الصراط اشد اهوال يوم القيامة و اشدها خطراً الْلَّهُم سَلِّم سَلِّم
الْصِّرَاطمَزِلَّة الْأَقْدَام
فَعَن أَبِي هُرَيْرَة عَن الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْهوَسَلَّم
{ يَجْمَع الْلَّه الْنَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُوْل : مَن كَانيَعْبُد شَيْئا فَلْيَتَّبِعْه
فَيَتْبَع مَن كَان يَعْبُد الْشَّمْس الْشَّمْسو يَتَّبِع مَن كَان يَعْبُد الْقَمَر الْقَمَر
و يَتَّبِع مَن كَان يَعْبُدالْطَّوَاغِيْت الْطَّوَاغِيْت و تَبْقَى هَذِه الْأُمَّة فِيْهَامُنَافِقُوْهَا
فَيَأْتِيَهُم الْلَّه فَيَقُوْل
أَنَا رَبُّكُم ،فَيَقُوْلُوْن هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا جَاءَنَارَبُّنَا عَرَفْنَاه
فَيَأْتِيَهُم الْلَّه فِي صُوْرَتِه الَّتِي يَعْرِفُوْن ،فَيَقُوْل : أَنَا رَبُّكُم ، فَيَقُوْلُوْن
أَنْت رَبُّنَا ، فَيَتَّبِعُوْنَهو يُضْرَب الْصِّرَاط بَيْن ظَهْرَي جَهَنَّم
فَأَكُوْن أَنَا و أُمَّتِي أَوَّلمَن يُجِيْزُهَا ، و لَا يَتَكَلَّم يَوْمَئِذ إِلَّا الْرُّسُل
و دَعْوَىالْرُّسُل يَوْمَئِذ ؛ الْلَّهُم : سَلِم سَلِم
و فِي جَهَنَّم كَلَالِيْب مِثْلشَوْك الْسَّعْدَان ، هَل رَأَيْتُم الْسَّعْدَان ؟
قَالُوْا : نَعَم يَارَسُوْل الْلَّه
قَال : فَإِنَّهَا مِثْل شَوْك الْسَّعْدَان غَيْر أَنَّه لَايَعْلَم مَا قَدْر عِظَمِهَا إِلَّا الْلَّه ،
تُخْطَف الْنَّاس بِأَعْمَالِهِم، فَمِنْهُم الْمُؤْمِن يَبْقَى بِعَمَلِه ، أَو الْمَوْبِق بِعَمَلِه ،
أَوالْمُوَثَّق بِعَمَلِه ، و مِنْهُم الْمُخَرْدَل أَو الْمُجَازَى}
رَوَاهالْبُخَارِي
و مِنْهُمكَالْطَّيْر و مِنْهُم يَشُد كَشَد الْرِّجَال
{ فَيَمُر أَوَّلُكُم كَالْبَرْق ، قَال : قُلْت بِأَبِي أَنْت و أُمِّي ، أَي شَيْءكَمَر الْبَرْق ؟
قَال : أَلَم تَرَوْا إِلَى الْبَرْق كَيْف يَمُر ، و يَرْجِعفِي طَرْفَة عَيْن؟
ثُم كَمَر الْرِّيح ، ثُم كَمَر الْطَّيْر ، و شَدالْرِّجَال تَجْرِي بِهِم أَعْمَالُهُم
و نَبِيَّكُم قَائِم عَلَى الْصِّرَاط،يَقُوْل : رَب سَلِّم سَلِّم
حَتَّى تَعْجِز أَعْمَال الْعِبَاد ، حَتَّىيَجِيْء الْرَّجُل فَلَا يَسْتَطِيْع الْسَّيْر إِلَّا زَحْفا
قَال : و فِيحَافَتَي الْصِّرَاط كَلَالِيب – جَمْع كَلُّوب حَدِيْدَة مَعْطُوْفَةالْرَّأْس
