا فيرشده اختلافها واتفاقها على موطن العلة مثاله ما أورده ابن الصلاح في حديث البسملة في علة المتن
ونورد قول الإمام ( محمد بن إسماعيل المعروف بالأمير الصنعاني) إن الحديث يعلل من أوجه ليس للجرح فيها مدخل فإن حديث المجروح ساقط واه وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فتخفي عليهم والحجة عندنا في العلم هي الفهم والمعرفة)
وقد وُجد بين أئمة الفقه القدامى من كانوا ينظرون إلى متن الحديث فينقدونه ويردونه إذا رأوا فيه شذوذاً في المعنى، من دون الالتفات إلى إسناده، لأن الغرض من البحث عن صحة الإسناد هو الوصول إلى صحة المعنى، فإذا كان المعنى فاسداً فيجب رده من دون اعتبار لأي شيء آخر. وكان من أولئك الفقهاء الإمام أبو حنيفة، فكان ينظر إلى متن الحديث فيرده إذا رآه شاذاً أيا كان رواته هذا ( ).
و مثاله الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري جاء في معرض سؤال وُجّه للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ما رجع من غزوة تبوك، سألوه عن قيام الساعة فقال: "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة)
ومنها حديث "أن يهودياً رضخ رأس جارية بين حجرين، فرضخ النبي صلى الله عليه وسلم رأسه بين حجرين".
قال أبو حنيفة أنه كذب وهذيان".
يقول ابن عبد البر: ("أن أهل الحديث جرحوا بأبي حنيفة لأنه كان يرد كثيراً من أخبار العدول. فكان يذهب إلى عرضها على ما اجتمع لديه من الأحاديث ومعاني القرآن، فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذاً". وقد أحصوا عليه أنه أفتى بأكثر من مئتي مسألة خالف فيها الحديث وعمل بالرأي)
صحيح لأن هذا الحديث يخالف الحديث القائل " لا قود إلا بالسيف "
وكان أبو حنيفة يرد على الذين يتهمونه بالخروج على السنّة فقال: "ردي على رجل يحدث عن رسول الله بخلاف القرآن ليس رداً على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تكذيباً له، ولكنه رد على من يحدث عن رسول الله بالباطل، والتهمة دخلت عليه وليس على نبي الله".
ويقول: "كل شيء تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين. فقد آمنّا به وشهدنا أنه كما قال
وهذا القول يدل على أن أبا حنيفة كان غير قانع بصحة معظم أحاديث الآحاد التي كانت تروي في عصره، والتي أدخلت فيما بعد في الصحيحين