أ
أ. د هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، معهد تيودور بلهارس:
مرض القولون العصبى المزمن يصيب نحوا من 15 إلى 26 % من سكان العالم، ويصيب القولون المصريين بنفس النسب العالمية، ولم يعد هناك فارق بين الدول النامية والدول المتقدمة، وهذا المرض هو مرض وظيفى وليس عضويا، بمعنى أن هناك تغيرات فى فسيولوجيا القولون وعلاقة القولون بالمخ، وليس هناك أى تغيرات فى الغشاء المخاطى المبطن للقولون، أى أنه ليس هناك أى أسباب عضوية.
ويزداد بشدة فى مرضى الاكتئاب أو مرضى التوتر النفسى، حيث إن هناك علاقة بين مرض القولون العصبى ومرض التوتر النفسى والاكتئاب ويتم تشخيص مرض القولون العصبى فى المجمل بالكشف الطبى، وبناء على الأعراض التى تنتاب المريض دون عمل أى فحوصات طبية، تتمثل هذه الأعراض فى وجود آلام فى البطن فى أى مكان تتراوح درجتها وتتحسن بدخول المريض الحمام للتبرز. ولا يُعرف حتى الآن السبب الرئيسى وراء ظهور الأعراض المصاحبة للقولون العصبى، ولكن هناك بعض التغيرات التى تحدث فى الضفيرة العصبية المبطنة لجدار القولون، واختلال فى بعض المواد الكيميائية التى تنتقل عبر الضفيرة العصبية للقولون، وعلاجه يتمثل فى طمأنة المريض أن مرض القولون العصبى مرض حميد، ولا يشكل خطورة على حياة المريض ولا ينقلب إلى أورام أو سرطان، ويتم إعطاء المريض بعض الأدوية التى تقلل من حدوث الآلام والتقلصات وهى أدوية كثيرة ومتوافرة، وتأتى بنتائج إيجابية، وكذلك هناك أدوية أخرى تساعد على التقليل من حدة التوتر العصبى والاكتئاب الذى يعانيه من 30 إلى40% من مرضى القولون العصبى، كما أن هناك أدوية أخرى تعطى فى حال وجود إمساك أو إسهال مصاحب لحالة القولون العصبى المزمن. وبالنسبة لمرضى القولون العصبى الذين يعانون من الإسهال الشديد فى أحيان كثيرة فإن دواء الأيموديوم علاج فعال لمثل هذه الحالات كذلك دواء الرفيكسمين ولاكتيول فورت.
وننصح هؤلاء المرضى الذين يعانون من الغازات بتجنب تناول الأكلات التى تسبب زيادة حدة المرض مثل البقوليات والأكلات الحريفة والدهون، وبتناول المشروبات الطبيعية والبعد عن المشروبات الغازية.