التوحد: عدو الطفولة الغامض
ما هو التوحد؟
يظهر التوحد بوضوح في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويعرف بأنه عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية، والتواصل اللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي وهو نتيجة اضطراب عصبي نفسي يؤثر على الطرق التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ. نسبة حدوثه في المجتمع تتراوح من 4 إلى 5 لكل 10000 نسمة اي أكثر من 1.5 مليون أمريكي مصابون باضطراب التوحد وحوالي مئة ألف سعودي. المرض يظهر لدى الذكور أكثر من الإناث وتصل النسبة الى (4-1) وهو نادر الحدوث بين أفراد العائلة نفسها.
يحدث في مختلف الطبقات الاجتماعية والمستويات الثقافية والعرقية .
يعتقد أن الموجود أكثر مما هو مشخص.
اسباب التوحد
برغم انه متلازمة عصبية نفسية فوجود عوامل واسباب متداخله امر غير مستبعد
حيث يكون لدى الطفل من خلال جيناته قابلية للإصابة بالتوحد ومازالت الأبحاث قائمة في مجال الجينات بشكل مكثف.
ثانياً: عوامل خارجية:
ربما يكون لها دور في ظهور المرض كملوثات البيئة مثل المعادن السامة كالزئبق والرصاص واستعمالات المضادات الحيوية بشكل مكثف او تعرض للالتهابات او الفيروسات
الأعراض
السمات الاساسية للطفل التوحدي في السنتين الأولى من العمر:
– قلما يشير الطفل إلى لعبه أو أشياء يحبها كنوع من المشاركة أو التفاعل الاجتماعي.
– لا يستجيب الطفل عند مناداته باسمة ويبدو كأنه أصم ولكنة قد يستجيب لأصوات أخرى تصدر من البيئة المحيطة.
– لا يركز بصره على والدية كما يفعل باقي الأطفال بل يصعب جعل الطفل يوجة بصره للآخرين ويتابعهم بنظراته.
– لا يصدر الطفل أصوات المناغاه كغيره من الأطفال.
– لا يلعب الطفل بلعبة أو مع بقية الأطفال بل غالبا ما يرص الألعاب بطريقة طولية ويكرر طريقة اللعب.
– يعاني ضعفا في مهارات التقليد.
– يقل اهتمامه بالأشخاص المحيطين به.
– لا يشارك في الألعاب البسيطة التي يحبها غيرة من الأطفال الأسوياء مثل تغطية الوجه وكشفه فجأه.
– لا يرفع الطفل ذراعية للأعلى لكي يحمله والديه.
– تأخر أو فقدان التطور اللغوي : لا ينطق كلمات عند بلوغه 16 شهر من عمره ولا يستخدم جمل مكونه من كلمتين على الأقل عند وصولة 24 شهرا من عمره.
– صعوبة فهم انفعالات وعواطف الآخرين ، فلا يرد على إبتسامة الآخرين بمثلها.
– يواجه بعضهم صعوبات في النوم .
– الاستجابات الحسية غير طبيعية لدى الكثير منهم .
– يظهر لدى الكثرة منهم نوبات غضب شديدة وحركات نمطية متكررة مثل رفرفة الأصابع أو الدوران حول أنفسهم.
– تتطور المهارات الاجتماعية واللغوية لدى فئة قليلة من الأطفال المصابين بالتوحد تقدر بنحو 10% إلى 25%
بشكل طبيعي ثم تتعرض لفقدان مفاجئ للغة أو فقدان المهارات الاجتماعية عند بلوغ عمر سنة ونصف تقريباً.
قد يبلغ الطفل الثالثة أو الرابعة من العمر قبل أن تظهر أعراض كافية تجعل الوالدين يطلبون المساعدة الطبية والتشخيص، فليس هناك نموذج واضح من الأعراض والعلامات فكل الاعراض المذكورة ممكن أن توجد في الطفل ، ولكن من النادر أن نجد جميع هذه الأعراض في طفل واحد في نفس الوقت .
الأطفال التوحديون ليس لديهم نفس الدرجة والشدة من الاضطرابات، فالتوحد قد يكون بعلامات بسيطة، وقد يكون شديداً باضطراب في كل مجالات التطور العامة.
عادة ما تظهر الأعراض المرضية بعد إكمال الطفل السنة الثانية من العمر وبشكل تدريجي متسارع، ويقل بدء حدوثه بعد الخامسة من العمر، ولكن بعض العائلات لاحظت وجود تغيرات سلوكية لدى أطفالهم في عمر مبكر بعد الولادة .
