ترى من الناس من يتبرم من زوجه وولده، وإخوانه وعشيرته، كم ترى من كسدت تجارته وضاع جهده ولم يدرك مراده،
تلك هي الدنيا دار غرور لمن اغتر بها، ودار عبرة لمن اعتبر بها، ودار صدق وميدان عمل لمن أراد العمل
«لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور».
إنه لا يكشف المصائب ولا يزيل الكروب إلا علام الغيوب الذي يجيب المضطر إذا دعاه،
وذلك أن الاضطرار سبب لإخلاص العبد وقطع نظره عما سوى الله، ودعاء الكرب الذي ينبغي أن يلهج به كل مكروب
«لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم».
إن من آمن بالله وتوكل عليه حق التوكل لا يستغيث من كل كرب ولا يدعو في كل معضلة إلا رب العالمين
الذي بيده الأمر لا إله إلا هو أرحم الراحمين أيؤمل غيره في الشدائد والشدائد بيده، بابه مفتوح لكل من دعاه ورجاه،
فمن الذي أمله للشدائد فقطعه، ومن الذي رجاه لعظيم جرمه فقطع رجاه، أليست الدنيا والآخرة له،
هو أهل الفضل والمن والجود والكرم، فيا بؤسى للقانطين من رحمته وويل لمن أشرك به وأعرض عنه..
لقد وعد الله – سبحانه – باليسر بعد العسر وبالسعة بعد الضيق «فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً»
ولن يغلب عسر بيسرين، وان على كل مبتلى بنفسه وبماله أو بفقد عزيز عليه أن يصبر ويحتسب فان فقد الصبر أعظم المصيبتين
«والصابر على المحنة بين أجر مدخر، وفرج ينتظر، وجلد يشكر وذنوب تغفر»
قال بعض الحكماء : ليخفف عنك البلاء علمك بأنه – سبحانه – هو المبتلي لك فالذي واجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار.
وقال آخر: العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام ،
ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم.. قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:
"إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
وصلى الله على سيدنا محمد و الحمد لله رب العالمين .
أمتعتينا
متعك الله بنعمه التي لا تزول
ومتع ناظريك بجنته