ـ الصدق مع الله الذي تصبح معه القلوب نقية من الشوائب، بريئة من الإشراك مع علام الغيوب.
ـ أي مقام أعظم وأجلّ للعبد إذا لقي الله يوم يلقاه وقد لقيه صادقاً مخلصاً لوجهه الكريم؟.. أيّ ساعة أعزّ من تلك الساعة، إذا حضر للعبد أجله فحانت قيامته ودنت ساعته ولقي الله عزّ وجل وانتقل من هذه الدنيا وقد صدق مع الله عزّ وجل في قوله، في عمله، في ظاهره، في باطنه، في ليله، في نهاره، في صبح ومسائه.
1ـ كيف السبيل إلى الصدق مع الله؟
ـ أول طريق لوجوده؛ الصدق في القلوب: أن نؤمن بربنا حقيقة الإيمان، أن نتعرف على هذا الرب الذي نريد أن نصدق معه، أن نعرف من هو الله؟ الذي نريد أن نصدق معه في القول والعمل، أن نتعرف على الله بأسمائه وصفاته، فيكون الله أحبّ إليه من كل حبيب، وأن يكون الله أدنى إليه من كل قريب؛ حتى إذا جاءه المطمع كان طمعه في ربه ورجاؤه لسيده أحب إليه من كل رجاءومطمع، أن نتعرف على الله، حتى إذا نزلت بنا الخطوب والكروب توجهنا إلى علام الغيوب بقلب لا يعرف سواه، لا يستغيث بغيره ولا يستجير بمن عداه، فالسبيل الأول أن تكون قلوبنا آمنت بالله حقاً، وذلت له تعبداً ورقاً، وكلما كان المرء كاملاً في إيمانه خالصاً في عقيدته مع ربه، وجدت المواقف التي يبيض لها الوجه ويثقل بهاالميزان.
ـ السبيل الثاني لتحقيق الصدق مع الباري جلّ شأنه، الاهتداءبأنبياء الله ورسل الله عزّ وجل وخير عباد الله من الأقوام، الصالحين الذين قصّ الله عزّ وجل أخبارهم وذكر مواقفهم الصادقة التي إذا سمعتها الأذن رقت لسماعها،والتي إذا عرفتها القلوب خشعت من معرفتها، ومن أمثالها: قصة يعقوب عليه الصلاةوالسلام، ضاقت به الدنيا وضاق به الحال، فاشتكى الله عزّ وجل، فتولى من ذلك البلاءوصدع بعد ذلك العناء إلى الله تبارك وتعالى مظهراً الفاقة والولاء، فناداااااااهونعم الناااااااااادي ونعم المناااااادي (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).. ماأعظمها من كلمات!!.
خرجت من ذلك النبي الصادق، فجاءه الفرج من الله وجاءه العزّوالتمكين للذرية والتيسير للأمور وجمع الشمل الذي كان يرجوه.
وعلى نهجهم وطريقتهم علينا أن نصدق مع ربنا، اقتفاء لآثارهم.
ـ السبيل الثالث: معاشرةالأخيار، فهي أعظم معين للعبد على الصدق مع الله سبحانه وتعالى.
2ـ كيف أصدق في:
التوبة:
من خلال:
ـ الصدق في المسير إلى التوبة وتحقيق دوامها، فلا تيأس من رحمة الله ولا تقنط من روح الله.
ـ تحقيق شروطها: الندم على ما فات، العزم على عدم العودة، الإقلاع عن الذنب، أن تكون في وقتها (قبل خروج الروح وقبل القيامة)، التحلل من حقوق الآخرين (إذا كان الذنب في حقهم). تذكر أن العبد العاصي إذا أتته المعصية فتزينت له فآثرمرضاة الله على تلك المعصية، عوضه الله خيراً منها.
ـ تذكر: أن التوبة تجب ماقبلها وأن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيءالليل، وإن الله يفرح بتوبة عبده، وإن الله يحب التوابين.. كل هذا يجعلك صادق بها،مقبل عليها.
ترك العادة:
من خلال:
ـالمبادرة في تركها، بالنظر إلى :الشعور باثمها، الخوف من شؤم المعصية، إدراك خطرها.
