سوف نتطرق من خلال موضوعنا الى مرض انتشر وسبب المتاعب للكثير املين ان يكون الموضوع مرجع وذو فائده للجميع
وجود هذه العدد الكبير من المستقبلات العصبية ليس عبثاً فالأمعاء تحتاج لهذا الجهاز العصبي لكي تقوم بعملها على أكمل وجه، فالغذاء وهو في الأمعاء يحدث له العديد من التفاعلات والحركة التي يمر بها وينتقل خلال الأمعاء ليست حركة عشوائية أو عادية، وعند حدوث خلل في الجهاز العصبي للأمعاء تحدث المشاكل عندها.. وفي الأسطر القادمة سأحاول شرح ما هو القولون العصبي ولماذا سمي بهذا الاسم.
ما هو مرض القولون العصبي؟..
متلازمة القولون العصبي يسمى بالإنجليزية (Irritable Bowel Syndrome) ويطلق علية مصطلحات عدة منها القولون المثار والقولون المتشنج وتهيج القولون ولكنه مشهور باسم القولون العصبي ولدى الأطباء باختصاره العلمي (IBS)، والقولون العصبي هو أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشاراً والأقل وضوحاً لدى الأطباء، حيث يشكل حوالي (50%) من كل المرضى الذين يراجعون عيادات أمراض جهاز الهضم، وحتى وقت قريب كان الاعتقاد بأنه أحد أعراض التوتر النفسي وليس مرضاً قائماً بذاته.
والقولون العصبي ليس معناه أنك تعاني من مشكلة عضوية في الجهاز الهضمي وإنما هو اعتلال وظيفي مؤقت للجهاز الهضمي عند حالات معينة.. وابسط توضيح ووصف لمرض القولون العصبي هو:
حصول اضطراب في الحركة العصبية للقولون، ينتج عنه سرعة أو بطئ في حركة وتقلصات جدران القولون مما يؤثر في عمليات الهضم والامتصاص؛ فمعروف أن بقايا الفضلات المارة في القولون تكون اقرب في قوامها للسائل قبل امتصاص الماء منها في القولون، ففي حالة سرعة حدوث التقلص فأن هذه الفضلات تخرج بشكل سائل وهنا يحصل عند المريض الإسهال (Diarrhea)، وفي حالة بطئ تقلص عضلات القولون فأن الماء الموجود في الفضلات يُمتص بشكل اكبر وزائد عن المطلوب فيحدث حينئذٍ الإمساك (Constipation).
القولون العصبي عادة ما يبدأ بشكل بسيط إلى درجة أن العديد من الأشخاص يتعايشون معه ولا يعرفون أنهم مصابون به, ولكنه أيضاً في الكثير من الحالات يسبب أعراض عنيفة وألم شديد لمن يعاني منه.
وهذا الاضطراب تحدث معه أعراض أخرى كثيرة ومختلفة من شخص لأخر، فبجانب الإمساك والإسهال فأن العلامة الأكثر بروزاً ووضوحاً في اغلب مرضى القولون العصبي هي حدوث مشاكل نفسية وتوترات عصبية.
سبب تسمية القولون العصبي بذلك
على الأرجح فأن الحركة الغير طبيعية والتقلصات العصبية لجدران القولون هي السبب في تسمية القولون العصبي بهذا الاسم وليس بسبب الحالة النفسية والعصبية التي ترافق مريض القولون العصبي، كما يعتقد عامة الناس.
القولون العصبي هو اضطراب في الجهاز الهضمي ينتج عنه خلل في
وظيفة القولون و ألم بطني، دون وجود خلل عضوي واضح. يتم
تشخيص هذه الحالة سريرياً بعد نفي الأسباب العضوية للأعراض.
يشكل القولون العصبي أحد أكثر الأمراض انتشاراً و أقلها وضوحاً
بالنسبة للأطباء. حتى وقت قريب، كان الكثير من الأطباء يعتبرون هذا
المرض مجرد عرض من أعراض التوتر النفسي، و ليس مرضاً قائماً
بذاته.
