أولاً معنى القصص :
القص : تتبع الأثر .
يقال : قصصتُ أثره : أي تتبعته ، والقصص مصدر ، قال تعالى : فارتدا على أثارهما قصصا [الكهف: 64] أي رجعا يقصان الأثر الذي جاءا به .
وقال على لسان أم موسى وقالت لأخته قصيه [القصص: 11] أي تتبعي أثره حتى تنظري من يأخذه .
والقصص كذلك : الأخبار المتتبعة قال تعالى إن هذا لهو القصص الحق [آل عمران: 62].
وقال : لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب [يوسف: 111]
والقصة : الأمر ، والخبر ، والشأن ، والحال
وقصص القرآن: أخباره عن أحوال الأمم الماضية ، والنبوات السابقة ، والحوادث الواقعة _ وقد اشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي ، وتاريخ الأمم ، وذكر البلاد والديار . وتتبع آثار كل قوم ، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه .
قال الشيخ محمد بن عثيمين: القصص والقص لغة : تتبع الأثر
وفي الاصطلاح : الإخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها بعضًا .
وقصص القرآن أصدق القصص لقوله تعالى : "ومن أصدق من الله حديثًا " وذلك لتمام مطابقتها للواقع .
وأحسن القصص لقوله تعالى : " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن " وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى .
وأنفع القصص لقوله تعالى : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق .
ثانياً : أنواع القصص في القرآن:
والقصص في القرآن ثلاثة أنواع :
1 – النوع الأول : قصص الأنبياء : وقد تضمن دعوتهم إلى قومهم ، والمعجزات التي أيدهم الله بها ، وموقف المعاندين منهم ، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين . كقصة نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهارون ، وعيسى ، ومحمد ، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام .
2 -النوع الثاني : قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة ، وأشخاص لم تثبت ثبوتهم ، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت . وطالوت وجالوت ، وابني آدم ، وأهل الكهف ، وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب السبت ، ومريم ، وأصحاب الأخدود ، وأصحاب الفيل ونحوهم.
3 -النوع الثالث : قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله كغزوة بدر واُحد في سورة آل عمران ، وغزوة حنين وتبوك في التوبة