مُعَلَّقَة مَأْمُوْرَة بِأَخْذ مَن أُمِرَت بِه فَمَخْدُوش نَاج ، ومَكْدُوس فِي الْنَّار }
رَوَاه مُسْلِم
و عَن أَبِي سَعِيْد الْخُدْرِي – رَضِي الْلَّهعَنْه –
عَن الْنَّبِي – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم – قَال :
{ ثُم يُضْرَبالْجِسْر عَلَى جَهَنَّم ، و تَحِل الشَّفَاعَة ، و يَقُوْلُوْن :
الْلَّهُمسَلِّم سَلِّم ، قِيَل : يَا رَسُوْل الْلَّه و مَا الْجِسْر ؟ قَال :
دَحْضمَزِلَّة ، فِيْه خَطَاطِيَّف و كَلَالِيْب و حِسِّك – شَوْكَة صُلْبَة –،
تَكُوْن بِنَجْد ، فِيْهَا شُوَيْكَة ، يُقَال لَهَا : الْسَّعْدَان،
فَيَمُر الْمُؤْمِنُوْن كَطَرْف الْعَيْن ، و كَالْبَرْق ، و كَالَرِّيْح،
و كَالْطَّيْر ، و كَأَجَاوِيد الْخَيْل و الرِّكَاب ، فَنَاج مُسَلَّم ،
ومَخْدُوش مُرْسِل ، و مَكْدُوس فِي نَار جَهَنَّم }
رَوَاه مُسْلِم
{ فَيَمُرُّون عَلَى الْصِّرَاط ، و الْصِّرَاط كَحَد الْسَّيْف ، دَحْضمَزِلَّة ، قَال
فَيُقَال : انْجُوَا عَلَى قَدْر نُوَرِكُم ، فَمِنْهُم مَنيَمُر كَانْقِضَاض الْكَوْكَب
و مِنْهُم مَن يَمُر كَالْطَّرْف ، و مِنْهُم مَنيَمُر كَالَرِّيْح ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَشَد الْرَّحْل
و يَرْمُل رَمَلَافَيَمُرُّون عَلَى قَدْر أَعْمَالِهِم ، حَتَّى يَمُر الَّذِي نُوْرُه عَلَىإِبْهَام قَدَمِه
يَجُر يَدَا و يُعَلِّق يَدَا ، و يَجُر رَجُلا و يُعَلِّقرَجُلا ، فَتُصِيْب جَوَانِبِه الْنَّار }
و هَذِهالْأَحَادِيْث و غَيْرِهَا تَبَيَّن أَن مَعْنَى الْوُرُوْد فِي قَوْلِهتَعَالَى
{ وَإِن مِّنْكُم إِلَّا وَارِدُهَا كَان عَلَى رَبِّك حَتْمامَّقْضِيا }
(مَرْيَم:71)
دَلَّتالْأَحَادِيْث الْسَّابِقَة عَلَى أَن الْصِّرَاط دَحْض مَزِلَّة ،
{ بَلَغَنِي أَنالْجِسْر أَدَق مِن الْشَّعْرَة ، و أَحَد مِن الْسَّيْف } .
فَيُقَص لِبَعْضِهِم مِن بَعْض مَظَالِم كَانَتبَيْنَهُم فِي الْدُّنْيَا
حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا و نُقُّوا أُذِن لَهُم فِيدُخُوْل الْجَنَّة
فَوَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِه
لِأَحَدِهِم أَهْدَىبِمَنْزِلِه فِي الْجَنَّة مِنْه بِمَنْزِلِه كَان فِي الْدُّنْيَا } .
