تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الحناء عبر التاريخ

الحناء عبر التاريخ 2024.


الحناء عبر التاريخ

عرف الحناء لدى كثير من الشعوب منذ عهود غابرة ، فقد ذكرت دراسات مصرية أن الفراعنة استعملوا مسحوق أوراقه في تحنيط جثث الموتى خشية تعفنها، كما استعملوا عجينته لعلاج المصابين بالصداع بوضعها على جبهتهم، كما استعملوا عجينة الحناء أيضاً لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج القروح، فقد وجد العديد من المومياء مخضبة بالحناء، كما اتخذوا أزهاره لصناعة العطور(1).

ونجد في الموسوعة العربية الميسرة (2) أن موطنه الأصلي بلاد فارس وقد نقله قدماء المصريين إلى أفريقيا، ومن ثم إلى أوربا. وذكر أن رمسيس الأول-فرعون مصر- أرسل بعثة إلى آسيا للبحث عن بعض الأعشاب للتداوي فكان أن أحضرت معها نبتة الحناء.
واستعمل العبرانيون (3) أزهاره المعروفة بطيب رائحتها بوضعها في ملابس العروسين، كما وصفه المصريون القدامى لأوجاع الرأس حيث يضعونه على جبهة المريض بعد نقعه بالخل.
وأما أوراق الحناء فقد ذكر أن الهنود كانوا يستعملونها دواء لأمراض الجلد، وذكر لها أطباء العرب العديد من المنافع في التداوي. واستخدمتها نساء المشرق عموماً لمعالجة تساقط الشعر، واستعملنها لتزيين العروس، وخاصة في دول الخليج والسودان والمغرب العربي ، تعبيراً عن البهجة والفرح.
ويقال أن عبد المطلب (جد النبيصلى الله عليه عليه وسلم) أول من خضب بالحناء في مكة، وكان رجلً من حمير قد خضبه به وانتشر بعد ذلك بين أهل مكة، وأصبح له نوع من القدسية بعد ذلك عند كثير من الشعوب الإسلامية فصاروا يخضبون به الشعر والأيدي والأقدام ويفرشون به القبور تحت جثث موتاهم.
و يدخل الحناء اليوم(4) في صناعة صبغات الشعر في الدول الأوربية وأمريكا، إذ أنه لا يضر بالشعر، بل على العكس يقويه ويغذي الفروة، وهذا مهم جداً لأن صباغات الشعر الكيماوية كثيراً ما تؤدي بها إلى أمراض جلدية، التهابية أو تحسسية، وإلى آفات انسمامية جلدية أيضاً. كما تتجه الأنظار اليوم إلى نبتة الحناء لاستعمالها في صناعة المواد الملونة(وخاصة لصبغ المنسوجات) لسهولة استخراج العناصر الملونة منها ولأنها تمتاز بألوانها الجميلة ذات المقاومة الأكيدة لعوامل التلف، كما أصبحت تدخل في الوقت الحاضر على نطاق واسع في صناعة العطور ودباغة الجلود.

الحناء في الهدي النبوي

عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنأحسنماغيرتمبهالشيب، الحناءوالكتم»رواه أصحاب السنن والترمذي وقال حديث صحيح ، والكتم نبات يزرع في اليمن ويصبغ الشعر بلون أسود إلى الحمرة.
وعن سلمى أم رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماشكاإليهأحدوجعاًفيرأسهإلاقالاحتجم، ولاشكاإليهوجعاًفيرجليهإلاقالاختضبهما»(أي بالحناء) رواه البخاري في تاريخه وابن ماجه وأبو داوود وقال الأرناؤوط (حديث حسن )(5).

وعن سلمى أيضاً رضي الله عنها قالت: « كانلايصيبرسولاللهصلى الله عليه وسلمقرحةولاشوكةإلاوضععليهاالحناء»رواه الترمذي بإسناد حسن وقال الهيثمي: رجاله ثقات (6).
وفي رواية له أيضاً: «ماكاننالرسولاللهصلى الله عليه وسلمقرحةولانكبةإلاوضععليهاالحناء» حديث حسن (الأرناؤوط).

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «كانالنبيصلى الله عليه وسلمإذانزلعليهالوحيصُدِعفيغلفرأسهبالحناء »رواه الهيثمي عن البزار وقال: وفيه الأحوص بن حكيم وقد وثق وفيه ضعف كثير وفيه أبو عون لم أعرفه.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيدريحانأهلالجنةالحناء»رواه الطبراني وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة مأمون.

