تتعدد الأسباب التى تساعد المسلم فى زيادة رزقة ….. أقدم لكم مشاركة غاية فى الروعة للشيخ الرائع محمد راتب النابلسى أفادنا الله وإياكم بعلمه
1) الاستغفار :
قال تعالى:
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (*)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (*)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ﴾
( سورة نوح10-12)
يقول الإمام القرطبي: هذه الآية دليل على أن الاستغفار يُستَنزل به الرزق والأمطار.
وقد جاء رجل إلى الحسن البصري فشكا إليه الجدب، أي قلة المطر، فقال: استغفر الله، ثم جاءه آخر فشكا الفقر فقال: استغفر الله، ثم جاءه آخر فقال: ادع الله أن يرزقني ولداً؟ فقال: استغفر الله، فقال أصحاب الحسن: ما هذا؟ سألوك في مسائل شتى، وأجبتهم بجواب واحد، وهو الاستغفار، فقال رحمه الله: ما قُلت من عندي شيئاً، إن الله تعالى يقول:
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (*)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (*)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ﴾
( سورة نوح10-12)
2) التوكل على الله :
أيها الإخوة الكرام:
روى الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( لو أنَّكم كنتم تتوكلون على الله حقَّ توكلهِ، لَرُزِقتُمْ كما تُرْزقُ الطَّيْرُ، تَغْدو خماصاً وتَرُوحُ بِطاناً ))
[ حديث أخرجه الترمذي بإسناد صحيح ]
لكن هل انتبهتم إلى ملمح في الحديث:
تَغْدو، وتَرُوحُ، أي يوجد حركة، أما قاعد في البيت، لا يتحرك، ولا يخرج، ولا يسأل، ولا يطالع بعض الإعلانات، ولا يفعل شيئاً، ويقول: ليس هناك أعمال، فهذا لا يتحرك.
تغدو: يوجد حركة، يوجد سؤال، يوجد طلب، يوجد أخذ بالأسباب.
تغدو خماصاً وتروح بطاناً.
يقول الله عز وجل:
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾
( سورة الطلاق : 3)
التوكل هو السبب الثاني.
3) العناية بالعبادات :
ومن أسباب الرزق عبادة الله، والتفرغ له، والاعتناء بالواجبات الدينية:
فقد أخرج الترمذي وابن ماجه وابن حبان بسند صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( إن الله يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنىً، وأسدَّ فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلاً، ولم أسدَّ فقرك ))
[ حديث صحيح، أخرجه الترمذي ]
ورد في الأثر:
كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، عبدي أنت تريد، وأنا أريد، فإذا سلّمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلّم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد.
أوحى ربك إلى الدنيا أنه مَن خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاستخدميه.
فالدنيا إذا أقبلتَ عليها وحدها تغرّ، وتضرّ، وتمرّ، هي دار من لا دار له، ولها يسعى من لا عقل له.
4) الحج والعمرة :
من أسباب الرزق المتابعة بين الحج و العمرة:
ففي الحديث الذي رواه الإمام النسائي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
(( تَابِعُوا بين الحج والعمرة، فإنهما يَنْفِيان الذُنُوبَ والفقر كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد والذهب والفضةِ ))
[ من حديث صحيح، أخرجه الترمذي النسائي ]
هذا السبب الرابع.
5) صلة الرحم :
لك أقارب، لك أخوات، لك بنات، لك عمات، لك خالات في أطراف المدينة، أنت حينما تصلهم، وتعطيهم، وتأخذ بيدهم، وتتولى شؤونهم، وترعاهم، وتهديهم إلى الله عز وجل، يزداد رزقك، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(( مَن سَرَّه أن يَبسُطَ اللهُ عليه في رِزْقِهِ، أو يَنْسَأ في أثرِه، فَلْيَصِلْ رحمه ))
[ حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم ]
المعنى: من سرّه أن يعظّم الله رزقه، وأن يمد في أجله فليصلْ رحمَه.
التواصل بين الأرحام، التواصل يعني أن تزورَهم، يعني أن تتصلَ بهم أولاً، ولو هاتفياً، ثم تزورهم، ثم تتفقد أحوالهم المعيشية والدينية والتربوية والاجتماعية، ثم تعينهم، ثم تأخذ بيدهم إلى الله، عندئذ يتولى الله أن يعطيك ما تريد.
6) الإنفاق والصدقات :
من أسباب الرزق الإنفاق في سبيل الله:
﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾
( سورة سبأ : 39)
وفي الحديث:
(( أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ))
[ من حديث رواه الطبراني بإسناد حسن ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( قال الله عز وجل: يا ابن آدم، أنفقْ أُنفِقْ عليك، وقال: يد الله ملآى، لا يَغيضُها نفقة، سحَّاء الليل والنهار ))
[ من حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم ]
أحد أسباب وفرة الرزق كثرة الإنفاق.
