التعامل الصحيح مع مرض السكر
لابد من إيقاف التدخين
من المعلوم ان مرضى السكر نسبة تعرضهم لجلطات القلب والرأس هي في حدود 2% سنوياً وتقل هذه النسبة وتزداد حسب تحكم هذا المريض بالسكري والضغط والكلسترول واذا كان لديه امراض في شرايين القلب , ومن المعلوم ايضاً أن الغالبية العظمى (65%)لمرضى السكر لديهم ضغط او كلسترول او امراض في شرايين القلب او كل ماسبق ذكره .
وهناك 2% من المرضى عموما لايتحملون الاسبرين لأسباب مختلفة مثال الحساسية او تقرحات المعدة والنزيف او بعض مرضى الربو وفي هؤلاء يعتبر دواء بلافيكس بديلا جيدا للاسبرين ولابد قبل البدء في ذلك اخذ مشاورة الطبيب المتابع للحاله ومناقشة المنافع والمضار المحتملة.
عنما تسأل المريض عن قياس كولستروله يجيبك غالبا عن مستوى الكولسترول العام وينسى كثير من المرضى ان الاهميه الطبيه الكبرى هي لقيم الكولسترول الضار والكولسترول الحميد والدهون الثلاثية حيث يجب على مرضى السكر فحص الكلسترول سنويا
– الكولسترول الضار LDL اقل من 2.5 ملمول لكل لتر اي مايعادل 100ملغ لكل دسل..
– الكولسترول الحميد HDL اكثر من 1 ملمول لكل لتر اي مايعادل 40 ملغ لكل دسل.
-الدهون الثلاثية TG اقل من 1.7 ملمول لكل لتر اي مايعادل 150 ملغ لكل دسل.
ويكون اهم هدف للطبيب والمريض هو الوصول بالكولسترول الضار LDL الى أقل من 2.5 ملمول لكل لتر اي مايعادل 100ملغ لكل دسل ولاننصح بنزول الكولسترول الضار عن مستوى 0.65 ملمول اى مايعادل 25 ملغ في 100مل.
من المبادئ المهمة في علاج السكر ان التحكم في الضغط اهم بكثير من التحكم في السكر والكلسترول..وان كان ذلك لايعني عدم الاهتمام والتحكم بهما وانما يعني ان اولوية الخطورة هي للتحكم بالضغط .
وهو اهم بكثير من التحكم في الضغط والسكر والكولسترول ومرضى السكر اكثر عرضة للتدخين من المرضى غير المصابين بالسكر .
التهابات اللثة في مرضى السكر من اهم اسباب تساقط الاسنان فليس هناك غنى عن متابعة صحة الاسنان بصورة سنويه ولها علاقه غير مباشره مع امراض القلب كما سبق وان اوضحنا في مقال سابق.
اللقاح السنوي للانفلونزا , ولقاح التهابات الرئة العنقوديةpneumovax لجميع مرضى السكر فوق سنتين من العمر ويعاد مرة واحدة لمن هم فوق سن الرابعة والستين اذا تم تطعيمهم وهم تحت الخامسة والستين وكان ذلك اكثر من خمس سنوات, وكذلك لمن لديهم زلال في البول nephrotic اوفشل كلوي مزمن او لديهم زراعة اعضاء مثل الكلى .
ان حبوب منع الحمل كوسيلة يسمح باستخدامها لمريضات السكر تحت سن الخامسة والثلاثين وغير مدخنات وليس لديهن ارتفاع في الضغط او زلال في البول او مشاكل في الشبكية او امراض شرايين القلب .وقبل الحمل يتم ايقاف دوائي aceiوstatins ويتم استبدالهما بما ينسب الحمل ولايؤثر على الجنين .
