تقول الأبحاث والدراسات التي أجريت على ثمرة الكمون إنه يفيد في القضاء على 80% من الميكروبات والبكتيريا، ومحاربة الفطريات ومقاومة التسمم الغذائي، كما أنه يقوي صفائح الدم ويمنعها من التصلب ويقلل بالتالي من حصول الجلطة الدموية في القلب.
تعد ثمرة الكمون من أشهر المشهيات، وهي من النباتات العشبية للعائلة الخيمية، وحباتها بيضاوية مغزلية الشكل، ولها رائحة عطرية خاصة وطعم لاذع، ويبلغ ارتفاعها عادة من 30 إلى 50 سم، ولها ساق مجوف وأوراق خيطية تشبه إلى حد ما أوراق السنوت، وأزهارها تتجمع في نهاية الأفرع على هيئة مظلة بلون أصفر، وعند النضج تكون الثمار مستطيلة شبه مسطحة مخططة بخطوط ذات لون بني غامق، والكمون نبات شتوي يتحمل البرودة العالية ولا يتحمل الأجواء الحارة الرطبة.
تحتوي أنسجة نبتة الكمون على زيت عطري، وراتج، وصمغ، وحامض الماليك، والحامض التفاحي، ومادة البومينية وي**وها حامض التا***، وعند تقطير الكمون مع الماء يمكن فصل الزيت الطيار الذي تحتوي عليه الأنسجة، وهذا الزيت مخلوط مع الانيثول والفلفلين والليمونيين.
الكمون والفراعنة
لا يمكننا أن ننكر فضل الشعوب القديمة في اكتشاف هذا النبات واستخدامه كدواء ناجع لبعض الأمراض المنتشرة في تلك الحقبة الزمنية، ففي أوراق البردي القديمة التي تعود إلى عهد الفراعنة نجد أكثر من 60 وصفة علاجية يدخل فيها الكمون منها: علاج لحالات الحمى والدودة الشريطية وعسر الهضم والمغص المعوي، بالإضافة إلى كونه يطرد الغازات وضد كثرة الطمث.
كما صنع المصريون القدماء من الكمون دهاناً مسكناً لآلام المعدة، وأوجاع الروماتيزم والمفاصل، ونزلات البرد، ولشفاء الحروق، وضد حالات الجرب، وللجروح ذات الرائحة الكريهة، وبخاخات موضعية لخراج الفتق والحروق.
لقد تنوعت استخدامات هذا النبات، فبغض النظر عن فوائده الصحية، نجد أن طبيعته العطرية وخواصه التنظيفية جعلت منه أفضل هدية تقدم للمعابد الفرعونية. مما يؤكد أن أعالي النيل هي موطنه الأصلي ومنه انتشر إلى معظم أنحاء العالم كالهند وروسيا وأمريكا الوسطى. وهذا الانتشار جعله يتنوع وفقا لطبيعة المناخ السائد في كل بقعة، فالكمون المصري محدود النمو حيث يصل إلى 30سم، وهو شبه زاحف، وأفرعه قاعدية، وثماره متوسطة الحجم، ولونه بني فاتح، كذلك الكمون الإيراني ضعيف النمو وطوله 35سم، وهو زاحف، وثماره صغيرة جدا ولونها بني مائل إلى السمرة، أما الكمون السوري فيبلغ 60سم، وهو قائم الأفرع، والثمرة كبيرة الحجم ولونها بني مصفر.
فوائد علاجية
ولم تخلُ كتب أطباء العرب القدامى أيضا من الإشارة إلى فوائد الكمون في إعادة وتيرة الهدوء والسكون إلى سائر البدن، فهو مدر للبول، وإذا طبخ بالزيت ومزج بدقيق الشعير أزال المغص والانتفاخ، كما يقطع سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم، وإذا مضغ بالخل وابتلع أوقف سيلان اللعاب، وطبخه مع الزعتر يسكن وجع الأسنان.
أما الطب الحديث فقد أثبت من خلال دراسات أجريت حول الكمون أنه يثير الشهية، ويكافح التشنج، ويدر الحليب، ومسحوقه ينفع في بعض حالات الصمم، وأنه مضاد جيد للميكروبات التي تهاجم المعدة وتسبب بعض المشكلات. كما تستخدم حبيبات الكمون أيضا في إزالة عسر الهضم الذي ينتج من تناول الأطعمة الدسمة أو تناول أطعمة ملوثة، عندها قد يشعر الفرد بالغثيان يصحبه ألم في المعدة، ويمكن التخلص من هذه الحالة بشرب كوب ماء مغلي مضاف إليه ملعقة من الكمون. ولأن الكمون من المواد القلوية، فهو علاج جيد للحموضة ولكن يجب عدم تناول أي مياه خلال ساعتين من تناول الكمون. كما أن لديه القدرة على الاحتفاظ بالمواد الفعالة فيه لمدة قد تصل إلى سبع سنوات.
وصفات علاجية
*لحالات المغص وسوء الهضم وانتفاخ المعدة وكثرة الطمث والديدان المعوية وحالات البرد: يستخدم ملء ملعقة صغيرة من مسحوق الكمون مع ملء كوب ماء مغلي، ويترك المزيج لينقع لمدة عشر دقائق، ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
*لحالات التشنجات العصبية وضعف الشهية للطعام: يستعمل مغلياً (ملعقة صغيرة من مسحوق الكمون في لتر ماء) أو يمزج مسحوق الكمون بمعدل إرام واحد إلى مقدار ملعقة كبيرة عسل نحل.
*لعلاج وتسكين الآلام الروماتزمية: يستخدم زيت الكمون بمعدل 10 نقط على أي مشروب ساخن يتناوله المريض عقب الإفطار والعشاء.
*لإدرار الحليب لدى المرضعات: يمزج قليل من العسل في إرام واحد من مسحوق الكمون ويعطى للمرضعات.
*لشفاء الجروح والقروح: يستخدم مزيج مكون من الزيت والعسل مع مسحوق الكمون وتدهن الأماكن المصابة.
*لعلاج الجرب والحكة: يستعمل الكمون مع الملح كدهان موضعي.
*لايقاف نزيف الأنف: تشبع فتيلة من القطن بمسحوق الكمون مع الزيت وتوضع داخل الأنف.
المصدر : جريدة الاتحاد