تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » السلوك الإجتماعي فطري أم مكتسب ؟

السلوك الإجتماعي فطري أم مكتسب ؟

السلوك الإجتماعي فطري أم مكتسب ؟

لكي نفهم كيف تتحكم المثيرات الإجتماعية بسلوك الطفل ، لابد أن نميز أولا بين نوعين

من الإستجابات :

1-الإستجابة التي تعتبر جزءا من المخزون السلوكي الفطري للطفل .

2- الإستجابات التي -يتعلمها الطفل من بيئته.

فالطفل عند الولادة قادر على القيام بعدد من الإستجابات على درجة كبيرة من الأهمية

الإجتماعية . فعن طريق البكاء يتواصل الطفل الرضيع مع أولئك الذين يقومون على رعايته .

و عن طريق عملية المص ، لا يبتلع الطفل الطعام فقط ، بل يكون الإتصال الأول

مع إنسان آخر . كما أن توجه الطفل نحو الأشياء في محاولة للإمساك بها و القبض

عليها يشكل الخطوة الأولى لسلوك التعلق الإجتماعي الذي يتطور فيما بعد . بل إن القدرة

على الضحك و التبسم ، رغم أنها في الأيام الأولى من الحياة تكون ضعيفة و نادرة ،

تعتبر هي الأخرى جزءا من المخزون السلوكي الفطري عند هذا الطفل الوليد .

إن إدراك الأهمية الإجتماعية المحتملة لهذه الإستجابات الفطرية لا يمثل سوى الخطوة

الأولى في فهم ما تقدمه هذه الإستجابات من تطوير للجانب الإجتماعي عند الأطفال .

و يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك ، و أن نوضح كيف أن هذه الإستجابات غير المكتسبة

تتأثر تدريجيا بالمثيرات الموجودة في عالم الطفل .

ففي نظرية التعلم الإجتماعي مثلا ، فإن الذي يحدد المخزون السلوكي المكتسب للطفل هو

مدى الترابط بين استجابات الطفل الفطرية مثل البكاء و التبسم ، و بعض المثيرات

الإجتماعية المعينة . إن الإستجابات بحد ذاتها لم تتغير كثيرا –فالطفل ما زال يبتسم و

يبكي و يتشبث بأمه – ولكن الظروف التي تحيط بحدوث هذه الإستجابات هي التي

تغيرت و أصبحت نتاجا للتعلم و الخبرة بعد أن كانت فطرية غير مكتسبة . فيتعلم الطفل

أن يبتسم لشخص دون شخص و يتشبث بفرد دون فرد ، و هكذا .

المرجع :

شفيق فلاح حسان ، أساسيات علم النفس التطوري ، دار الجيل ، بيروت ، الطبعة الأولى ،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.