ما هي الأعــراض المرضيـة؟
" الصمت التام
" الصراخ الدائم المستمر بدون مسببات
" الضحك من غير سبب
" الخمول التام ، أو الحركة المستمرة بدون هدف
" عدم التركيز بالنضر ( بالعين ) لما حوله
" صعوبة فهم الإشارة ، ومشاكل في فهم الأشياء المرئية
" تأخر الحواس ( اللمس ، الشم ، التذوق )
" عدم الإحساس بالحر والبرد
" المثابرة على اللعب وحده ، وعدم الرغبة في اللعب مع أقرانه
" الرتابة
" عدم اللعب الإبتكاري ، فاللعب يعتمد على التكرار والرتابة والنمطية
" مقاومة التغيير ، فعند محاولة تغيير اللعب النمطي أو توجيهه فإنه يثور بشدة
" تجاهل الآخرين حتى يضنون أنه مصاب بالصمم ، فقد ينكسر كأس بالقرب منه فلا يعيره أي انتباه
" الخوف من بعض الأشياء ( كالخوف من صوت طائرة أو نباح *** ) وعدم الخوف من أشياء أخرى قد تكون خطرة عليه كالجري في الشارع مع مرور السيارات وأبواقها العالية
" الانعزال الاجتماعي ، فهناك رفض للتفاعل والتعامل مع أسرته والمجتمع ، عدم اللعب مع أقرانه ، عدم طلب المساعدة من الآخرين ، عدم التجاوب مع الإشارة أو الصوت
" مشاكل عاطفية ، ومشاكل في التعامل مع الآخرين
التشخيص والتقييم
التقييم المثالي يكون شاملا من خلال عيادة طب الأطفال والطبيب النفسي والأخصائي النفسي، ويحتاج الأمر إلى عيادات أخرى متخصصة لتطبيق بعض الاختبارات مثل اختبار الذكاء،اختبار اللغة، قياس السمع، وللوصول إلى التقييم الشامل يحتاج الأمر إلى ملاحظة الطفل في المنزل والمدرسة خلال فترات اللعب والتي تعطي صورة عن قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع الآخرين و لا يتم التشخيص قبل عمر سنتين.
– التقييم الطبي: تاريخ الحمل والولاده وتطور نمو الطفل واي امراض سابقة له او للعائلة وفحص عصبي شامل وبعض الفحوص الجينية
– تقييم السلوك : مناقشة من يهتم بالطفل في المنزل والمدرسة ، المراقبة المباشرة للسلوكيات
– التقييم النفسي:لتقييم الوظائف المعرفية والادراكية والانفعالية والتتكيف.
– التقييم التعليمي: لمهارات فترة ما قبل الدراسة وفترة الدراسة والمهارات العادية في الحياة اليومية
– تقييم التواصل: التعبير بالوجه والجسد ومهارات التواصل مع الآخرين
– التقييم الوظيفي للحواس الخمسة وحركات اليدين والاصابع والحركات الاخرى كالركض والمشي
ما هو العلاج؟
ليس هناك علاج أو طريقة علاجية يمكن تطبيقها على جميع الأطفال المصابين بالتوحد ، ولكن المتخصصين في هذا المجال وعائلات الأطفال يستخدمون طرقاً متنوعة للعلاج منها طبعا العلاج النفسي بالاضافة الى:
– تغيير السلوك
– طرق البناء التعليمي
– الأدوية
– علاج النطق
– العلاج الوظيفي
– وغيرها.
هذه الطرق العلاجية قد تؤدي إلى تحسن السلوكيات الاجتماعية والتواصلية ، وتقلل من السلوكيات السلبية ( زيادة الحركة والنشاط ، عدم وجود هدف للنشاط ، التكرار والنمطية ، إيذاء الذات ، الحدة ) والتي تؤدي إلى التأثير على عمل الطفل ونشاطاته وتعليمه.
دائماً هناك الحرص على أهمية العلاج وتركيزه قبل سن المدرسة ، بالعمل سوياً مع العائلة من أجل مساعدة الطفل ليتعايش مع مشاكله في المنزل قبل دخول المدرسة ، وفي الكثير من الأوقات نجد أنه مع البدء المبكر في العلاج تكون النتائج أفضل.
من الادوية المستخدمة في علاج التوحد العقاقير المهدئة وتركيبات الفيتامينات الشاملة لانواع كثيرة منها خاصة ب 6 مع الماغنيسيوم وعقاقير اخرى مثل بعض ادوية الصرع والفنفلورامين وناليتريكس ومضادات الخمائر
يعتقد البعض بوجود دور للعلاج بالتدخل الغذائي في بعض الاشخاص المصابيت بحساسية ضد الغلوتين والكازين الموجودين في القمح والحليب حيث من المفترض ان تحللها في الامعاء يتسبب في تكوين مواد تتسرب الى المخ وتسبب التوحد في الاطفال الذين لديهم استعداد لذلك كما جرب الباحثون العرب بنجاح تناول غذاء يعتمد اساسا على التمر والجوز واليقطين. ولا يمكن ان نهمل دور وضع الاطفال في فصول تعليميه مناسبة وتحفيزهم على التواصل الحركي والسمعي وما الى ذلك بالتعاون مع الأسرة التي لا يغفل دورها الكبير في العلاج.
هل هناك بارقة امل؟
من اكبر المفاجآت التي يمكن ان نتخيلها لبث الامل في نفوس اهل اطفال التوحد هي ان العلماء يرجحون ان بعض اشهر عباقرة العالم كانوا توحديين ومنهم:
اينشتاين صاحب نظرية النسبية
نيوتن مكتشف الجاذبية الأضية
لكن ربما اكبر صدمة على الاطلاق هي ان بيل غيتس امبراطور مايكروسوفت واحد اغني اغنياء العالم مصاب من صغرة بمتلازمة "آسبرغر" وهي احدى انواع التوحد
فلنتحل اذن بالمل وبالثقة في الله تعالى فإن لا شفاء الا من عنده
مع دعواتنا بالشفاء لكل المرضى والتركيز على زيادة الوعي بهذا المرض من اجل تشخيص افضل وعلاج انجح باذن الله ففي النهاية فلنتذكر انه لا
تعني الإصابة بالتوحد عدم المقدرة على الارتباط بالآخرين فالشخص لتوحدي لديه مشاعر ويرتبط بالأشخاص الذين يحبهم مثل أعضاء أسرته ومعلميه ويفرق بينهم ولا تعني أنهم سيظلون معتمدين كلياً على الغير في قضاء أمورهم , حيث أن أقل من 40 % تقريبا من المصابون بالتوحد يبقون كذلك.[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]