تصدق على فقراء الأخلاق ّ 2024.


آذى رجلا الإمام الشافعي عليه رحمة الله فقال له " إن استطعت أن تغير خلقك بأفضل من هذا فافعل وإلا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك "

فما أجمله من خُلق عندما تتصدق على فقراء الأخلاق

كــمـ قــابــلــنــا فــي الـحـيــاة

قلوبا مختلفة

ألسنة مختلفة

قلوبا أحبتنا وأحببناهم

وقلوبا حملت لنا مشاعر الكره و الحسد

أمـــا الألــســنـــة

ألسنة سمعنا منها كل الخير

و ألسنة عانينا منهم

ألسنة سعت لتفسد علينا حياتنا

ألسنة أظهرت ما خبأت في قلوبها تجاههنا

فأساءت لنا بأقوالها و أفعالها

فمشت بالنميمة و الغيبة و السوء لنا و علينا

ألسنة تمنت زوال الخير عنا

و أمام هذه القلوب و الألسنة

نقف أحيانا حائرين .. متألمين .. و متأملين لتصرفاتهم

و نـتــســـاءل ؟؟

لما هذه المعاملة السيئة ؟؟

لما هذا الحسد و الحقد و تمني السوء لنا ؟؟

لما قلوبهم عميت و أبصارهم قد غطاها دخن سوء أخلاقهم ؟؟

فنجد أنفسنا أمام طريقين

طريق اتباع هوى النفس

أن نعاملهم بمعاملتهم .. ونملأ قلوبنا كره لهم ونحذو حذوهم و نصنع صنيعهم

أو طــريـــق الــتــصــدق ؟؟؟؟؟

فلنسلك جميعا الطريق الثاني وهو التصدق على فقراء الأخلاق

فهؤلاء لو حسنت أخلاقهم .. لحسنت قلوبهم

وملأها الإيمان الصادق .. حب العفو والخير للغير و لما كان هذا فعلهم

و لكن لما وجدنا منهم ذلك فعلينا أن نلزم أنفسنا و قلوبنا الطريق الثاني ..

طريق النجاة و الفلاح بحول الله و قوته ..

(( طريق التصدق عليهم ))

فـنـكسـب نـحـن رضـا ربـنـــا

و نـحـافـظ بـه عـلــى قـلــوبـنـا

من أن تُلوث بالانشغـال بالـرد عليـهم والنظـر لأفعالهم والتألـم لفعلهـم وقولهـم

فـنـمـلأ قـلـوبـنـا بـالـعـفـو عـنـهـم

والـتـغــاضـي عـن سـوء أفـعـالـهــم

بـــل
و الـتـصـدق عـلـيـهـم بـحـسـن فـعـلـنــا وأخـلاقـنــا

(( ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) (فصلت:34).

فيا كل من قابل قلوبا وألسنة أساءت إليه
تصدق على فقراء الأخلاق

مما أعجبني

خليجية
خليجية
الله يعطيك العافيه
سلمت يداك
موضوعك اكثر من روووعه
خليجية

الصيام وإصلاح الأخلاق واقتراب العيد 2024.

