إن الإيمان بالله ، سِمَة من سِمات الإمتيازالعقلى ، والإستقامة الفكرية والإيمان بالله سمة من سِيمات الإستنارة ، وسعة الأفق ، والإيمان بالله ، ملاذ ولا أقول عزاء . وأكثر الناس جبروتا وقوة ، تمر به تلك الأوقات التى يفزع فيها إلى الله ، فيجد الأمن والراحة من آفات نفسه ، ومخاوف حياته ..
إن جميع الهُداة الذين دعونا لكى نؤمن بالله ، وألحُّوا فى دعائهم لم يكونوا يعملون لصالح الله ؛ بل لمنفعة البشر . فإنه سبحانه وتعالى لا يزيد بإيمان الناس قوة ، ولايلحقه من جحودهم وَهَن ْ.
أرأيت لو إجتمع أهل الأرض جميعا وأنكروا وُجود الشمس . أيضر الشمس إنكارهم هذا ..؟؟
كلا سيتظل تبتسم لهم مُرْسِلة نعماءها وضياءها .
ولكن لو أن بعضا ً من الناس قاطعوا الشمس ، وحرموا أنفسهم حرمانا كاملا ًمن التعرُّض لضوئها وأشعتها ، ودفئها وقضوا أعمارهم فى سراديب غائرة .. أليسوا بعملهم هذا يُلحقون بأنفسهم .لابالشمس أفدح الكوارث ..؟؟
كذلك الذين يحرمون أنفسهم نعمة الإيمان بالله ، ويحرمونها بالتالى معطيات هذا الإيمان بالله ، ويُغلقون النوافذ التى يهب الإيمان منها بشرا ورحمة ، ويعزلون وُجودهم عن مصدرالقوى والحياة.
والإيمان بالله طاقة يأخذ منها المؤمن مايشاء لما يشاء ، وهذا الإيمان ينهى النفس الرشيدة المؤمنة عن الخراب الداخلى الذى تُعانيه نفس الطائش الباغى .. أو ثمرة غرور يزجيه سوء تقديرلنفسه ولحقيقته
فالإيمان بالله ، ليس مجرد تصديق نفسى .. بل هو قوة دافعة لحياتك كى تسير وفق القيم المُثلى ..
والإيمان يجعل الحياة كلها عائلة واحدة كبرى يرعاهاربها وبارئها ، ويصنع من الحياة الإنسانية قلبا واحدا يؤدى عمله فى وحدة واتساق ؛ فالإنسان والحياة غاية من غايات الإيمان ، بل أكثر غاياته أهمية وجلالا .. الإنسان خلبفة الله .. والحياة بُسْتان الله .. وواجب كل فرد أن يعمل مع الله فى بستانه حتى يظل ناميا مزدهرا وأن يبذل من نفسه ؛ حتى يحقق نوعة الإنسانى كل ما يقتضيه مستوى الخلافة عن الله من تفوق وكمال .
والإيمان بالله يعنى التفاؤل والتهلل ، لأن اليأس وليد العجز وتجرع الهزيمة .. أما المؤمن الذى يستمد من الله عونا دائما ، فهو أبعد شأوا ُمن أن يُكبّل العجز ساقيه .. وهو حين تقع به هزيمة ، لايحس مرارتها لأنه لايتجرعها .. ومن ثم فهو متفائل دائما ، ينفرمن اليأس ؛ لأن الإيمان يرى اليأس كفرا ً .. ولأن كلمة الله سبحانه وتعالى تناديه دوما ً : "إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .
نحن نحسب الإيمان قيدا أو غلا ً، وهو ليس كذلك أبدا ً؛ إنما الإيمان إطار تتحرك داخله حياتنا دون أن نحس بضيق أو أنكماش ، لأنه إطار واسع ، لاحدود له ، لأن الله الذى هو موضوع هذا الإيمان لاحدود تحدّه ، ولاتخوم هناك تقف عندها رحمته ، وقدرته وهباته …….
من أجل ذلك فإننى أدعوك إلى خير جزيل ، حين أقول لك : ولِّ وجهك شطر الله …
يقول الحق سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى : " من مشى إلى شبرا ، مشيت إليه ذراعا ً، ومن مشى إلى ذراعا ًمشيت إليه باعا ً، ومن أتانى يمشى أتيته هرولة ……" .
ومارس تجربة الإيمان بنفسك .. هيئ لها قلبك ووعيك وابذل جهودا ًمثابرة .. وسوف يتجلى لك الله سبحانه وتعالى كما تجلى لغيرك .. ستعرفه كما ينبغى أن يُعْرَف . رحيما لاحدود لرحمته .. ودودا لامنتهى لوده .. بارا ً.. لايغيض بره.. هو الجنان الجواد .. القوى .. المتعال .. وستأنس به روحك ..وعقلك .. تبارك فى عُلاه .. يبارك قوتك ، ويرحم ضعفك .. يُشجِّعك على فضائلك ، ويشفق عليك من رذائلك ، وفى كل حال ستظل يمينه المباركة مبسوطة إليك .
خيو"السحاب"
أثابك الله ونفع بك الامة
تحياتي لك