النوم لساعات كافية يزيد من حساسية الجسم للأنسولين ويقلل من ارتفاعه ويجعل السيطرة عليه أسهل
جهاز دفع الهواء الموجب الضغط
اهتم الباحثون حديثا بعلاقة مرض توقف التنفس أثناء النوم بمرض السكر. وقد ظهرت هذا الشهر (ديسمبر 2024) دراسة تربط مرض توقف التنفس أثناء النوم والذي من علاماته الشخير والاختناق أثناء النوم وجفاف الفم عند الاستيقاظ وزيادة النعاس أثناء النهار بالسكر في المجلة الأمريكية للطب (American Journal of Medicine).وقد درس الباحثون عينة كبيرة من المرضى المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم ووجدوا في تحليل النتائج أنه وبعد السيطرة على العوامل الأخرى التي قد تسبب السكر مثل زيادة العمر وزيادة الوزن، أن توقف النفس عامل خطر للإصابة بالسكر وأن علاج توقف التنفس أثناء النوم باستخدام جهاز دفع الهواء الموجب الضغط (ٍسيباب) يقلل من خطر الإصابة.
السكري وتوقف التنفس أثناء النوم مرضان شائعان
مرضا السكر وتوقف التنفس أثناء النوم مرضان شائعان وخطيران ولهما العديد من المضاعفات الخطيرة، لكن وعي العامة وبعض الأطباء حول مدى شيوع توقف التنفس ومضاعفاته ما زال ضعيفا ولا يرتقي لحجم المشكلة وخطورتها. ولكون الأبحاث التي استكشفت العلاقة بين المرضين حديثة جدا، سنحاول في هذا السياق توعية القراء والمهتمين بالعلاقة بين هذين المرضين وكيفية الاكتشاف المبكر وتأثير العلاج.
خلال النوم تسترخي عضلات الجسم بصفة عامة، ويشمل هذا الاسترخاء عضلات مجرى الهواء العلوي، وهي العضلات التي تساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوحاً وتسهل حركة الهواء من وإلى الرئتين. وهذا الاسترخاء لا يؤثر عادة على وظيفة مجرى التنفس عند معظم الناس، إلا أن فئة معينة من الناس يكون لديهم القابلية
فحص السكري
لانسداد مجرى الهواء أثناء النوم، وقد يكون هذا الانسداد كلياً أو جزئياً. وعند المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم، ينسد مجرى الهواء العلوي بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم. ومفاتيح معرفة المرض تتلخص في زيادة النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب، والشخير، والتوقف عن التنفس أثناء النوم، وزيادة اللهاث أو الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ . والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور المتوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصاً من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية. وبعض المرضى قد يكون لديهم مشاكل غير طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي. وللتشخيص الدقيق يخضع المريض عادة لدراسة ليلية للنوم.
تأثير نقص النوم على سكر الدم:
وقبل الحديث عن تأثير التغيرات الفسيولوجية التي تحدث خلال توقف التنفس أثناء النوم بمرض السكر سنتحدث قليلا عن علاقة نقص النوم بمرض السكر.ففي أحد الأبحاث قام الباحثون بمتابعة ألف وخمسمائة متطوع من الأصحاء لمدة ست سنوات وتم قياس مستوى السكر بعد الصيام في الدم في بداية الدراسة وعند نهايتها. خلال فترة المتابعة ارتفع مستوى السكر أثناء الصيام فوق 100 ملغم-ديسيليتر (المستوى الطبيعي) عند واحد وتسعين متطوعا. وعندما تمت مقارنة هذه المجموعة بالأشخاص الذين بقي مستوى السكر في الدم عندهم في الحدود الطبيعية وبعد التحكم في العوامل الأخرى مثل الجنس والعمر والعرق، وجد الباحثون أن الذين ناموا أقل من ست ساعات خلال أيام الأسبوع ارتفع خطر الإصابة بارتفاع مستوى السكر لديهم خمس مرات مقارنة بمن حصلوا على مدة نوم أطول.
تأثيرات توقف التنفس أثناء النوم على سكر الدم:
توقف التنفس أثناء النوم يعرض المصاب لعدة تغيرات تسبب اختلال مستوى السكر في الدم منها: التقطع المتكرر للنوم، زيادة نشاط الجهاز العصبي السيمباتيكي والذي ينخفض عادة خلال النوم ويزداد عند التوتر والذي يسبب إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتزول واللذان يرفعان مستوى السكر في الدم، كما أن النقص المتكرر في مستوى الأكسجين أثناء النوم يسهم في ارتفاع مستوى السكر في الدم. توقف التنفس يسبب كما ذكرنا تقطع في النوم وسوء في جودة النوم مما ينتج عنه نقص في كمية وجودة النوم، ومن المعلوم طبيا أن نقص النوم أو الحرمان من النوم يؤثر على الهرمونات التي يفرزها الجسم فيزداد إفراز هرمون الغريلين الذي يزيد من الشهية ويزيد الوزن ويقل إفراز هرمون الليبتين الذي يقلل الشهية مما ينتج عنه زيادة في الوزن وسوء في تعامل الجسم مع السكريات وزيادة احتمال ارتفاع مستوى السكر، حيث إن مقاومة الجسم لمفعول هرمون الأنسولين يزداد عند زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي.