ونحن على وشك الانتهاء من هذه الدورة الإيمانية التي عقدها لنا ربُّ البرية هذه الدورة التي ليس لها مثيل في دنيا الناس فلا يوجد في العالم كله دورة يشترك فيها ما يزيد عن الألف مليون من البشر رجالاً ونساءاً شيوخاً وشباناً أطفالاً وبالغين الكل يشتركون بأمر ربِّ العالمين في هذه الدورة الإيمانية السنوية لمدة شهر كامل وهم في بيوتهم وهم في بلدانهم وهم في أماكن عملهم يشتركون بأرواحهم وقلوبهم في هذه الدورة التي نظمها لهم المولى فنريد أن نتلمس بعض البواعث التي من أجلها فرض علينا الله هذه الدورة الإيمانية إن كل ما وقف عنده الحكماء والأطباء أن هذه الدورة الغرض منها تنقية المعدة وإصلاح شأنها ثم بعد ذلك إصلاح الجسد الحامل لها وهذا شئ عظيم وأمر كريم ولكنه ليس الهدف الأساسي كما بيّن الله في قرار التخصيص فقد قال في قرار إنشاء هذه الدورة {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فكان الهدف من هذه الدورة أن يصل المؤمن إلى مقام التقوى وأن يتعلق بحبل التقوى وأن ينضم إلى كتيبة الأتقياء وإلى صفوف الأنقياء وأن يكون فرداً في جيش سيد الأنبياء يحارب جحافل الظلام ويحارب كتائب الشيطان ويحارب الضلال في أي مكان ويحارب الرذيلة أينما توجهت وينشر الفضيلة أينما حلّ أو ذهب يسعى بين الناس بالأخلاق ويزيل من بينهم النفور والخلاف والشقاق يمشي بعد هذه الدورة في دنيا الناس طبيباً ربانياً معه الأدوية المحمدية والأشفية الربانية يعالج الناس بها من أمراض النفوس ولو بحثنا في الكون ما وجدنا مصحات لعلاج النفوس من أمراض الأخلاق نعم نجد مستشفيات لعلاج الأجسام وما أكثرها وما أوسعها وما أكثر العاملين بها أو للعلاج من الأمراض النفسية التي يدسها الأطباء مثل الفصام والرهاب وغيرها لكن علاج النفوس من أمراض الأخلاق وسوء الطباع من الغضب ومن الغيظ ومن الحقد ومن الحسد ومن الحرص ومن الطمع ومن الغيرة ومن النفور ومن الشقاق أروني في العالم كله مصحة نفسية تعالج الناس من هذه الأمراض الأخلاقية مع أنها سبب ما نحن فيه من مشكلات وكل ما نحن فيه من خلافات ومنازعات إن ما بيننا وما يحدث في مجتمعنا من قضايا النصب والاحتيال ومن السرقة والرشوة وغيرها من أنواع المشكلات إنما سببها فساد الأخلاق وسوء الطباع وعدم اهتدائنا بهدى النبي المختار وشمائل أصحابه الأبرار ولا يوجد مصحة في عالم البشر تعالج هذه الفِطَر إلا المصحة الإيمانية التي خلقها وأوجبها علينا فاطر البشر وخالق القدر وأوجب علينا جميعاً أن ندخلها بالاحتساب وصدق الإيمان ونتنبّه إلى ما فيها من طوابير أخلاقية بيّنها لنا النبي العدنان وهذه هي الغاية الكبرى من هذه الدورة أن نأتي بنفوسنا وندخلها في ورشة الإصلاح الربانية لتنصلح أخلاقها ليذهب شرها وليكمل خيرها وليظهر برها حتى إذا خرجت من هذه الدورة سارت النفس طوال العام على هدى من كتاب الله وعلى هدى من سنة رسول الله وعلى هدى من أخلاق السلف الصالح إن النفس في غيبتها عن التقى وغيبتها عن مراقبة الرقيب تفعل أعاجيب الشرور تسطو على الضعيف وتسرق القوي وتضرب بيد من حديد على الضعفاء والمساكين لخلوها من نوازع الرحمة التي تأتي من مراقبة رب العالمين ولذلك نجد كل يوم صفحات المجلات والجرائد