إلى أهل مصر… صرخة رجل من أقصى المدينة ..
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن محمد المحيسني
اشهد يا تاريخ…!!
أن الحكم بالقوانين الوضعية ساد في القرن العشرين، بلاد مصر العروبة والإسلام، فتولى مقاليدها حاكم غاشم.. ظالم..
استضعف أهلها وأذلهم، وسرق ثرواتهم وظلم ضعيفهم، وركع لأسياد الكفر يشاركهم حرب الإسلام..
فاكتب يا تاريخ!!
أن العلماء والصالحين في ظلمة الأزمة وأوحال الظلم كانوا يدعون ربهم: أن ابعث لنا قائداً يحكم بشرعك، لنقف معه ونرفع عن أمتنا الطغيان، فشاء الله أن يرفع عنهم الغمة، ويكشف الظلمة، فهيئ لهم رجلاً:
حازماً.. صالحاً.. تقياً.. ورعاً.. قوياً.. من ولد عدنان..
أقسم لهم أن يعيد لهم بإذن الله مجدهم وعزهم.. أن يحكمهم بشرع ربهم.. وأن يعيشوا كراماً بإذن ربهم..
فلما جاءهم ما عرفوا.. غدوا طرائق قدداً..
فاكتب يا تاريخ!!
أن من شباب الصحوة في مصر شباباً رأوا العزة وتحكيم شرعك بين أيديهم، فنبذوه وراء ظهورهم..
وإن منهم لفريقاً عاهدوا ربهم أن يبذلوا أرواحهم، فاسترخصوا أنفسهم لنصرة دينك وتحكيم شرعك..
فلهؤلاء أقول هنيئاً لكم يا آساد الإسلام!! ومعقد آمال الأمة.. يا ليوث الشريعة..
قفوا مع أخيكم ولا تخذلوه، فوالله إنه ما تقحم هذا الباب إلا لنصرة منهجكم ومنهجه، ذودوا عن حياض الشرع.. ابذلوا الغالي والنفيس..
التزموا بما قمتم به في ثورتكم المباركة الأولى، في الانتفاض على الظلم، عاهدوا أنفسكم أن تبدءوا ثورة ثانية لاجتثاث جذور الظلم، فلئن كنتم قد قصصتم أغصان الخونة، فوربي إن جذوره باقية، ولئن كانت ثورتكم الأولى لأجل الظلم، فلعمري إن ثورتكم هذه لأجل شرع ربكم.. وهذه خير وأبقى.
ولأولئك المتخاذلين أقول:
آن أوان انكشاف الأقنعة، أين مبادئكم التي كنتم تزعمون؟ ووطنيتكم التي كنتم بها تتغنون؟ فبئس ما تحكمون..
اكتب يا تاريخ!!
إن من علماء مصر اللذين أفنوا أعمارهم يدعون لتطبيق شرع الله، علماءً رأوا الراية قائمة بين ظهرانيهم، حمل لوائها رجل منهم، يعرفون صدقه وتقاه، فإذا فريق منهم لصدقه يجحدون ولمنهجه يتنكرون..
وطائفةٌ أخرى أحجموا عن نصرته لما حمي وطيس المعركة، واشتد حرُّها، زعماً منهم أن في نصرته في هذه المحنة والوقوف معه، إراقة للدماء، ثم يأتي متحدثهم فيقول: إن لنا في عثمان أسوة حسنة..
عجباً وربي!!
أفحسبتم أن دين الله بضاعةً مزجاة لتنالوها دون عناءٍ وجهادٍ وصبرٍ وابتلاء..
لئن كنتم وقفتم معه في بادئ الأمر لأنكم ترونه جهادٌ سلمي، ثم تخليتم حين جدّ الجد، فأين ما علمتموناه من حرمة الفرار عند اللقاء..
مهلاً يا علماء الإسلام!!
إن عثمان حين تنازل عنها، كان يعلم حينها أنه إن تركها فإنما يتركها لخيارٍ من خيار، وأنه إن تركها هو فما يلبث أن يقوم قائمٌ بشرع الله مكانه..
أما صاحبكم فلا والله ما علمنا سواه ممن هم في زمانه ممن تصدر لهذا الأمر، تكفل بحمل منهجه بعيداً عن المداهنة والتمييع والخنوع للغرب، فإلى من توسدون أمر دينكم، وماذا ستقولون لربكم غداً؟
يا علمائنا الأكابر!!
أنتم علمتمونا أن الإسلام لابد له من تضحيات، أنتم من أقرأتمونا
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))[آل عمران:142]..
يا علماؤنا العظماء!!
لئن كنتم لن تقفوا مع لواء تحكيم شرع ربنا حقناً للدماء، فأنتم من علمنا أن الشريعة جاءت بحفظ الدين قبل النفس.
يا علماء الإسلام!!
إن مصر اليوم أمانة في أعناقكم، فوالله إنكم لأنتم الأعلون، لئن كان عدم نزولكم للميدان خشية من الفتنة، فإن الفتنة بترك تحكيم شرع الله أشد من القتل.
يا من حملتم ميثاقاً غليظاً!!
لئن كان منعكم من النزول مع أبنائكم خشية إراقة الدماء، فوالذي نفسي بيده! لئن خذلتموهم فإنهم مستعدون للنزول وبذل أرواحهم حتى يحكم شرع الله، أو يقضي الله أمراً كان مفعولاً..
فقولوا بربكم: أدمائكم أغلى من دماء شبابكم؟؟..
يا علماء الأمة!!
لست أنكر أن الأغلبية بحمد الله قامت بدورها المنوط بها، ولكن اعذروني فالمرحلة حاسمة واللحظة فاصلة، والأمة ترقب منكم الكثير، فلا يكفي مجرد التأييد، أين أنتم في ميادين الاعتصام!!
يا علماء الأمة!!
أنتم أهل الحل والعقد، والأمة أمانة بين أيديكم، فلو أنكم قمتم قومة رجل واحد على قلب رجل واحد، لحقنتم بذلك دماء الأمة، ولوحدتم الصف، ولأعذرتم بين يدي ربكم..
فإني والله أخشى أن يصيبنا وإياكم عذاباً من عنده، لتخلينا عن نصرة شرعه، بعد أن هيئ لنا سبلها..
اللهم ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.. اللهم ألا هل بلغت، اللهم فاشهد..
اللهم ألا هل بلغت، اللهم فاشهد..
(الناصح الأمين)
بقلم الشيخ/ عبدالله محمد المحيسني..
(إلى كل مصري: انشرها في صفحتك وموقعك وفي المنتديات،
فنحن بحاجة لنوصل هذا الصوت إلى كل عالم).
بارك الله فيك
بإنتظار إبداعاتك
تحياتي . .