فكان أحياناً يشرب العسل، وأحياناً يشرب اللبن، وأحياناً يشرب العسل مع اللبن، وأحياناً كان يشرب العسل مع الماء، وكان صلى الله عليه وسلم من دأبه كما ورد في الطب النبوي كل يوم بعد صلاة الفجر يأتي بكوب ماء ويضع فيه ملعقة عسل ويشربه، كوب من الماء ومعه ملعقة عسل نحل كبيرة على أن تكون المياه غير مثلجة، لأن المياه ستنزل للمعدة في أول اليوم فلا ينبغي أن تكون مثلجة، وتكون مياه عادية.
وكان صلى الله عليه وسلم يمصُّ الماء ويقول لأصحابه: {إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمُصَّ مَصًّا، وَلا يَعُبُّ عَبًّا فَإِنَّ الْكِبَادَ مِنَ الْعَبِّ} {2}
فالكباد أى وجع الكبد له علاقة قوية بعبِّ المياه -أى شربه دفعة واحدة- وخاصة المثلجة، والكثير من مشاكل أهل الكبد في عصرنا قد تعود إلى أن أحدنا يعرق عرقاً غزيراً ويدخل ولا يصبر حتى يهدأ جسمه ويشرب ماءاً مثلجاً وجسمه ساخن، فيؤثر هذا الخفض المفاجىء لحرارة الجسم الباطنة على أعضاء كثيرة ومنها الكبد، هذا لأنه خالف هدى النبي المختار صلى الله عليه وسلم.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يأمر بمصِّ الماء عند الشرب، ومصِّ الماء أى يشربه مثل المصاصة بلطف، وعلى ثلاث دفعات وكل مرة يقول عند إبتدائها: بسم الله وبعدها الحمد لله،
وكان لا يتنفس في الإناء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلاثًا، وَيَقُولُ: إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ} {3}
وكان أحيانا إذا شرب تنفس مرتين، وربما كان يشرب بنفس واحد حتى يفرغ{4}
وكان صلى الله عليه وسلم: {إِذَا أَدْنَى الإِنَاءَ إِلَى فِيهِ سَمَّى اللَّهَ، فَإِذَا أَخَّرَهُ حَمِدَ اللَّهَ، يَفْعَلُ بِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ} {5}
وربما يقول في الثالثة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلُهُ مَالِحًا أُجَاجًا بِذُنُوبِنَا} {6}
{وكان صلى الله عليه وسلم يَسْتَقِي لَهُ الْمَاءَ الْعَذْبَ مِنْ بِئْرِ السُّقْيَا} {7}
وفي رواية: {يُسْتَعْذَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا} {8}
وفى زاد المعاد لابن القيم: "ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب على طعامه لئلا يفسده، ولا سيما إن كان الماء حاراً أو بارداً فإنه رديء جداً ".
و{كَانَ لَهُ قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بَاللَّيْلِ} {9}
{وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مطهرة من فخار يتوضأ ويشرب منها، فكان الناس يرسلون أولادهم الصغار الذين عقلوا فيدخلون عليه صلى الله عليه وسلم فلا يدفعون فإذا وجدوا في المطهرة ماءاً شربوا منه ومسحوا على وجوههم وأجسامهم يبتغون بذلك البركة} {10}
و{كَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جَاءَهُ خَدَمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ، فَمَا يُؤْتَى? بِإِنَاءٍ إِلاَّ غَمَسَ يَدَهُ فِيهِ} {11}
و{كَانَ يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ فَيُؤْتَى? بِالْمَاءِ فَيَشْرَبُهُ يَرْجُو بَرَكَةَ أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ} {12}
{وكان احبَّ الشراب له صلى الله عليه وسلم الحلو البارد} {13}
وكان يدفع فضل سؤره {ما يبقى من شرابه} إلى من على يمينه، فإن كان من على يساره أجلَّ رتبة قال للذي على يمينه: السُنَّة أن تُعطى فإن أحببت آثرته، روى ابن عباس قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناء من لبن، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال صلى الله عليه وسلم: {الشَّرْبَةُ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدًا، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِسُؤْرِكَ عَلَيَّ أَحَدًا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَامًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ}
{14}
وكان صلى الله عليه وسلم يشرب قاعداً وكان ذلك عادته صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: {شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ} {15}
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: {شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا وَقَاعِدًا} {16}
وكان صلى الله عليه وسلم: {إِذَا أَرَادَ أَنْ يُتْحِفَ الرَّجُلَ بِتُحْفَةٍ سَقَاهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ} {17}