تأتي لنا بالأخبار التي لا تصدق والأحوال الغريبة التي عندما نقرأها نتذكر أننا في غابة من الغابات ولسنا في مجتمع إسلامي أو مجتمع إيماني لأن ما يحدث في هذه المنازعات هو أدنى من أحوال الحيوانات بل إن الحيوانات بعضها عنده فضائل تغلب على بني الإنسان فال*** مثلاً لا يأكل لحم أخيه ال*** الميت أبداً يأكل لحم الميتة ويأكل الجيف ويأكل القاذورات لكنه لو وجد أخاه مُلقاً على م**لة لا يقرب منه ولا يقترب من لحمه ولا يمضغه بأسنانه فما بالك بالإنسان الذي يأكل لحم أخيه ميتاً يجلس مع أخيه على نهش لحم أخيه وعلى الكلام في عرض أخيه وعلى الحديث بما يسوء أخاه وعلى محاولة جلب الشر لأخيه وعلى محاولة العمل على إفساد شأن أخيه أليس هو في هذا الخلق يتدنى عن مرتبة ال*** مرتبة آدمية لكنها في الحقيقة أخلاق حيوانية إن هذا هو ما يعالجه الصيام يجعل النفوس تطهر لحضرة القدوس وتراقب الله وتصل إلى مقام مراقبة الله وإلى مقام يعتقد صاحبه أن الله مطلع عليه ويراه وأنه يراقبه في الخلوات كما يراقبه في الجلوات وأنه يعلم منه خفيات الصدور وحركات العيون ويعلم منه حتى الخواطر القلبية التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ فإذا علم أن الله مطلع عليه ويراه فإنه يتجه بالعمل إلى الله يعامل الله في الخلق ويعامل الخلق في الله فيقوم مراقباً لله يعمل لأن الله يراه ولا ينتظر الأجر في عمله إلا من الله إذا صنع معروفاً فإنما يصنعه من أجل الله ولا ينتظر الأجر عليه إلا من الله وإذا امتنع عن شر فلمعرفته لأن الله يراه وهو لا يريد أن يسوء نفسه أو يشوه صورته أمام خالقه وباريه فإنه إذا اطلع عليه وهو في المعصية غضب عليه وإذا غضب عليه حلّ به عذابه وسخطه وهو لا يريد أن يخرج من هذه الحياة إلا بقول الله {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} إنما عقدت هذه الدورة الإيمانية لإصلاح أخلاق الأمة المحمدية فإذا خرجنا من هذه الدورة وقد أتممناها بنجاح وجاء العيد قد عدنا بفضل الله وبركات هذه الدورة الإيمانية عُدْنا إلى سيرتنا الأولى وعُدْنا إلى حالتنا الأولى التي كنّا فيها عند الله عندما خلقنا قبل هذه الحياة وأجلسنا على بساط الصفاء وخاطبنا بما أخبر به بكلامه{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} فيخرج الإنسان من هذا الشهر وقد زال ما في جعبته من الحقد على فلان أو الكره لفلان أو البغض لفلان أو حُبّ الشر لفلان أو الرغبة في الانتقام من فلان أو الحب لغش فلان وفلان يُفْرغ ما في جعبته [ما في جعبة النفس] والنفس هي التي فيها هذه الجعبة القذرة تملؤها بالشرور وتغمرها بالآثام وتلقي إليك بما فيها آناء الليل وأطراف النهار عن طريق الوساوس الشيطانية والإذاعة النفسانية كيف ذلك؟إنك عندما تختلي بنفسك تجدها توسوس لك بما أحدثه لك فلان وبما فعله معك فلان وما الذي تفعله معه؟ كيف ترد شرفك وكرامتك؟وكيف تنتقم لشخصك؟وكيف تعامله بالمثل؟