( الْحَجَر:47)
إِذَا رَأَيْتالْصِّرَاط وَ دِقَّتِه ،
سُوْرَة عَبَس مِن آَيَة رَقِم 34 حَتَّي 37
{ وَإِن مِّنْكُمإِلَّا وَارِدُهَا كَان عَلَى رَبِّك حَتْمَا مَّقْضِيّا
يَكُوْن نُوْرُه كَالْرَّجُل الْقَائِم ، ومِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُه عَلَى إِبْهَامَه يَتَّقِد مَرَّة
و يَنْطَفِئ مُرَّة و هَذَا أَقَلَّهُم نُوَرَا ، و مِنْهُم مَن تَحُوْطُهالْظُّلْمَة مِن كُل نَاحِيَة"
مِمَّن يُوَفِّق لِعُبُور الْصِّرَاطبِسَلَامَة
و أَن يُدْخِلَنَا جَنَّتَه ، و يَقِيْنْا عَذَابَه
الْلَّهُمآَمِيْن
الْصِّرَاطمَزِلَّة الْأَقْدَام
يَوْم الْقِيَامَة هُو يَوْم الْأَهْوَال والمَخَاوِف
فَمَا إِن يَنْجُو الْنَّاس مِن هَوْل مِن أَهْوَال ذَلِكالْيَوْم
حَتَّى يُدْرِكَهُم هَوْل آَخَر ، فَتَمْتَلِئ الْقُلُوْب خَوْفا وفَزَعَا
و مَن أَشَد أَهْوَال ذَلِك الْيَوْم و أَشَدُّهَاخَطَرَا
الْمُرُور عَلَى الْصِّرَاط
وَ هُو جِسْر مَضْرُوْب عَلَىمَتْن جَهَنَّم
حَيْث يَأْمُر الْلَّه سُبْحَانَه فِي ذَلِك الْيَوْم أَنتَتَبُّع كُل أُمَّة
مَا كَانَت تَعْبُدُه ، فَمِنْهُم مَن يَتَّبِعالْشَّمْس و مِنْهُم مَن يَتَّبِع الْقَمَر
ثُم يَذْهَب بِهِم جَمِيْعَاإِلَى الْنَّار
و تَبْقَى هَذِه الْأُمَّة و فِيْهَاالْمُنَافِقُوْن
فَيُنْصَب لَهُم صِرَاط عَلَى ظَهْر جَهَنَّم ، عَلَىحَافَتَيْه خَطَاطِيَّف و كَلَالِيْب
فَيَأْمُرُهُم سُبْحَانَه أَنيَمُرُّوْا عَلَى ظَهْرِه ، فَيَشْتَد الْمَوْقِف ، و تَعْظُم الْبَلْوَى
ويَكُوْن دَعْوَى الْرُّسُل يَوْمَئِذ الْلَّهُم سَلِّم سَلِّم
و يَكُوْنأَوَّل مَن يَجْتَاز الْصِّرَاط الْنَّبِي – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم – بِأُمَّتِه
فَعَن أَبِي هُرَيْرَة عَن الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْهوَسَلَّم
{ يَجْمَع الْلَّه الْنَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُوْل : مَن كَانيَعْبُد شَيْئا فَلْيَتَّبِعْه
فَيَتْبَع مَن كَان يَعْبُد الْشَّمْس الْشَّمْسو يَتَّبِع مَن كَان يَعْبُد الْقَمَر الْقَمَر
و يَتَّبِع مَن كَان يَعْبُدالْطَّوَاغِيْت الْطَّوَاغِيْت و تَبْقَى هَذِه الْأُمَّة فِيْهَامُنَافِقُوْهَا
فَيَأْتِيَهُم الْلَّه فَيَقُوْل
أَنَا رَبُّكُم ،فَيَقُوْلُوْن هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا جَاءَنَارَبُّنَا عَرَفْنَاه
فَيَأْتِيَهُم الْلَّه فِي صُوْرَتِه الَّتِي يَعْرِفُوْن ،فَيَقُوْل : أَنَا رَبُّكُم ، فَيَقُوْلُوْن