7) التواضع للمساكين :
عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلاً على مَن دونه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
(( هل تُنصَرون وتُرزَقون إِلا بضعفائكم؟ ))
[ حديث صحيح، أخرجه البخاري ]
وأيضاً:
(( أُبْغُوني ضُعَفَاءكم، فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم ))
[ حديث صحيح، أخرجه أبو داود ]
8) الهجرة في سبيل الله :
من أسباب زيادة الرزق الهجرة في سبيل الله:
إذا كنت في بيئة تحول بينك وبين طاعة الله، تحول بينك وبين عبادة الله، أو تحول بينك وبين أولادك، أو تحول بينك وبين أولاد أولادك، أو تحول بينك وبين أولادِ أولاد أولادك فيجب أن تغادر هذا المكان، لأن علة وجودك في الأرض أن تعبد الله، فأيّ شيء حال بينك وبين عبادة الله ينبغي أن تهجره، والهجرة أحد أسباب الرزق الوفير.
إياكم أن تتوهموا أن الهجرة من بلد مسلم، تستطيع أن تقيم فيه شعائر الله، وتستطيع بشكل أو بآخر أن تنشئ أولادك على طاعة الله، إلى بلد ترتكب فيه المعاصي على قارعة الطريق، أن هذه هجرة، هي هجرة ولكن في سبيل الشيطان.
أما الهجرة التي في سبيل الرحمن، فأن تدع بلداً فيه ما تشتهيه النفس، وتلذ الأعين، وأن تغادره إلى بلد مصنَّف في العالم أنه بلد نامٍ، فيه صعوبات لا يعلمها إلا الله في كل مجالات الحياة، تؤثر مرضاة الله، وتصون دين أولادك، هذا المهاجر يقول الله عنه:
﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ﴾
( سورة النساء : 100)
أي يجد رزقاً يرغم أنف من انتقده في هذه الهجرة.
أناس كثيرون يدَعون بلاداً غنية ومتقدمة بمفهوم العصر، ويعودون إلا بلادهم الإسلامية، فالذين حولهم هناك يتّهمونهم بالجنون، وأنهم سوف يفتقرون، ولكن الله يبشرهم أن الله سيرزقهم رزقاً يرغمون أنوف من انتقدهم في هذه الهجرة، فالهجرة أحد أسباب وفرة الرزق.
يتبع …………
9) إقامة شرع الله :
أيها الإخوة الكرام: استنباطاً من قوله تعالى:
﴿ ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴾
( سورة المائدة : الآية 66)
صقيع مسّ محافظات كثيرة، وصلت الحرارة إلى سبع أو عشر درجات تحت الصفر، فأتلفت كل الإنتاج، طاف عليها طائف من ربك وهم نائمون، انقطاع الأمطار خمسة أسابيع، في هذا الوقت الحرج ذهبت كل المحاصيل، الأمر بيد الله عز وجل، مع الله ليس هناك ذكي أبداً، هناك مستقيم.
10) التوبة :
أيها الإخوة الكرام:
أحد أسباب زيادة الرزق: التوبة:
﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾
( سورة هود : 3)
إذاً: التوبة النصوح أحد أسباب وفرة الرزق.
11) الدعاء :
ومن أسباب وفرة الرزق: الدعاء:
كان عليه الصلاة و السلام يقول في دعائه:
(( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وعذاب القبر ))
[ حديث أخرجه ابن خزيمة بإسناد صحيح ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( تعوذوا بالله من الفقر، والقلة، والذلة، وأن تظلِم، أو تظلَم ))
[ حديث صحيح، أخرجه النسائي ]
12) التقوى :
ومن أسباب زيادة الرزق: تقوى الله عز وجل:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (*)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ﴾
( سورة الطلاق 2-3)
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ ﴾
( سورة الأعراف : 96)
13) ذكر الله تعالى :
قال تعالى:
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ﴾
( سورة طه : 124)
يقابل ذلك:
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ ﴾
( سورة طه : 132)
14) التبكير إلى طلب الرزق :
أيها الإخوة الكرام:
من أسباب زيادة الرزق: التبكير إلى طلب الرزق:
واللهِ أيها الإخوة، مشكلة يعانيها أهل هذه البلدة، لا يكون عمل فيها قبل الساعة الحادية عشرة، الناس كلهم نائمون، المحلات التجارية مغلقة، حتى بعض كبار الموظفين لا أحد يتحرك قبل الساعة الحادية عشرة.
واللهِ في بلاد الكفر الساعة الخامسة صباحاً لا تجد مكاناً في الطريق، هؤلاء لا يعرفون الله، وهم يبكرون إلى أعمالهم، وهؤلاء المسلمون يمضون الوقت الذي ينبغي أن يمضيه الإنسان مع أهله ومع أولاده في السوق حتى ساعة متأخرة من الليل، والوقت الذي ينبغي أن يبكّر فيه إلى رزقه يمضيه في النوم، قال بعض الشعراء متهكماً:
ناموا ولا تستيقظوا ما فـاز إلا النُوم
ودعوا التفهم جانباً فالخير ألا تفهموا
هذه مشكلة كبيرة
عن صخر الغامدي رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( اللَّهُمَّ باركْ لأُمَّتِي في بُكُورِها ))
[ من حديث حسن، أخرجه أبو داود والترمذي ]
ما تفعله أحياناً من صلاة الفجر إلى الساعة الثانية لا تستطيع أن تفعله في النهار كله، حدثني عالم جليل أنه ألّف موسوعتين كبيرتين في التفسير وفي الفقه، وكل موسوعة تقترب من عشرين مجلداً، قال لي: واللهِ هذان المؤلَّفان الكبيران ألّفتهما فيما بين الفجر والساعة الثامنة، لمدة أربع سنوات، هذا الوقت الثمين وقت مبارك.