كل هذا من بضاعة النفس التي تخزنها في مخازنها وفي هذا الشهر الكريم يقوم المولى العظيم إذا ألقيت نفسك في ورشة القرآن الكريم بإفراغ ما في النفس من هذه الأوحال ومن هذه الخصال ويملؤها بخصال الخير وبصفات البر يملؤها بالحب لكل مسلم ويملؤها بالرحمة لكل مؤمن ويملؤها بالرغبة في صلة الأرحام ويملؤها بالرغبة في بر الوالدين ويملؤها بالرغبة في حبور عباد الله وإدخال السرور على الفقراء والمساكين منهم في شتى بقاع الأرض فتخرج النفس وقد امتلأت بحب الخير وقد امتلأت خزانتها على مصراعيها بصنوف البر فيخرج الإنسان من هذا الشهر الكريم وقد امتلأ من رأسه إلى أخمص قدميه بتقوى الله وبمراقبة الله وبالرغبة في العمل لما يرضي الله ولما ينال به لشرف بعدما يخرج من هذه الحياة هذا هو الغرض الأساسي من مدرسة التقوى التي يقول فيها رسول الله مبيناً لنا المنهاج فيها {إذا صمت ليصم سمعك وبصرك ولسانك ويدك}[1] وتقوم المدرسة الإيمانية بالتدريب العملي على هذه الأعمال التقية النقية لمدة شهر كامل تأمرك فيه تعاليم المدرسة ألا تغضب إذا استغضبت وألا ترد إذا شتمت حتى إذا شتمت تقول لك لا ترد بالمثل بل قل {إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ}[2]أي إني طالب في هذه المدرسة الإيمانية ومشترك في هذه الدورة الروحانية ومن مواد دراستي التي ألتزم بها وبتطبيقها أنني صائم عن الخطايا وصائم عن الدنايا وصائم عن الأخلاق الفاسدة بالإضافة بالطبع إلى صيام المعدة عن الطعام والشراب فإذا خرجت من هذا الشهر وقد طبقت هذا البرنامج التدريبي شهراً كاملاً كنت كذلك إذا خاطبك إنسان بالقبيح انصرفت عنه ولم تقابله إلا بكل خير ومليح وكنت كما قال ربُّ العالمين { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } ولذا دعونا ننظر إلى رجل واحد من الذين تخرجوا من هذه المدرسة والذي فيه الأسوة لنا أجمعين نأخذ مثالاً واحداً من الصف الأول الذين تخرجوا من هذه المدرسة، والذين نجد أوسمتهم معلقة في صدور الملكوت الأعلى لمن خلفهم وهو الإمام علي يأتي إليه رجل ويأخذ يسبّه ويشتمه ويزيد عليه وهو لا يلتفت إليه ولا يكلمه حتى إذا وصل إلى الشارع الذي به نزله التفت إليه وقال : يا أخا الإسلام إن كان عندك شئ آخر فأت به قبل أن يراك أحد من الأولاد فيؤذيك فتعجب إنسان كان يراقب الموقف من بعيد وقال يا أمير المؤمنين إلى هذا الحد قال وأكثر من هذا:
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مُجيباً
يزيد سفاهة وأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً
إنه تعلم في مدرسة الصوم {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } انظروا إلى العالم أجمع من يعلِّم هذه التعاليم؟ من يُدرّب عملياً أبنائه وطلابه على هذه الأخلاق العلية وعلى هذه التعاليم الربانية إلا ربّ البرية ونبيه المصطفى خير البرية في شهر التقوى والدورة الإيمانية ثم انظروا إلى موقف آخر في تقواه حتى مع عدو من أعداء الله هذا كان موقف مع رجل من أهل الإيمان وهذا موقف مع رجل من أعداء الرحمن التقى مع فارس من فرسان الكفار في معركة حربية وحدث بينهما مبارزة فتقاتلا حتى وقع فرسهما ثم نزلا وتقاتلا بالسيف حتى تكسر سيفيهما ثم دخلا في مصارعة وانتهت بأن حمله الإمام علي وأوقعه على ظهره وبرك فوقه وأخرج خنجره ليقتله بعد هذه المعركة الشرسة وإذا الرجل يتْفل في وجهه (يبصق) ماذا فعل الإمام علي؟ قام وترك الرجل فتعجب الرجل وقال كيف تركتني بعد أن تمكنت مني؟اسمعوا إلى خريج مدرسة الإيمان والتقوى ماذا يقول؟ قال: كنت أقاتلك لله فلما تفلت في وجهي خفتُ أن أقتلك انتقاماً لنفسي فأحرم الأجر من ربي فقال: وهل تراقبون الله في هذه المواطن؟ قال: وفي أدّق منها خرجوا من مدرسة التقوى ومعهم الرقيب ومعهم قول الرجل الصالح:
