الشذوذ الجنسي
مصطلحٌ مُستحدث يُطلق على كافة الممارسات الجنسية غير الطبيعية المخالفة للفطرة الإنسانية التي فطر اللهُ عَزَّ و جَلَّ الناسَ عليها .
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ .
و قال المفسرون : إن قول الله تعالى " فَمَنِ ابْتَغَى ورَاء ذَلِكَ " يشمل كل أنواع الممارسات و الإستمتاعات الجنسية الخارجة عن إطار العلاقات الزوجية المشروعة التي أباحها الله عَزَّ و جَلَّ لعباده .
و عليه فإن
الزنا
و السحاق
و الإستمناء
و غيرها من أنواع الممارسات الجنسية الممنوعة في الشريعة الإسلامية تُعَدُّ كلها من الشذوذ الجنسي .
رغم شناعة الشذوذ الجنسي فإن بعض الناس يُصابون بنوع من أنواع الشذوذ الجنسي لأسباب قد تختلف من فرد لآخر و من مجتمع لغيره ، و فيما يلي نُشير إلى أهم الأسباب المؤثرة في الابتلاء بالشذوذ الجنسي .
1. التلوث الاجتماعي و البيئي ، حيث أن البيئة الفاسدة و المُلوثة بالإنحرافات الخُلقية تُعدُّ من أهم أسباب عدوى الشذوذ الجنسي و تفشي هذا السلوك الخاطئ و الخطير .
2. الفقر الديني سواءً في الجانب العقيدي أو في الجانب الشرعي من حيث معرفة الحكم الفقهي .
3. الجهل و الفقر الثقافي بصورة عامة ، مضافاً إلى الفقر في المعلومات الصحية ، و الجهل بمضار الشذوذ الجنسي .
4. إنعدام التقوى أو ضعفها في الفرد المبتلى و ضعف إرادته و شخصيته .
5. ضعف العامل التربوي الواقي أو انعدامه .
6. التأثُّر بما تنشره المؤسسات الاستعمارية الجديدة التي تغزو بلادنا ثقافياً و التي تستهدف شبابنا و تركِّز على تمييعهم و جرِّهم إلى مستنقعات الرذيلة و الفساد ، من خلال ما تنشره من الصور و الأفلام الخليعة و الإباحية على الفضائيات و شبكة الانترنيت .
و تعليقاً على هذه الأسباب الستة نقول
إن الجهل هو أعدى عدو الإنسان ، و الجهل هو أخصب مرتعٍ تترعرع فيه أنواع الرذائل و الإنحرافات و التي منها الشذوذ الجنسي ، و بالقضاء على الجهل يتم القضاء على الكثير من هذه الانحرافات الخطيرة .
ثم إن لتنمية المعلومات و المعارف الدينية المدعومة بالأدلة و البراهين أثراً وقائياً بارزاً و بليغاً في الوقاية من الشذوذ الجنسي و كذلك في معالجتها .
لكن البيئة الاجتماعية و نوع الثقافة السائدة في المجتمع و كذلك السلوكيات الفردية و العائلية و الاجتماعية و الصداقات كلها من المؤثرات الهامة في هذا المجال ، و من الضروري مراقبتها بدقة و التوقي من سيئاتها .
هذا و لا ننسى ما للتربية الصالحة و الوازع الديني من أثر ايجابي في الوقاية من التلوث بالشذوذ الجنسي ، و كذلك في معالجته و التخلص من سلبياته و آثاره السلبية على حياة الفرد و المجتمع .
لا شك في أن التقوى هي خير طريق فهي الوقاية و هي العلاج ، فكل الخير في التقوى ، و التقوى ليست إلا تقوية الإرادة و الشخصية الإنسانية ضمن الإطار الشرعي ، فالإنسان الذي يستطيع ضبط نفسه عن الحرام فهو من المتقين الذين يحبهم الله عَزَّ و جَلَّ ، و الذين أعدَّ لهم جنَّاته و نعيمها
أما بالنسبة إلى مشكلتك و التي لم تكن أنت السبب فيها فالمعالجة أسهل و التخلص من الحالة التي أنت
فيها أمر هيَّن لو أتبعت الطرق التالية :
1. كن واثقاً من أنك قادرٌ على التخلص من الشذوذ الذي تعاني منه بالتوكل على الله العلي القدير .