العمر للاصابه بالقولون العصبي
يصيب هذا المرض الشباب أكثر من الكهول، و يبدأ المرض غالباً
قبل سن 45 سنة، لكن هذا لا يمنع أن هناك عدداً كبيراً من الكبار
في السن الذين يصابون أيضاً. كما يصيب النساء أكثر من الذكور
(بنسبة الضعف تقريباً).
انواع القولون العصبي
هناك مجموعتان من المرضى:
– المرضى الذين يشكون من ألام البطن المترافقة باضطرابات
وظيفة القولون، مثل الإمساك أو الإسهال أو الإثنين معاً ( 80 % من الحالات)
– المرضى الذين يشكون من إسهال مزمن دون ألم (20 % من الحالات).
ألم البطن والقولون العصبي
يختلف توضع و شدة ألم البطن بشكل كبير، إذ يمكن أن يكون في
أي مكان من الجزء العلوي من البطن، و يكون على الأغلب وقتياً
(نوبي) على شكل تشنجات (مغص)، كما يمكنه أن يتراكب مع آلام
أخرى موجودة لأسباب مختلفة (مرارة مثلاً).
قد يكون الألم خفيفاً يمكن تجاهله، كما قد يصل إلى شدة عالية تعيق
الحياة اليومية. لكن الألم لا يظهر إلى خلال ساعات اليقظة، و لا
يمنع المريض من النوم. يزداد الألم أحياناً بعد تناول الطعام أو بعد
التوتر النفسي، و يتحسن بعد تحرير الغازات أو البراز.
مشاكل القولون العصبي
تشكل هذه الاضطرابات العرض الأكثر تواجداً في هذا المرض.
أكثر الحالات شيوعاً هو تناوب الإمساك و الإسهال، مع غلبة
أحدهما على الآخر. عندما يغلب الإمساك، فمن الممكن أن يستمر
لأشهر متواصلة قبل حدوث حالة الإسهال.
الغازات و النفخة:
يشكو مرضى القولون العصبي كثيراً من انتفاخ البطن و احتباس
الغازات، و يكون التخلص منها مريحاً.
أعراض الجهاز الهضمي العلوي:
25% إلى 50% من مرضى القولون العصبي يشكون من عسر
الهضم، حرقة المعدة، الغثيان و الإقياء. تنتج هذه الأعراض عن وجود
اضطرابات أيضاً في الأمعاء الدقيقة، و هي تحدث خلال فترة اليقظة و
ليس أثناء النوم.
اسباب القلون العصبي
آلية و أسباب مرض القولون العصبي
لا تزال آلية و مسببات هذا المرض غير واضحة و غير معروفة،
و تشير الدراسات الحديثة إلى عدة آليات منها:
– الاضطرابات الحركية و الحسية للقولون
– اضطرابات وظيفية في الخلايا العصبية المركزية
– اضطرابات نفسية
– الضغوط النفسية
– عوامل ممرضة داخل لمعة القولون
علاج للقولون العصبي
الحمية الغذائية: ليس هناك حمية غذائية موحدة لهذا المرض، فكل
مريض ينزعج و يتأثر بأنواع مختلفة من الأطعمة، لذلك عليه
تفادي هذه الأطعمة التي يكتشفها بالتجربة الشخصية.
الملينات: تستعمل الأطعمة الغنية بالألياف و الأدوية الملينة لمكافحة
الإمساك المزمن.
مضادات التشنج: تستعمل الأدوية المضادة للتشنج لعلاج الألم
(المغص)، و يفضل إعطاؤها قبل الطعام بنصف ساعة لتفادي
التشنج قبل حدوثه.
مضادات الإسهال: تستعمل عند حدوث إسهال شديد، و هي متنوعة
و كلها ذات مفعول وقتي
مضادات الغازات: تستعمل للنفخة، و منها الفحم الطبي و
simethicone
مضادات الإكتئاب: يعطي استعمال الأدوية المضادة للاكتئاب نسبة
عالية من التحسن قد تصل إلى 89 %، و يجب استعمالها لفترات لا تقل
عن شهرين متواصلين.