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يشرب الماء إلا بعد تناول الطعام بما يعادل في زماننا ساعتين، وفى الأثر الذى يؤيده العلم الحديث: {لا تجعلوا آخر زادكم ماءاً} ، لا تجعل آخر شيء هو الماء، فالإنسان عندما ينتهي وتستعد المعدة لهضم الطعام وتفرز عصاراتها الهاضمة إن كانت منها أو من الصفراء أو البنكرياس أو غيره بحسب ما أكل الإنسان، فإذا نزل الماء بعد الأكل وقد بدأ الهضم، خفَّف الماء هذه العصارات وأصاب الإنسان بمرض سوء الهضم، وهذا يخالف هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{1} سنن الترمذي ومسند أحمد {2} سنن البيهقي والجامع لمعمر بن راشد {3} صحيح مسلم وسنن أبي داود {4} تنفس مرتين للحديث {كَانَ إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ» (الترمذى وابن ماجه ـ) عن ابنِ عباس، وبنفس واحد للحديث {إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَشْرَبْ بَنَفَسٍ وَاحِدٍ» (الحاكم فى مستدركه) عن أَبِي قَتَادَة رضيَ اللَّهُ عنه (ز)، وبنفس واحد يحمل على عدم التنفس فى الإناء ولإباحة الشرب فىبنفس واحد أو نفسين خارج الإناء والوسعة رحمة للأمة {5} معجم الطبراني عن أبي هريرة {6} شعب الإيمان للبيهقي وحلية الأولياء لأبي نعيم {7} مسند أبي يعلي الموصلي عن عائشة رضي الله عنها {8} سنن أبي داود وصحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها {9} لأبي داود والنسائي والحاكم في مستدركه عن أُميمةَ بنت رقيقة رضَي اللَّهُ عنهَا {10} إحياء علوم الدين وطبقات الشافعية الكبرى {11} أحمد في مسنده ومسلم عن أنس {12} الطبراني في الأوسط ولأبي نعيم في الحليةعن ابنِ عُمَرَ {13} عن عائشة سنن النسائى الكبرى {14} مسند أحمد وسنن الترمذي {15} صحيح مسلم وسنن الترمذي {16} مسند أحمد والنسائي {17} حلية الأولياء لأبي نعيم
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…5&id=578&cat=4
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
[/frame]
قال تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) (الاسراء:78)
يرغب القرآن بالنوم المبكر و الاستيقاظ منذ الفجر و قد روي عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال : بورك لأمتي في بكورها " و قال : " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها " ، و تحقيقاً لذلك ، أمر عليه الصلاة و السلام بعدم الزيارات بعد العشاء بقوله : " لا تجتمعوا بعد صلاة العشاء إلا لطلب العلم ."
أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها :
1 ـ تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون (o3) في الجو عند الفجر ، و تقل تدريجياً حتى تضمحل عند طلوع الشمس ، و لهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ، ومنشط للعمل الفكري و العضلي ، و بحيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكرية و العضلية تكون في الصباح الباكر ، و يستشعر الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمى بريح الصبا ، لذة و نشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل .
2 ـ إن أشعة الشمس عند شروقها قريبة إلى اللون الأحمر ،و معروف تأثير هذا اللون المثير للأعصاب ، و الباعث على اليقظة و الحركة ، كما أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية تكون أكبر ما يمكن عند الشروق ، و هي الأشعة التي تحرض الجلد على صنع فيتامين د .
3 ـ الاستيقاظ الباكر يقطع النوم الطويل ، وقد تبين أن الإنسان الذي ينام ساعات طويلة و على وتيرة واحدة يتعرض للإصابة بأمراض القلب و خاصة مرض العصيدة الشرياني الذي يأهب لهجمات خناق الصدر لأن النوم ما هو إلا سكون مطلق ، فإذا دام طويلاً أدى ذلك لترسب المواد الدهنية على جدران الأوعية الشريانية الإكليلية القلبية ، ولعل الوقاية من عامل من عوامل الأمراض الوعائية ، هي إحدى الفوائد التي يجنيها المؤمنون الذين يستيقظون في أعماق الليل متقربين لخالقهم بالدعاء و الصلاة ، قال تعالى في سورة الفرقان : ( و الذين يبيتون لربهم سجداً و قياماً ) الفرقان : 64 . و قال تعالى مرغباً في التهجد في سورة المزمل : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطأً و أقوم قيلاً) المزمل : 6 .
و ناشئة الليل هي القيام بعد النوم .