2. كن دائماً على طهارة و وضوء ، و لا تنام إلا و أنت متوضئ .
3. كن ملتزماً بالصلوات في أول وقتها ، و أكثِر من تلاوة القرآن الكريم .
4. ابتعد عن كل شيء يثير فيك الشهوة ، مثل الأفلام و الصور ، و المشاهد الأخرى ، و لا تفكر في مثل هذه الأمور .
5. ابتعد عن أصدقاء السوء ، و من يذكرك رؤيته بالماضي السيئ و الذنوب و المعاصي .
6. استغفر الله عَزَّ و جَلَّ من ذنوبك بكل صدق ، و كن واثقاً من أن الله عَزَّ و جَلَّ غفار للذنوب و ستار للعيوب .
7. قرر على أن لا تعود لما سبق بأي ثمن كان .
8. صُم في الأسبوع يومي الاثنين و الخميس .
9. حاول أن لا تكون بمفردك في المنزل ، أو الغرفة .
10. إملأ أوقات فراغك بالمطالعة المفيدة و الرياضة .
11. لا تلجأ إلى الفراش إلا بعد شعورك بالحاجة إلى النوم .
12. إسأل الله تعالى أن يُعينك على ما تريد ، و أكثر من قول اللهم صل على محمد و آل محمد
إن الشذوذ الجنسي إنما هو نتيجة لسلوكيات و ظروف فردية و أخرى إجتماعية أو تربوية ، فعلى من أراد حفظ نفسه و من يَهُمُّه أمره من الأهل و العيال من هذا الداء الدوي التوقي من تلك السلوكيات و الظروف حتى لا يتأثر بها ، و في حال التأثر بها يجب المبادرة إلى التخلص منها سريعاً للقضاء على هذا الانحراف ـ الشذوذ الجنسي ـ و الحيلولة دون انتشاره في المجتمع و إفساد الآخرين .
إن من الأمور التي لها دور رادع عن ارتكاب مختلف المنكرات بما فيها الممارسات الجنسية الشاذة تعويد النفس على الحياء و العفاف و النزاهة ، بل شدة الحرص على أن تسود حالة الحياء أجواء المنزل و العمل و ما نرتاده من الأماكن في المجتمع ، و كذلك الحرص على تربية الأطفال على الحياء منذ نعومة أظفارهم .
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) إِلَى أَصْحَابِهِ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ : فَاسْأَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ ، وَ عَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ وَ الْوَقَارِ وَ السَّكِينَةِ ، وَ عَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ … "
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ " .
و ذلك لأن خدش الحياء خاصة لدى الأطفال يترتب عليه مضاعفات خُلقية كثيرة و خطيرة جداً ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا غَشِيَ امْرَأَتَهُ وَ فِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ مُسْتَيْقِظٌ يَرَاهُمَا ، وَ يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا وَ نَفَسَهُمَا ، مَا أَفْلَحَ أَبَداً ، إِذَا كَانَ غُلَاماً كَانَ زَانِياً أَوْ جَارِيَةً كَانَتْ زَانِيَةً " .
وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْشَى أَهْلَهُ أَغْلَقَ الْبَابَ وَ أَرْخَى السُّتُورَ وَ أَخْرَجَ الْخَدَمَ
.
هل الشذوذ الجنسي عقاب إلهي ؟
و هنا لا بُدَّ لنا من الإشارة إلى أن الله عَزَّ و جَلَّ لا يبتلي الإنسان المؤمن بالشذوذ الجنسي و لا يعاقبه بها ، بل هو من نتيجة لأسباب مختلفة قد أشرنا إليها .
نعم يظهر من بعض الأحاديث أن الممارسات الشاذة إذا كان بصورة علنية و ظاهرة من دون تستُّر فهي من مصاديق العقاب الإلهي في الدنيا .