القولون العصبى غالبا ما يكون مصاحب بالإسهال أو الإمساك . وهو أكثر أمراض الجهاز الهضمى شيوعا , و يتميز بأعراض متباينة من آلام البطن و اضطراب فى الإخراج مع انتفاخ و غازات .
و تحدث هذه النوبات بشكل عنيف لتهدأ ثم تعود مرة أخرى بخاصة مع الإثارة العصبية أو الغذائية .
و القولون العصبى من الأمراض التى تؤثر على نظام حياة الإنسان و تعوق نشاطه , وهو آخذ فى الانتشار خاصة فى البلاد الشرقية نتيجة تغير نمط الحياة بكل ما فيها من توترات عصبية و خروج عن نظام التغذية السليمة و ظهور الوجبات السريعة الخالية من الألياف و استبدالها بالوجبات المليئة بالسكريات و النشويات التى تساعد على كسل الأمعاء.
لنتحدث الآن عن القولون العصبى المصاحب بالإسهال :
إن القولون العصبى عادة ما يتواجد فى المرضى فى سن الشباب ونادرا ما نجده بعد الخمسينات , و يظهر على هيئة رغبة متكررة فى التبرز و بخاصة بعد تناول الطعام مباشرة مع وجود انتفاخ , و تتخلل هذه النوبات فترات من الراحة و التبرز الطبيعى . إن أعراض القولون العصبى مستمرة بلا نهاية , و ان كانت بطريقة متقطعة لكن متعاقبة.
و قبل أن نرجع سبب الإسهال الى القولون العصبى , يجب أن نعلم أن هناك أسباب كثيرة للإاهال المزمن غير القولون العصبى يجب استبعادها , فكثير من المرضى كانوا يعتقدون أن لديهم القولون العصبى و ثبت بعد سنوات أنهم مصابون بامراض أخرى مثل مرض كرونز.
من الأخطاء الشائعة تشخيص الإسهال المزمن على أنه دوسنتاريا, حيث أن وجود الأكياس الأميبية فى البراز يعتبر شيئا بلا أى قيمة تشخيصية فى المناطق التى تتوطن فيها الدوسنتاريا مثل مصر ,لكن يجب أيضا التفرقة عند ظهور هذه الطفيليات فى البراز فى طورها النشط فى حالة وجود إسهال حاد مع مخاط مدمم فهذا يعنى أن سبب الإسهال الحاد غالبا ما يكون الدوسنتاريا النشطة .
و هناك أسباب عديدة للإسهال المزمن منها ضعف أمتصاص الألبان وهذا غالبا ما يحدث فى منطقة البلاد العربية و بخاصة بعد نوبة من الإسهال الحاد… يجىء بعد ذلك التهابات القولون المزمنة مثل مرض كرونز و تقرحات القولون , حيث بدأت هذه الأمراض فى الظهور والانتشار فى البلاد العربية فى الآونة الأخيرة نتيجة تغير النظام الغذائى و طبيعة الأطعمة التى يتناولها الأفراد وبخاصة الشباب والأطفال و ظهور الوجبات السريعة الخالية من الألياف والخضروات و الفاكهة و استبدالها بالوجبات المليئة بالنشويات و السكريات التى تساعد على كسل الأمعاء , و أيضا انتشارالتدخين بين الشباب .
وتظهر أعراض التهابات القولون المزمنة على هيئة إسهال متكرر مع آلام بالبطن و نقص الوزن , و ممكن أن يحدث نزيف شرجى متكرر أو مجرد فقدان للشهية و نقص فى الوزن فيصعب التشخيص تماما.
أما الدرن المعوى , أى الدرن الذى يصيب الأمعاء, فهو من التشخيصات التى يجب ألا ننساها حيث أنه متواجد و يجب التفكير فيه عند شكوى المريض من الإسهال المتكرر و نقص الوزن مع ارتفاع بسيط فى درجة الحرارة و بخاصة فى المساء .