أَنْت رَبُّنَا ، فَيَتَّبِعُوْنَهو يُضْرَب الْصِّرَاط بَيْن ظَهْرَي جَهَنَّم
فَأَكُوْن أَنَا و أُمَّتِي أَوَّلمَن يُجِيْزُهَا ، و لَا يَتَكَلَّم يَوْمَئِذ إِلَّا الْرُّسُل
و دَعْوَىالْرُّسُل يَوْمَئِذ ؛ الْلَّهُم : سَلِم سَلِم
و فِي جَهَنَّم كَلَالِيْب مِثْلشَوْك الْسَّعْدَان ، هَل رَأَيْتُم الْسَّعْدَان ؟
قَالُوْا : نَعَم يَارَسُوْل الْلَّه
قَال : فَإِنَّهَا مِثْل شَوْك الْسَّعْدَان غَيْر أَنَّه لَايَعْلَم مَا قَدْر عِظَمِهَا إِلَّا الْلَّه ،
تُخْطَف الْنَّاس بِأَعْمَالِهِم، فَمِنْهُم الْمُؤْمِن يَبْقَى بِعَمَلِه ، أَو الْمَوْبِق بِعَمَلِه ،
أَوالْمُوَثَّق بِعَمَلِه ، و مِنْهُم الْمُخَرْدَل أَو الْمُجَازَى}
رَوَاهالْبُخَارِي
][
أَقْسَام الْمَارَّيْن عَلَى الْصِّرَاط ]يَتَفَاوَتالْمَارُّوْن عَلَى الْصِّرَاط تَفَاوُتا عَظِيْما
كُل حَسَب عَمَلِه،فَمِنْهُم مَن يَمُر كَالْبَرْق ، وَمِنْهُم مَن يَمُر كَالَرِّيْح ،
و مِنْهُمكَالْطَّيْر و مِنْهُم يَشُد كَشَد الْرِّجَال
فَعَن أَبِي هُرَيْرَة – رَضِي الْلَّه عَنْه – عَن الْنَّبِي – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم –
{ فَيَمُر أَوَّلُكُم كَالْبَرْق ، قَال : قُلْت بِأَبِي أَنْت و أُمِّي ، أَي شَيْءكَمَر الْبَرْق ؟
قَال : أَلَم تَرَوْا إِلَى الْبَرْق كَيْف يَمُر ، و يَرْجِعفِي طَرْفَة عَيْن؟
ثُم كَمَر الْرِّيح ، ثُم كَمَر الْطَّيْر ، و شَدالْرِّجَال تَجْرِي بِهِم أَعْمَالُهُم
و نَبِيَّكُم قَائِم عَلَى الْصِّرَاط،يَقُوْل : رَب سَلِّم سَلِّم
حَتَّى تَعْجِز أَعْمَال الْعِبَاد ، حَتَّىيَجِيْء الْرَّجُل فَلَا يَسْتَطِيْع الْسَّيْر إِلَّا زَحْفا
قَال : و فِيحَافَتَي الْصِّرَاط كَلَالِيب – جَمْع كَلُّوب حَدِيْدَة مَعْطُوْفَةالْرَّأْس
مُعَلَّقَة مَأْمُوْرَة بِأَخْذ مَن أُمِرَت بِه فَمَخْدُوش نَاج ، ومَكْدُوس فِي الْنَّار }
رَوَاه مُسْلِم
و الْمَخْدُوش : مَن تُمَزِقجِلْدِه بِفِعْل الْكَلَالِيْب
وَالمَكْدُّوس : مِن يُرْمَى فِي الْنَّارفَيَقَع فَوْق سَابِقِه
مَأْخُوْذ مِن تَكَدَّسَت الْدَّوَاب فِي سَيْرِهَاإِذَا رَكِب بَعْضُهَا بَعْضَا
و عَن أَبِي سَعِيْد الْخُدْرِي – رَضِي الْلَّهعَنْه –
عَن الْنَّبِي – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم – قَال :
فِي ذِكْر مَشَاهِد يَوْم الْقِيَامَة :
{ ثُم يُضْرَبالْجِسْر عَلَى جَهَنَّم ، و تَحِل الشَّفَاعَة ، و يَقُوْلُوْن :
