بقلم جمال الشاعر
جاء في حكم وقصص الصين القديمه أن ملكا أراد أن يكافي أحد مواطنيه فقال له :
( القناعة )
النجاح الكافي صيحه أطلقها لوراناش وهوارد ستيفنسون
يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الأنسان فيضل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالأرتواء من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء و الثروه والجاه والسلطان ؟
لاسقف للطموحات في هذه الدنيا فعليك أن تختار مايكفيك منها ثم تقوزل نكتفى يهذا القدر ونواصل الأرسال بعد الفاصل بعد فاصل من التامل يتم فيه أعادة ترتيب أولويات المخطط
الطموح مصيدة تتصور أنك تتصاده فأذا بك أنت الصيد الثمين ..
لاتصدق أليك هذه القصة
ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبة ونهض لينصرف فسأله الأخر الى أين تذهب فأجابه الصديق:
الى البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني
فرد الرجل انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي فساله صديقة ولماذا افعل ذلك فرد الرجل
عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها فسأله صديقة :ولماذا أفعل هذا ؟
قال له لكي تحصل على المزيد من المال فسأتله صديقة ولماذا أفعل ذلك ؟
فرد الرجل يمكنك أن تدخره وتزيد من من رصيدك في البنك فيألهع ولماذا أفعل ذلك فرد الرجل لكي تصبح ثريا فساله الصديق وماذا سأفعل بالثراء؟
فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمع بوقتك مع أولادك وزوجتك فقال له الصديق العاقل هذا هو با لضبط ماأفعله الأن لاأريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر رجل عاقل اليس كذلك ؟……
يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة ولكن النسان كمايقول فنس بونست أصبح هذا العالم مثل النملة التي تركب على ظهر الفيل تتجه شرقا بينماهو يتجه غربا فيصبح من المستحيل أن تصل الى ماتريد لماذا ؟
لأن عقل الأنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا أما عقله الباطن فيفكر بأربعين ملايين من خلبة
وهكذا يعيش الأنسان معركتين معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش ولايستطيع أن يصل الى سر السعادة أبدا .
يحكي أن أحد التجار أرسل ابنة لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم مشى الفتى أربعين يوما حتى وصل الى قصر جميل على قمة الجبل وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى اليه وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبير من الناس انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره ..
انصت الحكيم بانتباة الى شباب ثم قال له :
الوقت لايتسع الأن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقه صغيره فيه نقطتين من الزيت :
امسك بهذه الملعقة
في يدك طول جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه على الملعقة ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام
الحديقة الجميلة .
وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم يرا شيئا فقد كان همه الأول الا يسكب نقطتي من الزيت من الملعقة فقال الحكيم أرجع وتعرف على معالم القصر فلايمكنك أن تعتمد على شخص لايعرف البيت الذي يسكن فيه عاد الفتى يتجول في القصر منتبها الى الروئع الفنية المعلقة على الجدران شاهد الحديقة والزهور الجميلة وعندما رجع الى الحكيم قص عليه بالتفصيل مارأي فسأله الحكيم ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما أليك نظر الفتى الى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا فقال له الحكيم :
تلك هي النصيحة التي استطيع أن أسديها أليك سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء وقطرتي الزيت هما الستر والصحة فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة
يقول أدوراد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو أن تمثل الفجوة بين قدارتنا وتوقعاتنا
أننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب فالسنجاب تفتقر القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجتة
وإنتقاء موفق
يعطيكـ العافيه
