في غابة من الغابات الكبيرة كانت تعيش
كانت الأم تذهب كل يوم إلى المرعى لتجلب
وكان يعيش في هذه الغابة أيضاً ثعلب مكّار..
استمرت سعادة العنزة مع جدَييها إلى أن جاء يوم
مدّ الثعلب رأسه بحذر شديد، فرأى جديين صغيرين جميلين
سوف أنتظر ذهاب الأم وأقتحم البيت وآخذ الصغيرين..
انتظر الثعلب برهة من الزمن إلى أن ذهبت العنزة الأم
الآن جاء دورك أيها الثعلب الذكي..
دقّ الثعلب على الباب، فردّ عليه أحد الصغيرين بصوته البريء:
من بالباب؟..
ردّ الثعلب بخبث:
– أنا أمكما.. افتحا الباب يا صغاري..
ولكن صوت الثعلب كان خشناً غليظاً،
اذهب أيها الثعلب الماكر.. إن صوتك خشن
حارَ الثعلب ماذا يفعل وكيف يجعل صوته ناعما
سأذهب إلى صديقي الدبّ، وآخذ منه قليلاً من العسل، ليصير صوتي ناعماً.
انطلق الثعلب يجري ويجري إلى أن وصل إلى بيت الدبّ
من يدقّ بابي في هذه الساعة؟..
قال الثعلب:
– أنا الثعلب يا صديقي الدب.. جئت أطلب منك شيئاً من العسل..
فتح الدب الباب وسأل الثعلب في استغراب:
ولماذا تريد العسل أيها الثعلب المكّار؟..
خطرت في رأس الثعلب فكرة فقال:
إنني مدعو اليوم إلى حفلة عرس
ذهب الدب وأحضر كأساً من العسل وطلب من الثعلب أن يلعقه
طرق الثعلب الباب عدة طرقات خفيفات، وسمع صوت جَدْيٍ صغير يقول له:
من يدق الباب؟
سعل الثعلب ليجلو حنجرته وقال بصوت ناعم مقلداً صوت العنزة الأم:
افتحا الباب يا أحبائي.. أنا أمكما العنزة، وقد أحضرت لكما الطعام..
أسرع الجديان الصغيران وفتحا الباب
بعد قليل جاءت العنزة الأم وهي تحمل الحشيش بقرنيها، وتختزن الحليب بثدييها،
"إن البكاء لا يجدي، فلأذهب وأفتّش عن صغاري، وأظن السارق هو الثعلب الماكر".
أخذت العنزة تجري هنا وهناك، وتسأل كلّ من يصادفها
– من الطارق؟..
فجاءه صوت العنزة الأم تقول:
– أنا العنزة الكبيرة، افتح وأعطني صغاري.
سمع الجديان صوت أمهما، وحاولا تخليص
– اذهبي أيتها العنزة، لن أعطيك أولادك، وافعلي ما شئت..
أجابت العنزة بقوة:
– إذن هيّا نتصارع، والفائز هو الذي يفوز بالصغار.
وافق الثعلب على هذا الاقتراح، وقال يحدّث نفسه:
"سوف أحتال على هذه العنزة الضعيفة
خرج الثعلب من وكره، وتقابل الخصمان، وتعالى الصياح، وتناثر الغبار
أسرعت الأم إلى جَدْيَيْها، وفكّت رباطهما، ثم ضمتهما إلى ذراعيها