الْلَّهُمسَلِّم سَلِّم ، قِيَل : يَا رَسُوْل الْلَّه و مَا الْجِسْر ؟ قَال :
دَحْضمَزِلَّة ، فِيْه خَطَاطِيَّف و كَلَالِيْب و حِسِّك – شَوْكَة صُلْبَة –،
تَكُوْن بِنَجْد ، فِيْهَا شُوَيْكَة ، يُقَال لَهَا : الْسَّعْدَان،
فَيَمُر الْمُؤْمِنُوْن كَطَرْف الْعَيْن ، و كَالْبَرْق ، و كَالَرِّيْح،
و كَالْطَّيْر ، و كَأَجَاوِيد الْخَيْل و الرِّكَاب ، فَنَاج مُسَلَّم ،
ومَخْدُوش مُرْسِل ، و مَكْدُوس فِي نَار جَهَنَّم }
رَوَاه مُسْلِم
وفِي حَدِيْث ابْن مَسْعُوْد ، قَال : قَال – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – :
{ فَيَمُرُّون عَلَى الْصِّرَاط ، و الْصِّرَاط كَحَد الْسَّيْف ، دَحْضمَزِلَّة ، قَال
فَيُقَال : انْجُوَا عَلَى قَدْر نُوَرِكُم ، فَمِنْهُم مَنيَمُر كَانْقِضَاض الْكَوْكَب
و مِنْهُم مَن يَمُر كَالْطَّرْف ، و مِنْهُم مَنيَمُر كَالَرِّيْح ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَشَد الْرَّحْل
و يَرْمُل رَمَلَافَيَمُرُّون عَلَى قَدْر أَعْمَالِهِم ، حَتَّى يَمُر الَّذِي نُوْرُه عَلَىإِبْهَام قَدَمِه
يَجُر يَدَا و يُعَلِّق يَدَا ، و يَجُر رَجُلا و يُعَلِّقرَجُلا ، فَتُصِيْب جَوَانِبِه الْنَّار }
رَوَاه الْحَاكِم و قَالصَحِيْح عَلَى شَرْط الْشَّيْخَيْن و وَافَقَه الْذَّهَبِي
و هَذِهالْأَحَادِيْث و غَيْرِهَا تَبَيَّن أَن مَعْنَى الْوُرُوْد فِي قَوْلِهتَعَالَى
{ وَإِن مِّنْكُم إِلَّا وَارِدُهَا كَان عَلَى رَبِّك حَتْمامَّقْضِيا }
(مَرْيَم:71)
هُو الْجَوَاز عَلَى الْصِّرَاط
وقَد ذَهَب إِلَى تَفْسِيْر الْوُرُود بِالْمُرُوْر عَلَى الْصِّرَاط
ابْنعَبَّاس و ابْن مَسْعُوْد و كَعْب الْأَحْبَار و الْسُّدِّي وغَيْرِهِم
فَالثَّبَات يَوْم الْقِيَامَة عَلَى الْصِّرَاط بِالثَّبَات فِيهَذِه الْدَّار
و عَلَى قَدْر ثُبُوْت قَدِم الْعَبْد عَلَى هَذَاالْصِّرَاط
الَّذِي نَصَبَه الْلَّه لِعِبَادِه فِي هَذِه الْدَّارالْدُّنْيَا
يَكُوْن ثُبُوْت قِدَمِه عَلَى الْصِّرَاط الْمَنْصُوْب عَلَىمَتْن جَهَنَّم .
و عَلَى قَدْر سَيْرِه عَلَى هَذِه الْصِّرَاط يَكُوْنسَيْرُه عَلَى ذَاك الْصِّرَاط
.
][
دَلَّتالْأَحَادِيْث الْسَّابِقَة عَلَى أَن الْصِّرَاط دَحْض مَزِلَّة ،
أَي : مَوْضِع تِزِل فِيْه الْأَقْدَام و لَا تَسْتَقِر ،
عَلَى حَافَتَيْهخَطَاطِيَّف و كَلَالِيْب و حَسَك أَي – شَوْك صُلِب مِن حَدِيْد –
و هُوأَدَق مِن الْشَّعْر ، و أَحَد مِن الْسَّيْف .
