عن زيد بن أرقم قال: كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أُبَيٍّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي، أو لعمر، فذكره للنبي – صلى الله عليه وسلم- فدعاني، فحدثته، فأرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى عبد الله بن أُبَيٍّ وأصحابه، فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وصدَّقه، فأصابني هَمٌّ لم يُصِبْنِي مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ومقتك ؟ فأنزل الله تعالى { إذا جاءك المنافقون } . فبعث إلي النبي – صلى الله عليه وسلم- فقرأ فقال: ( إن الله قد صدقك يا زيد ) (1).
شرح المفردات (2):
( ينفضوا ) يتفرقوا عنه.
( الأعز ) الأكثر عزة ومنعة وعنوا به أنفسهم.
( الأذل ) الأقل عزة ومنعة وعنوا به رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه .
( لعمي ) قيل: هو عبد الله بن رواحة – رضي الله عنه- لأنه كان زوج أمه، وعمه الحقيقي ثابت بن قيس – رضي الله عنه- .
( ما أردت إلى أن كذبك ) ما حملك على قولك حتى جرى لك ما جرى.
( مقتك ) أبغضك .
من فوائد الحديث:
1- قال النووي: فيه أنه ينبغي لمن سمع أمراً يتعلق بالإمام أو نحوه من كبار ولاة الأمور ويخاف ضرره على المسلمين أن يبلغه إياه؛ ليحترز منه ، وقال ابن حجر: ولا يعد نميمة مذمومة إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق، وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة فلا (3)، كما هو الحال في هذه الحادثة.
2- ترك مؤاخذة كبراء القوم بالهفوات، لئلا ينفر أتباعهم، والاقتصار على معاتباتهم، وقبول أعذارهم، وتصديق أيمانهم، وإن كانت القرائن ترشد إلى خلاف ذلك، لما في ذلك من التأنيس والتأليف.
3- عظم خلق النبي – صلى الله عليه وسلم-، وكمال صبره على الأذى، وقوة تحمله في ذات الله – عز وجل- ورجاء ثوابه.
4- فيه منقبة لزيد بن أرقم – رضي الله عنه-، حيث نزل القرآن الكريم بتصديقه.
5- خبث المنافقين، وسوء طويتهم، وكيدهم للإسلام والمسلمين
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة No0or
جزاكى الله خيرا بس اريد توضيح الحديث اكثر لو ممكن