ويتشابه هذا المرض اكلينيكيا مع بعض الأورام التى تصيب الجهاز الهضمى مثل الليمفوما , و يمكن التفرقة بينهما بإجراء الفحوصات الخاصة بكل منهما و التى ترجح كافة أحد التشخيصين .
وأخيرا يجب ألا ننسى احتمال الإصابة بمرض الأيدز الذى بدأ أيضا فى الانتشار فى الآونة الأخيرة فى جميع الطبقات , لهذا فإن التشخيص يحتاج لأخذ تاريخ مرضى دقيق من المريض حتى يمكن اكتشاف ذلك مع عمل الأبحاث الخاصة بالمرض.
اذن احترس !
بعد استبعاد كل هذه الأمراض يمكن أن نصنف المريض على أنه
قولون عصبى . حيث أن إهمال هذه الأمراض و اعتبار أن المريض مصاب بالقولون العصبى منذ البداية لمجرد وجود بعض الاضطرابات النفسية لديه يجعل الطبيب يقع فى خطأ جسيم , و كما ذكرنا هناك حالات كثيرة من مرض كرونز كانت تعالج على أنها قولون عصبى لسنوات طويلة قبل أن يتم تشخيصها و علاجها الذى بدأ فى مرحلة متقدمة من المرض و فى وجود مضاعفات كثيرة كان من الممكن تجنبها منذ البداية .
و هناك إحصائية وجدت أن ألتهابات القولون المزمنة كانت موجودة فى 0.9 % من المرضى المعتقدين أنهم مصابون بالقولون العصبى , وسرطان القولون و المستقيم فى 1 % و النزلات المعوية الميكروبية فى 1.5 % و سوء امتصاص اللبن فى 25 % و اختلال الغدة الدرقية فى6 % .
و هناك أعراض مرضية يجب احترامها و البحث عن أسبابها اذا اشتكى منها مريض القولون و هى :
1 – خروج دم مع البراز
2 – نقص واضح فى الوزن و أنيميا
3 – الإرتفاع المستمر فى درجة الحرارة (وإن كان ارتفاعا بسيطا )
بعد عمل الأبحاث و التأكد من تشخيص القولون العصبى نبدأ مرحلة العلاج . إن علاج القولون العصبى نظريا سهل لكن عمليا صعب , ويختلف من مريض لآخر.
إن أهم عامل فى العلاج هو علاقة المريض بالطبيب و ثقته فيه.
إن المشكلة تكمن فى الاضطراب الوظيفى فى القولون , و غالبا ما يرجع ذلك الى التوتر العصبى و الكآبة التى يعيشها المريض , أو لأسلوب الطعام الذى يتبعه , فإن أمكن تصحيح هذا الخلل أمكن شفاؤه.
من أهم النصائح الغذائية الامتناع عن ملء المعدة بالطعام و عدم الأكل بسرعة و الحد من كثرة تناول النشويات مثل الأرز و المكرونة والحلويات مثل البسبوسة و غيرها من الحلويات الشرقية .
إن القولون العصبى المصاحب بالإسهال يمكن أن يستجيب لتنظيم الطعام و الامتناع عن اللبن الحليب و الدهون . و يجب اتباع النقاط التالية فى نمط الحياة :
* تناول الطعام على ثلاث وجبات و فى أوقات ثابتة وبكميات متوسطة.
* البعد عن الدهون و الأطعمة المسبكة و الحريفة .
* الإقلال من الشاى و القهوة و المشروبات الغازية .
* البعد عن الانفعال و التوتر النفسى .
* إدخال الرياضة فى نظام الحياة و بخاصة المشى .
بهذا الأسلوب الجديد فى الحياة و التأكد من التشخيص السليم للقولون العصبى , فلا حاجة لك للدواء.. نعم إذا بلغت هذه الدرجة من الاقتناع فلا حاجة لك للدواء .
والله يحفضكم من كل شر
تمنياتي لكم دوام الصحة والعافية