الحناء في كتب التراث:

قال ابن قيم الجوزية (المتوفى عام 751 ه) عن الحناء(7):
ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به، وينفع إذا مُضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه، ويبرئ القلاع الحادث في أفواه الصبيان، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة.
ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء: فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيه شئ منه. وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها، وإذا نقع ورقه في ماء عذب يغمره، ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوماً فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة.والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجوناً حسنها ونفعها، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقويه ويحسنه ويقوي الرأس، وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن / ا ه
وقال موفق الدين البغدادي (المتوفى عام 629 ه )(8):

الحناء فيه حرارة ينفع في قروح الفم وفي القلاع والأورام الحارة، ماؤها مطبوخاً ينفع حرق النار، خضابه يحمر الشعر ويحسنه وينفع من تعفن الأظفار، إذا خضب به المجدور في ابتدائه لم يقرب الجدري عينيه وقال أيضاً: لون الحناء ناري محبوب يهيج قوى المحبة وفي رائحته عطرية وقد كان يخضب بالحناء عامة السلف منهم محمد بن الحنفية وابن سيرين، وخضب أبو بكر وعمر وأبو عبيدة رضي الله عنهم أجمعين. وفي تفسيره لوصفة النبي صلى الله عليه وسلم بوضع الحناء على القروح قال: فإن القرحة علاجها بما يجفف منها الرطوبة كي يتمكن من إنبات اللحم فيها والحناء يفعل ذلك لتجفيفه تلك الرطوبة التي تمنع نبات اللحم في القرحة والشوكة، فإن الحناء قوة محللة ترخي العضو فتعين على خروج الشوكة منه/ ا هـ .
وقال ابن سينا(9) في قانونه:

الحناء شجرة ورقها شبيه بورق الزيتون، ولها زهر طيب الرائحة، وبزره أسود فيه تحليل وقبض وتجفيف بلا أذى، طبيخه نافع من الأورام البلغمية الخفيفة، وقد قيل أنه ينفع في الجراحات فعل دم الأخوين (اسم نبات) وهو ينفع لأوجاع العصب ويدخل في مراهم الفالج والتمدد ، ويطلى على الجبهة مع الخل للصداع، وينفع قروح الفم والقلاع / اه
وقالالذهبيفي «الطب النبوي»: وخضابه يحمّر الشعر ويحسنه وينفع من تقصف الأظافر.

وذكرداودالأنطاكيفي تذكرته أن مسحوق الحناء عظيم النفع لعلاج البثور، وماؤه مفيد في إدرار البول وتفتيت الحصى ويذهب اليرقان ويقطع النزلات والصداع ولإسقاط الأجنة.
وذكر الدكتور الزيتوني(10) أن تخضيب الجلد به يلون البول مما يدل على امتصاصه الجلدي.

نبتة الحناء
الحناء Hennaويدعى أيضاً الحنة Lowsaniaنبات شجيري(4) من الفصيلة الحنائية Lythracees ، حولي أو معمر يصل طوله إلى3 أمتار أو أكثر.
يمكث بالأرض ثلاث سنوات، وقد يمتد إلى عشر سنوات أو أكثر وتتميز نبتة الحناء بأن كل جزء منها له فوائد ذات أهمية قصوى (11) الجذر وتدي متعمق في الأرض.
والشجيرة مستديمة الخضرة غزيرة التفريع القائم ذي اللون الأحمر وفروعها طويلة ورفيعة.
الأوراق بسيطة بيضاوية الشكل طولها 2 ــ 5 سم، متقابلة الوضع، جلدية الملمس، لونها أخضر محمر إلى أبيض مصفر. الثمار كبسولية كروية الشكل، قطرها 0.5 1 سم بلون بني فاتح، تحتوي العديد من البذور مثلثة الشكل، هرمية، صغيرة الحجم ، لونها بني إلى أسود.

أزهار الحناء جميلة تخرج في شكل عنقودي، رائحتها ذكية مميزة تنتشر إلى مسافات بعيدة، تدعى «تمر حنة» ومن حيث اللون فإن لنبتة الحناء صنفين يختلفان في لون الزهر ، صنف ذو أزهار بيضاء Albaوصنف ذو أزهار حمراء بنفسجية Miniata ومن حيث الأداء ذكروا لها نوعين: حمراء وسوداء والغالب في صبغ الشعر مزج النوعين معاً.

وفي المعجم الوسيط(12) للمعاني: الحناء شجر ورقه كورق الرمان وعيدانه كعيدانه، له زهر أبيض كالعناقيد ، يتخذ من ورقه خضاب أحمر والواحدة حناءة.
يحتاج في زراعته إلى بيئة حارة وموطنه الرئيسي جنوب غربي آسيا وينمو بكثافة في المناطق الاستوائية الأفريقية ، كما انتشرت زراعته في بلدان الحوض الأبيض المتوسط ، وتعتبر مصر والسودان والهند والباكستان والصين أهم البلاد المنتجة للحناء.
الحصاد(11):عندما يصل نبات الحناء إلى مرحلة النضج يتم قطع النبات من ارتفاع 20 سم عن سطح الأرض، ثم تجفف الأوراق والفروع الخضر في الشمس أو في المجففات الآلية ثم تنقى من الشوائب ، وتسحق لتحويلها إلى مسحوق ناعم بواسطة طواحين خاصة.