كَمَا رَوَى ذَلِك مُسْلِمعَن أَبِي سَعِيْد – رَضِي الْلَّه عَنْه – مَوْقُوْفا قَال :
{ بَلَغَنِي أَنالْجِسْر أَدَق مِن الْشَّعْرَة ، و أَحَد مِن الْسَّيْف } .
الْصِّرَاطالْثَّانِي وَ هُو
الْقَنْطَرَة الَّتِي بَيْن الْجَنَّة والْنَّار
إِذَا خَلَص الْمُؤْمِنُوْن مِن الْصِّرَاط حُّبِسُوَا عَلَىقَنْطَرَة
–
جِسْر آَخَر – بَيْن الْجَنَّة و الْنَّار يَتَقَاصُّونمَظَالِم كَانَت بَيْنَهُموَهَؤُلاء لَا يَرْجِع أَحَد مِنْهُم إِلَىالْنَّار ، لَعِلْم الْلَّه أَن الْمُقَاصَّة بَيْنَهُم
لَا تَسْتَنْفِذحَسَنَاتِهِم ، بَل تَبْقَى لَهُم مَن الْحَسَنَات مَا يُدْخِلُهُمالْلَّه
بِه الْجَنَّة
قَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وسَلَّم
{
يَخْلُص الْمُؤْمِنُوْن مِن الْنَّار فَيُحْبَسُون عَلَى قَنْطَرَةبَيْن الْجَنَّة و الْنَّارفَيُقَص لِبَعْضِهِم مِن بَعْض مَظَالِم كَانَتبَيْنَهُم فِي الْدُّنْيَا
حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا و نُقُّوا أُذِن لَهُم فِيدُخُوْل الْجَنَّة
فَوَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِه
لِأَحَدِهِم أَهْدَىبِمَنْزِلِه فِي الْجَنَّة مِنْه بِمَنْزِلِه كَان فِي الْدُّنْيَا } .
حديث أبِي سعيدٍ الْخُدْرِيِّرضي الله عنهُ عنْ رسولِ الله صلى اللهعليه وسلم قال : إذَا خلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍبَيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ ، فيَتَقَاصُّونَ مَظالِمَ كانَتْ بَيْنَهُمْ فيالدُّنْيا ، حتَّى إذا نُقُّوا وهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجنَّةِ ،فَوَالَّذِي نفْسُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ لأَحَدُهُم بِمَسْكَنِهِفِي الجَنَّةِ أدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كانَ فِي الدُّنْيَا . رواه البخاري .
فَهَذَا الْصِّرَاط خَاص بِتَنْقِيَة الْمُؤْمِنِيْن مِن الْذُّنُوبالْمُتَعَلِّقَة بِالْعِبَاد
حَتَّى يَدْخُلُوَا الْجَنَّة و لَيْس فِيقُلُوْبِهِم غَل و لَا حَسَد لِأَحَد ،
كَمَا وَصَف الْلَّه أَهْل الْجَنَّةفَقَال :
{
و نَزَعْنَا مَا فِي صُدُوْرِهِم مِّن غِل إِخْوَانا عَلَى سُرُرمُّتَقَابِلِيْن }( الْحَجَر:47)
هَذَا هُو الْصِّرَاط
وَهَذِه هِي أَحْوَال الْنَّاس عِنْد الْمُرُوْر عَلَيْه ،
فَتَفَكَّر – أَخِي الْكَرِيْم – فِيْمَا يَحِل بِك مِن الْفَزَع بِفُؤَادِك ،
إِذَا رَأَيْتالْصِّرَاط وَ دِقَّتِه ،
ثُم وَقَع بَصَرُك عَلَى سَوَاد جَهَنَّم مِنتَحْتَه ،
ثُم قَرَع سَمْعَك شَهِيْق الْنَّار و تُغِيظُهَا
و قَدكُلِفْت أَن تَمْشِي عَلَى الْصِّرَاط مَع ضَعْف حَالِك ،
و اضْطِرَابقَلْبِك ، و تُزَلْزِل قَدَمَك ،
و ثَقِّل ظَهْرَك بَالَأَوْزَارالْمَانِعَة لَك مِن الْمَشْي عَلَى بِسَاط الْأَرْض ،
فَضْلَا عَن حِدَةالْصِّرَاط ، فَكَيْف بِك إِذَا وَضَعْت عَلَيْه
إِحْدَى رِجْلَيْكفَأَحْسَسْت بْحِدَّتُه ،
و الْخَلَائِق بَيْن يَدَيْك يَزِلّون ، ويَعْثُرُون ، و تَتَنَاوَلُهُم زَبَانِيَة الْنَّار
بِالخَطَاطِيف والْكَلَالِيْب ،
فَيَا لَه مِن مَنْظَر مَا أَفْظَعَه ، وَمُرْتَقَى مَاأَصْعَبَه ،
و مَجَاز مَا أَضْيَقِه .