4 ـ من الثابت علمياً أن أعلى نسبة للكورتزون في الدم هي وقت الصباح حيث تبلغ (7 ـ 22 ) مكروغرام / 100 مل بلاسما ، و من المعروف أن الكورتزون هو المادة السحرية التي تزيد فعاليات الجسم بالطاقة اللازمة له .
و إذا ما أضفنا هذه الفوائد إلى تلك التي بيناها عند الحديث عن الصلاة و الوضوء نجد أن المسلم الملتزم بتعاليم القرآن ، هو إنسان فريد بالفعل ، حيث يستيقظ باكراً و يستقبل اليوم الجديد بجد و نشاط و يباشر أعماله اليومية في الساعات الأولى من النهار ، حيث تكون إمكاناته الذهنية و النفسية و العضلية على أعلى مستوى ، مما يؤدي لمضاعفة الإنتاج ، كل ذلك في عالم ملؤه الصفاء و السرور و الانشراح و لو تصورنا أن ذلك الإلزام أخذ طابعاً جماعياً فسيغدو المجتمع المسلم ، مجتمعاً مميزاً فريداً و أهم ما يميزه هو أن الحياة تدب فيه منذ الفجر .
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك ِ اخيه
الميتة هي الحيوانات التي ماتت قبل ذبحها أو لم يذكر اسم الله عليها وهى أنواع منها ما ذكره الله في قوله تعالى {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} المائدة3
المنخنقة: وهى التي تموت اختناقا بأن يلتف حبلها على عنقها أو تدخل رأسها في مضيق أو نحو ذلك
الموقوذة : وهى التي تضرب بالعصا ونحوها حتى تموت
المتردية: وهى التي تتردى من مكان عال فتموت ومثلها التي تتردى في بئر
النطيحة : وهى التي تنطحها أخرى فتموت
ما أكل السبع : وهى التي أكل حيوان مفترس جزءاً منها فماتت
ومثلها كذلك ما يفعله أهل البلاد غير الإسلامية من إزهاق أرواح الحيوانات بالصدمة الكهربائية أو القتل بمسدسات أو حتى ذبحها في المجازر الآلية بدون ذكر اسم الله عليها فكل هذه الأنواع حرّمها الله علينا لحكم كثيرة ذكر منها الدكتور يوسف القرضاوى بعض هذه الحكم الشرعية في كتابه (الحلال والحرام في الإسلام) فقال صـ 46 / في تحريمها حكماً جليلة منها :
1- أن الطبع السليم يعافها ويستقذرها والعقلاء في مجموعة يعدون أكلها مهانة تنافى كرامة الإنسان ولذا نرى أهل الملل الكتابية جميعا يحرمونها ولا يأكلون إلا المذكّى وإن اختلفت طريقة التذكية
2 – أن يتعود المسلم القصد والإرادة في أموره كلها فلا يحرز شيئا أو ينال ثمرة إلا بعد أن يوجه إليها نيته وقصده وسعيه
3 – أن من مات حتف أنفه فيغلب أن يكون قد مات لعلة مزمنة أو طارئة أو أكل نبات سام أو نحو ذلك وكل ذلك لا يؤمن ضرره
4 – أن الله تعالى بتحريم الميتة علينا نحن بني الإنسان قد أتاح بذلك فرصة للحيوان والطيور لتتغذى منها رحمة منه تعالى
5 – أن يحرص الإنسان على ما يملكه من الحيوانات فلا يدعه فريسة للمرض والضعف حتى يموت فيتلف عليه بل يسارع بعلاجه أوّ يعجل بإراحته
أما الحكم العلمية التي من أجلها حرّم الله الميتة فكثيرة منها ما ذكره الدكتور السيد الجميلى في كتابه (الإعجاز الطبي في القرآن) صـ69 حيث يقول (حرم الميتة : لأنها تضر بالصحة لاحتباس الدم فيها وتزاحم الميكروبات عليها وهى تهدد الإنسان بالحتف والدمار)
بينما يجمل الدكتور عادل أبو الخير بعض الأمراض التي تنتج عن أكل الميتة في كتابه (اجتهادات في التفسير العلمي) صـ114فيقول (ينتج عن أكلها النزلات المعوية وعفوية الأمعاء والأمراض المعدية جميعها من تيفود وتيتانوس وتسمم الدم وغيرها كثيرا)
هذا مع العلم أن إباحة أكل هذه الأصناف ممكن إذا ذبحت ذبحا شرعيا وذكر اسم الله عليها بشرط أن يكون فيها رمق من الحياة كأن تحرك يدا أو رجلا لأنه بذلك سيراق دمها
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…2&id=128&cat=2
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً