أولاً: إذا دخلت السوق، فعليك بهذا الدعاء:
وينبغي علينا جميعاً حفظه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتاً في الجنة حديث حسن رواه الترمذي.
إن السوق في الغالب مكان غفلة عن ذكر الله، فهو موضع سلطنة الشيطان، ومجمع جنوده، لهذا شُرع للمسلم الذكر ليقاوم غلبة الشيطان.
ثانياً: لا تكن سخاباً:
والسخب هو رفع الصوت بالخصام واللجاج، وقد ورد في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: أنه ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر والحديث أخرجه البخاري في صحيحه.
السخب مذموم في ذاته، فكيف إذا كان في الأسواق، التي هي مجمع الناس من كل جنس..
فلا يليق بالرجل العاقل الرزين أن يكون سخاباً يستفزه أبسط إنسان، من أجل أموال معدودة.
ثالثاً: غض البصر:
قال الله تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، إن كثرة تردد العبد على الأسواق تعرضه لرؤية ما لا يرضى الله عز وجل، فإن الأسواق قلما تسلم من مناظر محرمة، خصوصاً ما نراه من تسكع نساء هذا الزمان في الأسواق والتبرج وإظهار الزينة دون حياء، فعلى الرجل إذا دخل السوق أن يغض بصره بقدر ما يستطيع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، إن الله جل وتعالى جعل العين مرآة القلب. فإذا غض العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته.
أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرجل تزني وزناها الخطي، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوي ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه فبدأ بزنى العين، لأنه أصل زنى اليد والرجل والقلب والفرج، وهذا الحديث من أبين الأشياء على أن العين تعصي بالنظر وأن ذلك زناها، لأنها تستمتع به.
يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه في حديث رواه الإمام أحمد.
رابعاً: عدم الحلف وهذا الأمر يتعلق بالتجار:
روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، المسبل إزاره، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب متفق عليه. والمعنى أن البائع قد يحلف للمشترى أنه اشتراها بكذا وكذا، وقد يخرج له فواتير في ذلك، فيصدق المشتري، ويأخذها بزيادة على قيمتها، والبائع كذاب، وإنما حلف طمعاً في الزيادة، فهذا يعاقب بمحق البركة، فيدخل عليه من النقص أعظم من تلك الزيادة التي أخذها من حيث لا يحتسب بسبب حلفه، وليعلم كل تاجر أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وإن تزخرفت الدنيا للعاصي، فإن عاقبتها اضمحلال وذهاب وعقاب، روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رجلاً أقام سلعته وهو في السوق، فحلف بالله: لقد أعطى بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلاً من المسلمين، فنزل قول الله تعالى: إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
خامساً: المرأة ودخولها للأسواق:
روى الطبراني بسند صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً: الديوث، والرّجلة من النساء، ومدمن الخمر.
والديوث هو الذي يرضى الخبث في أهله ومحارمه، وأي خبث أشد وأعظم مما يشاهد من أوضاع النساء في الأسواق في هذا الزمان، من التبرج والسفور والاختلاط بالرجال وقلة الحياء، والمصيبة أنه على مرأى ومسمع من الأزواج وأولياء الأمور، تنزل المرأة للسوق، وفي كثير من الأحيان لغير حاجة، فقط أنها تشعر بملل في المنزل، والحل الذهاب لقضاء عدة ساعات في الأسواق، تدخل المحل وتخرج، وتدخل الآخر وهكذا، وتسعّر بعض البضائع، وهي لا تريد الشراء، وفي الغالب تفوح منها رائحة الطيب.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل هذا إذا كان خروجها إلى المسجد للصلاة، فما بالكم بالسوق، ويقول صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية رواه الإمام أحمد.
نقول أين غيرة الأزواج، وحرمة أولياء الأمور على محارمهم، فقد ساعدت هذه المجمعات التجارية في كثير من الأحيان على ازدياد الفساد في أسواقنا، فإن صعوبة الجو في فصل الصيف عندنا قد يخفف من التحرك والمكوث لساعات طويلة في الأسواق، لكن ومع هذه المجمعات المكيفة، فإن الشر والفساد في تمدد وانتشار.
فاتقوا الله سبحانه وتعالى أيها الآباء، وأيها الأزواج، تابعوا نساءكم، لا تتساهلوا في خروج المرأة للسوق، وإن كان هناك حاجة فلا تذهب إلا وأنت معها، فإن الذئاب كثر، والدين رقيق، والنساء ناقصات عقل ودين.
وأخيراً.. احذر ثم احذر وامنع أهلك تماماً من استخدام غرف المقاس داخل المحلات، فإنها مصيبة، وأي مصيبة.
روى بعض أصحاب السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها.
فإنه يحرم على المرأة أن تخلع ثيابها في السوق، بحجة القياس، وتظن أنها في غرفة مستورة ولا نظن أن قصص وأخبار غرف المقاسات تخفى على العقلاء أمثالكم.