و قَد قَال الْلَّه عَز و جَلعَن وَصْف هَذَا الْمَوْقِف فِي كِتَابِه الْعَزِيْز :
{
فَإِذَا جَاءَتالْصَّاخَّة * يَوْم يَفِر الْمَرْء مِن أَخِيْه * و أُمِّه و أَبِيْه *وصَاحِبَتِه و بَنِيْه * لِكُل امْرِئ مِّنْهُم يَوْمَئِذ شَأْن يُغْنِيْه * }
سُوْرَة عَبَس مِن آَيَة رَقِم 34 حَتَّي 37
قَال شَيْخ الْإِسْلامابْن تَيْمِيَّة رَحِمَه الْلَّه
و الْصِّرَاط مَنْصُوْب عَلَى مَتْنجَهَنَّم ، و هُو الْجِسْر الَّذِي بَيْن الْجَنَّة و الْنَّار
يَمُرالْنَّاس عَلَيْه عَلَى قَدْر أَعْمَالِهِم ، فَمِنْهُم مَن يَمُر كَلَمْح الْبَصَر، و مِنْهُم مَن يَمُر كَالْبَرْق
و مِنْهُم مَن يَمُر كَالَرِّيْح ، ومِنْهُم مَن يَمُر كَالْفَرَس الْجَوَاد ، و مِنْهُم كَرِكَاب الْإِبِل
ومِنْهُم مَن يَعْدُو عَدْوا ، و مِنْهُم مَن يَمْشِي مَشْيا ، و مِنْهُم مَنيَزْحَف زَحْفا
و مِنْهُم مَن يُخْطَف و يُلْقَى فِي جَهَنَّم
فَإِنالْجِسْر عَلَيْه كَلَالِيْب تَخْطِف الْنَّاس بِأَعْمَالِهِم
فَمَن مَرعَلَى الْصِّرَاط دَخَل الْجَنَّة
قَال تَعَالَى :
{ وَإِن مِّنْكُمإِلَّا وَارِدُهَا كَان عَلَى رَبِّك حَتْمَا مَّقْضِيّا
ثُم نُنَجِّيالَّذِيْن اتَّقَوْا و نَذَر الْظَّالِمِيْن فِيْهَا جِثِيّا
و الْمُرَادبِالْوُرُوْد هُنَا >>> الْمُرُور عَلَى الْصِّرَاط
و عَن أَبِيهُرَيْرَة رَضِي الْلَّه عَنْه ، قَال
قَال رَسُوْل الْلَّه صَل الْلَّهعَلَيْه و سَلَّم
"
يُضْرَب الْصِّرَاط بَيْن ظَهْرَانَي جَهَنَّم فَأَكُوْنأَوَّل مَن يَجُوْز مِنالْرُّسُل بِأُمَّتِه ،
و لَا يَتَكَلَّميَوْمَئِذ أَحَد إِلَّا الْرُّسُل ، و كَلَام الْرُّسُل يَوْمَئِذ : الْلَّهُم
سَلِّم سَلِّم. "
رَوَاه الْبُخَارِي و مُسْلِم
وقَد رُوِي أَن الْلَّه يُلْقِي عَلَى الْنَّاس يَوْم الْقِيَامَة ظُلْمَةحَالِكَة
الْسَّوَاد
فَلَا يَسْتَطِيْع أَحَد فِي أَرْضالْمَوْقِف أَن يَخْطُو خُطْوَة وَاحِدَة إِلَّا بِنُوْر
قَالعَبْدُالْلَّه بْن مَسْعُوْد رَضِي الْلَّه عَنْه
فَمِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُه كَالْجَبَل ، و مِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُهكَالَنَّخْلَة ، و مِنْهُم مَن