ومسحوق الحناء هذا يتميز بلون جميل كستنائي مشوب بالحمرة وبالرائحة الذكية النفاذة.
و يوجد للحناء أصناف كثيرة منها(13):

1- الحناءالبلدي:وهو أغنى أنواع الحناء بالمواد الملونة ، ساقه أسمر والفروع فيه غير شائكة ، الأوراق متوسطة الحجم ، غنية بالمواد الملونة الحمراء، والأزهار لها رائحة خفيفة.

2- الحناءالشامي:يشبه النوع السابق لكن أوراقه أكبر حجماً وأزهاره أخف رائحة.

3-الحناءالبغدادي:ويمتاز بأوراقه الداكنة وأزهاره العطرية ، كما أن أوراقه غنية بالمواد القابضة.

4- الحناءالشائك: وأوراقه أصغر حجماً من بقية الأصناف لكن أزهاره أكثر عطراً.
العناصر الفعالة في نبتة الحناء

يستعمل من الحناء أوراقه وأزهاره حيث تحتوي الأوراق على غليكوزيدات مختلفة أهمها اللاوزون، وجزيئها الكيماوي من نوع 2 هدروكسي 1 4 نفتوكينون. وهي المادة المسؤولة عن التأثير البيولوجي الطبي وعن الصبغة واللون الخاص به، وهي بلورات برتقالية اللون تذوب في الماء كما تحتوي على مواد راتنجية Resineوأخرى عفصية من نوع خاص يعرف باسم «عفص الحناء» Henna tannin كما تحتوي على مواد دسمة والمانيتول. وكل هذه المواد مفيدة جداً وتدخل في صناعة الأدوية ومواد التجميل.

أما الأزهار فتحتوي على زيت طيار عطري له رائحة قوية وذكيةوتعتبر

ألفا وبيتا إيونونIonone b- a، من أهم مكوناته ، ويدخــل هذا الزيت في صناعة العطور.
ومن جامعة كراتشي [ باكستان] كشف الباحثان(14) ب. صديقي وم.ن. كاردار وجود نوعين من التيربنوئيدات الثلاثية خماسية الحلقة في الحناء الأبيض Lawsonia Albaوتمت تسمية المركبين الجديدين بحمض اللوزينيك واللوزونين. وقد تم إظهار المركبين أيضاً بالدراسات الطيفية.

غش الحناء

يغشالحناءلغرضين(4): لزيادة وزنه، أو حجب أهم عيوبه وهو اصفراره فيضاف إليه في الحالة الأولى الرمل الناعم عند الطحن، ومن النادر أن تضاف إليه أوراق الأشجار التي تشبهه كالنبق والصفصاف أو الملوخية، وفي الحالة الثانية يضاف إليه طلاء أخضر لتغطية اصفراره.
و يمكن التمييز بسهولة بين الحناء الأصلي والمغشوش لأن المواد التي تضاف إليه ثقلها النوعي أكبر منه، فحجم معين من الحناء المغشوشة يكون أثقل من وزن نفس الحجم من الحناء النظيف.
و يمكن التثبت مما إذا كان الحناء مخلوطاً بالرمل بنفخ كمية صغيرة منه نفخاً خفيفاً فتتطاير الحناء ويبقى الرمل ، أو بوضع كمية قليلة منه في الماء فيطفو الحناء على سطح الماء ويترسب الرمل.
أهمية الحناء في العالم المعاصر

يستعمل نبات الحناء في الوقت الحاضر على نطاق واسع. فهو يدخل في صناعة صبغات الشعر ودبغ الجلود وتلوين المنسوجات، كما يدخل في صناعة بعض الأدوية الملطفة للالتهابات الجلدية وفي معالجة بعض أنواع الحروق والأمراض الفطرية التي تصيب الجلد(15).
ويدخل الحناء في صناعة أنواع من الشامبو لها فائدتها في معالجة تساقط الشعر وتقصفه وفي التهاب فروة الرأس، كما يفيد في معالجة الإسهال الحاد إذا ما تم إضافة بعض النعناع إليه، كما يستخلص من أزهار نبتة الحناء زيت عطري يدخل في صناعة العطور
وسلامتكم يابنات حواء لايفخليجية

سبحان الله اي شي يذكر بالقران واي يقول عنه الرسول

الا ويصير مفيدي

مرسيييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

يااااااااااااااااااااااااااااااااقلبو والف شكر

معلوومات ثرية عن الحنا..
تسلمي 🙂
شكرا على المعلووووووووووومااااااااااااااااات القيمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.