ـ إشغال النفس والروح بالقرآن وتدبره، والعمل الصالح، وفعل الخيرات.
ـالبعد عن مسبباتها أياً ما كانت، من تخيل أو منظور أو مسموع.
الغيرة على الدين:
من خلال:
ـ طلب العلم الشرعي حتى نتعرف على ديننا الحنيف.
ـ تنمية بذرة حب الدين والدفاع عنه.
ـ الإطلاع على سيرالغيورين الذين حققوا عزاً لأنفسهم بنصر دينهم.
حب كتابه:
من خلال:
ـ حبه، وتلاوته ورداً يومياً (اعتبره نور يومك، لا تستطيع العيش دونه(
ـ تدبره من خلال معرفة معانيه (اقرأ التفسيرالميسر أو تفسير الشيخ السعدي رحمه الله(
ـ تلذذ بتطبيقه، فإنه ـ وربي ـ الأنس والسعد والهناءة كلها.
متابعة حفظه:
من خلال:
ـ اجعل لك مقداراً ثابتاً يومياً.
ـ أكثر من تكرار الجزئية مالا يقل عن عشرة في اليوم.
ـ اقرأ الجزئية المحفوظة في الصلاة سواء فرضاً أونافلة.
ـ لا تقطع جدول حفظك مهما حدث.
ـ راجع السورة بعد انتهائها، حتى تتأكد من جودة حفظك.
ـ ادحر الشيطان في وسوسته، إن الحفظ طريق شاق، أو أنك غيرأهل له.
كل شيء:
من خلال:
ـ تحقيق أن يكون حالك، إن تكلمت فلله وإن قلت فلله وإن عملت فلله.
ـ أن يكون همك أن يرضى الله عنك، فنعمت الغنيمة وربي.
3ـشعورك بالكذب:
من الطبيعي أن تشعر بذلك، لأنك لم تتلذذ بالصدق معه جل علاه،وحينما تفعل ستشعر بصدق يجر خيراً دائماً في الدنيا والآخرة.
أخوتي لا بد لنا أن نلقي آخر نظراتنا على هذه الحياة، وعندها والله نتمنى أن نكون من الصادقين؛ فلنتدارك الحياة قبل أن نبكي عليها.
كم في القبور من أقوام تمنوا أن يعادوا إلى هذه الحياة لكي يصدقوا مع الله في أقوالهم وأعمالهم.
كم من أمم عاشت سنين وأعمار ومكن الله لها، وسهل لها في حسرة لا تنقطع!!
كم من كاذب في قوله يظهر للناس الصدق في قيله!!
كم من صديق يزعم لصديقه صدق المودة والقلوب تنطوي على ذلك..
ألا نستحي من الله؟؟!!
كيف نلقى الله بهذه الفضائح؟؟!!
4ـ كيف نعرف أنا صادقون مع ربنا عزّ وجل؟
والجواب هنا مقامان:
الأول: مقام الضراء،فإذا نزل الضر بالعبد جاءه البلاء لكي تظهر فيه المعادن، فيظهر صدق إيمانه وصدق اعتقاده وإخلاصه: فإن البلايا والرزايا تكشف عن معادن طاهرة، رضيت بالله ربا، وعلمت أن في الله عوض عن كل فائب، فتكون المصيبة خير لها من حيث لا تحتسب.
الثاني: مقام السراء، فإذا جاءت المنن النعم للعبد فليعلم أن الله يبتليه ليكون صادقاً قريباً من الله، والصادقون شأنهم في نعم الله عجب! تسمح بها أيديهم ليفرجوا هموم الفقراء وغموم المساكين..
أخوتي
والله لا قيمة للحياة ولا قيمة لأيامنا وليالينا ما لم يكن العبد فيها صادقاً مع الله..
أسأل الله ربّ العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ووجهه الكريم أن يرزقنا الصدق معه..
اللهم إنانسألك الصدق في القول والعمل..
اللهم أحينا حياة الصادقين، واكتب لنا بخاتمةالصديقين، واحشرنا في زمرة المتقين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم آمين
((الله يسعدك))..
♥جزاك الله خير للموضوع القيم♥
♥سلمت أنااااااااااااملك ياالغالية ♥