الانسولين
كما أظهرت الدراسات أن توقف التنفس أثناء النوم يسبب زيادة مقاومة الجسم للأنسولين بغض النظر عن وزن المريض وهذا بدوره يؤثر سلبا على تعامل الجسم مع السكريات ويسبب مرض السكر. وقد أظهرت الدراسات علاقة مباشرة بين شدة توقف التنفس أثناء النوم والتي تقاس بعدد مرات التوقف في الساعة وبين سوء تعامل الجسم مع السكريات ومقاومة الجسم لمفعول هرمون الأنسولين واحتمال الإصابة بمرض السكر. ويقدر الباحثون من الدراسات الميدانية التي أجريت أن 15% من المصابين بتوقف التنفس يعانون من مرض السكر وأن 50% من المصابين بتوقف التنفس يعانون من مرض السكر أو اختلال تعامل الجسم مع السكريات. كما أن توقف التنفس اثناء النوم هو أكثر شيوعا عند مرضى السكر منه عند العامة.
العلاج
ما سبق يوضح مدى ارتباط المرضين ببعضهما وهذا يجعلنا نسأل هل علاج توقف التنفس أثناء النوم عند مرضى السكر يساعد في السيطرة على مستوى السكر في الدم؟
الدراسات الأولية التي أجريت على الحيوانات ومن ثم على الناس وضحت أن علاج توقف التنفس أثناء النوم باستخدام جهاز دفع الهواء الموجب السيباب يزيد من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين. وجهاز دفع الهواء الموجب يعتبر العلاج الأساسي لانقطاع التنفس أثناء النوم. وتتلخص طريقة العلاج في أن يضع المريض قناعاً على وجهه يغطي منطقة الأنف، هذا القناع موصول بجهاز ضخ الهواء تحت ضغط موجب. ويعمل ضغط الهواء الموجب كدعامة تمنع انسداد مجرى الهواء. ويقوم الفني بضبط ضغط الهواء خلال دراسة النوم، ويستخدم الحد الأدنى للضغط الذي يكفل منع انسداد مجرى الهواء، حيث يجب على المريض أن يستخدم الجهاز في كل مرة يخلد إلى النوم. هذا الجهاز صغير وخفيف الوزن (1كلغ) كما أنه غير مزعج ومعظم المرضى يعتادون عليه بعد فترة بسيطة. وفي دراسة نشرت حديثا في مجلة طب النوم السريري إحدى دوريات الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، درس الباحثون تأثير علاج توقف التنفس أثناء النوم عند مرضى السكر من النوع الثاني باستخدام جهاز دفع الهواء الموجب (السيباب). حيث قام الباحثون بقياس مستوى السكر في الدم والأنسجة لمدة يوم بصورة متواصلة قبل استخدام جهاز السيباب وبعد شهر إلى ثلاثة أشهر من استخدام الجهاز ولم يتم تغيير أدوية المرضى الأخرى خلال الدراسة. وقد أظهر الباحثون انخفاضا في مستوى السكر في الدم بمعدل 20 ملجم وكذلك في الأنسجة كما أن التغيرات في مستوى السكر في الدم بين زيادة ونقص قلت كثيرا بعد استخدام الجهاز. لذلك يجب على المعالجين البحث عن علامات وأعراض توقف التنفس عند مرضى السكر وعلاج وقف التنفس إن وجد كما يجب إجراء اختبار اختلال مستوى السكر في الدم عند المرضى المصابين بتوقف التنفس. كما أن النوم لساعات كافية يزيد من حساسية الجسم للأنسولين ويقلل بمشيئة الله من ارتفاع السكر في الدم ويجعل السيطرة على مرض السكر أسهل