يَكُوْن نُوْرُه كَالْرَّجُل الْقَائِم ، ومِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُه عَلَى إِبْهَامَه يَتَّقِد مَرَّة
و يَنْطَفِئ مُرَّة و هَذَا أَقَلَّهُم نُوَرَا ، و مِنْهُم مَن تَحُوْطُهالْظُّلْمَة مِن كُل نَاحِيَة"
رَوَاه أَحْمَد و صَحَّحَهالْأَلْبَانِي
مَا أَشَد هَوْل هَذَا الْمَوْقِف
و يَا لَه مِنمَشْهَد مُفْزِع لِلْقُلُوْب
حَتَّى أَن الْرُّسُل عَلَيْهِمالْسَّلَام
لَا يَزِيْدُوْن عَلَى قَوْل
الْلَّهُم سَلِّمسَلِّم
وَ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى تَأَمُل هَذَا الْمَوْقِف
حَتَّىنَتَدَارَك مَا نَحْن فِيْه مِن تَقْصِيْر
مُرُوْر عَلَى جِسْر مَنْصُوْبفَوْق جَهَنَّم
وَ عَلَى الْجِسْر كَلَالِيْب عَظِيْمَة تُخْطَفالْنَّاس
و تَلَقِّيْهِم فِي الْنَّار ، و لَا يَسْتَطِيْع الْمَرْءالْحَرَكَة إِلَّا بِنُوْر
و سُرْعَة الْحَرَكَة و حَجْم الْنُّوْر >>> تَكُوْن حَسَب عَمَل كُل شَخْص
نَعم بِحَسَب إِكْثَارِه مِنأَعْمَال الْخَيْر و الْبِر و الطَّاعَات
الَّتِي كَثِيْرَا مَا تَكاسَلْناعَنْهَا و فَرَّطْنَا فِيْهَا
و بِحَسَب اجْتِنَابَهلِلْمَعَاصِي
الَّتِي كَثِيْرَا مَا تَجَرَّأْنَا عَلَيْهَا و تَسَاهَلْنَافِيْهَا
][
اخواني و أُخْوَتِي][كُلَّمَا أَحْسَسْت بِتَكَاسُل عَنفَرِيْضَة أَو عَمَل صَالِح
فَتُذَكِّر حَاجَتَك لَه عِنْد الْمُرُوْر عَلَىالْصِّرَاط
و كُلَّمَا دَعَتْك نَفْسُك لْمَعْصِيَة
فَتُذَكِّرحَاجَتَك لِتَرْكِهَا عِنْد الْمُرُوْر عَلَيْه
أَسْأَل الْلَّه أَنيَجْعَلَنَا و وَالِدَيْنَا و ايّاكُم
مِمَّن يُوَفِّق لِعُبُور الْصِّرَاطبِسَلَامَة
و أَن يُدْخِلَنَا جَنَّتَه ، و يَقِيْنْا عَذَابَه
الْلَّهُمآَمِيْن
نورتي متصفحي
يعطيك العافيه ع الطرح القيم
مجهود مميز عساك ع القوه
تسلم إيدكـ يالغلا
لآخلى ولاعدم من حظورك وتواجدكـ
اللـه يعطيكـ الـــــ ع ــــــافيهـ
ننتظر جديدك القادم
مجهود مميز عساك ع القوه
تسلم إيدكـ يالغلا
لآخلى ولاعدم من حظورك وتواجدكـ
اللـه يعطيكـ الـــــ ع ــــــافيهـ
ننتظر جديدك القادم