(( ولو يعلمون ما في العَتَمة والصبح لأتوهما ولو حَبْواً ))
[ من حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم ]
15) الإنفاق على طالب علم :
قد تستغربون:
النفقة على طالب العلم تزيد في الرزق:
على طالب العلم بالذات، هذا الذي جاء بلدكم ليطلب العلم ليعود خطيباً، ليعود داعيةً، ليعود مديرَ معهدٍ شرعي، ليعود مفتياً، هذا إكرامه، والإنفاق عليه، وإشعاره أنه في بلده، وبين أهله يزيد الرزق، والدليل:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
(( كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لعلك ترزق به ))
[ حديث صحيح، أخرجه الحاكم في مستدركه ]
هذا دليل قطعي
إما أن تكون داعية، أو أن تكون في خدمة داعية، في خدمة طالب علم أتى إلى هذا البلد الطيب، ونرجو الله أن يستمر بقاؤهم في هذا البلد إلى ما شاء الله.
16) شكر الله تعالى :
أيها الإخوة الكرام: أن تشكر الله عز وجل:
قد تكون مغموراً بنعم لا تعد ولا تحصى، أكبرها أنك في صحة تامة.
لو أن جهازاً من أجهزة جسمك تعطل لأصبحت حياة الإنسان جحيماً لا يطاق.
لو أن الكليتين تعطلتا، كل أسبوع ثلاث جلسات لتصفية الدم، كل جلسة أربع ساعات، كل جلسة ثلاثة آلاف ليرة، تحتاج إلى أربعين ألف ليرة في الشهر، لو تعطلت إحدى الكليتين.
أحد أكبر النعم التي تتمتع بها نعمة الصحة، وأن الله عافاك في بدنك، وعافاك في حواسك الخمس، ومنحك القوة، تتحرك، ولا تستعين بأحد.
إن شكرت نعماً بين يديك حفظ الله لك هذه النعم، وزادك من فضله:
﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ ﴾
( سورة إبراهيم : 7)
أحد أسباب زيادة الرزق شكر النعم التي أنت فيها:
لك مأوى، وكم ممن لا مأوى له.
لك زوجة، وكم ممن لا زوجة له.
تتمتع بصحة، وكم ممن يعاني من آلام لا تحتمل، ولا يملك ثمن الدواء.
17) إتقان العمل :
أيها الإخوة الكرام:
لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ))
[ حديث أخرجه أبو يعلى فيه رجل مختلف فيه ]
أقول لكم هذه الحقيقة:
في وقت الكساد المتقنون لا يتعطلون، أما في وقت الرخاء والسعة الكلّ يعمل، أما المتقن فليس عنده ما يسمى البطالةَ إطلاقاً.
18) الصلاة :
قال تعالى:
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً ﴾
( سورة طه : 132)
ذكرتها مع الدعاء، لكن هي بند مستقل.
ثمانية عشر سبباً لزيادة الرزق.
هذا كلام خالق الأكوان، وكلام سيد ولد آدم، عليه أتم الصلاة والسلام.
هذا ديننا، دين وحييْن، دين كلام الله، ودين سنة رسوله، وما بعد هذه القوانين من قوانين.
أوهام وتصورات خاطئة :
هناك أقوال تطرح في قضية الرزق، أقوال لا تؤمن بالله عز وجل، يقولون: هناك مجاعة تنتظر البشر، هناك شح في المياه، هناك حرب على المياه، هناك حرب على القمح، هناك حرب على منابع النفط، هذا الكلام يصَدِّرونه لنا كي نضعف عن مقاومتهم.
أيها الإخوة الكرام، آخر شيء في هذه الخطبة أنه يوجد تصوّر سقيم خطأ عند الناس: مؤمن أيْ فقير فقط، كافر يعني غني.
لا، حبذا المال أصون به عرضي، وأتقرب به إلى ربي.
الإنسان إذا طلب الرزق الحلال، وكان الرزق وفيراً بين يديه، فخياراته في العمل الصالح لا تعدّ ولا تحصى، الخيارات التي أمامه في العمل الصالح لا تعد ولا تحصى، لذلك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلّ خير، احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزْ، وإن أصابك شيء فلا تَقُل: لو أنَّي فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل، فإن، لو، تفتحُ عَمَلَ الشيطان ))
[ حديث صحيح، أخرجه مسلم ]
فإذا طلبت الرزق الحلال، وكان وفيراً كانت يدك هي العليا، واستطعت أن تهيمن على أسرتك بالإنفاق عليهم، وأن تضمهم إليك، وأن ترشدهم إلى ما فيه خيرهم.
وأخيراً :
أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.
^_______^
موضووووع رائع وطـرح اروووووووووع
يسلمووووو غلاتي جزاك الله خييييييير
^______^