إذا ما خلوْتَ الدّهرَ يوْماً فلا تَقُلْ خَلَوْتُ ولكِنْ قُلْ عَليّ رَقيبُ
ولا تَحسبَنّ اللّهَ يُغْفِلُ ما مضَى وَلا أنّ ما يَخفَى عَلَيهِ يَغيبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى ويأذَنُ في تَوْباتِنَا، فنَتُوبُ
فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما بقَرْضِكَ تُجزَى والقُرُوضُ ضُرُوبُ
ولذا أكرمهم الله وجعل لهم حفل تكريم إلهي في يوم الجائزة وهو يوم الفطر فيستعدون للتكريم ويجلسون بين يدي المولى بالخشوع والتعظيم فيحضر معهم الملائكة الكرام ويحفّونهم بأجنحتهم ويوقظونهم من بيوتهم ويخرجون في صبيحة هذا اليوم ويقفون على أبواب الطرقات ويقولون يا أمة محمد أخرجوا إلى رب كريم يعطي الأجر الجزيل ويغفر الذنب العظيم وآخرون يجلسون على أبواب المساجد ومعهم سجلات التشريفات الإلهية يسجلون فيها كل من حضر إلى ديوان رب البرية ليسجل اسمه في القصر الإلهي في بيت الله وبيت الله هو المسجد وزواره هم ضيوف الله وهم عمار المساجد يسجلون أسمائهم في ديوان التشريفات فإذا دخل الإمام غلقت الصحف وطويت وجفت الأقلام وجلسوا معهم يصلون معهم صلاة الشكر لله وهي صلاة العيد فما هي إلا شكر لله على نعمة التوفيق للصيام وعلى نعمة التوفيق للقيام وعلى نعمة المغفرة للذنوب وعلى نعمة رفع المقامات عند الحبيب المحبوب فيشكرونه فإذا شكروه استمعوا إلى الواعظ وهو يذكرهم بفضله عليهم وبنعمه السابغة عليهم فإذا انتهوا من هذا المقام وشكروا الله على ما أولاهم وعظموه على ما أعطاهم استمعوا إليه وهو يقول {يَا عِبَادِي سَلُونِي فَوَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئاً فِي جَمْعِكُمْ لآِخِرَتِكُمْ إلاَّ أَعْطَيْتُكُمْ وَلاَ لِدُنْيَاكُمْ إلاَّ نَظَرْتُ لَكُمْ انصرفوا مغفوراً لكم لقد أرضيتموني ورضيت عنكم}[3] فهنيئاً لكم بصيام هذا الشهر الكريم وأبشروا بالأجر العظيم من المولى الكريم فإنه قد فتح لكم جميع خزائن فضله وجميع أبواب كرمه ليغدق عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ويدعوكم للتكريم في يوم التكريم ولذا أمركم النبي الكريم بأن تدخلوا إلى الله وأن تذهبوا للقاء الله بما يليق بعظمة هذا الموقف الكريم فصلاة العيد حفل تكريم للمؤمنين يشهده ربُّ العالمين ويشهده الملائكة المقربون ويشهده جميع عباد الله الصالحون في ملك الله وملكوته فإذا دُعيت لهذا الحفل فأحيي ليلة العيد لقول النبي {مَنْ أَحْيَا ليلةَ الفِطرِ وليلةَ الأضحى لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يومَ تَمُوتُ القُلُوبُ}[4] لا تحييها بجوار التليفزيون أو تحييها بالانهماك في الملذات ولكن أحييها بالاستغفار على ما فات وأحييها بالشكر على ما هو آت فأنت مقبل على حفل تكريم الله على ما صنعت في هذا الشهر الكريم وأنت في هذا الشهر الكريم ربما قصرت وربما هفوت وربما أذنبت فتقضي هذه الليلة في التوبة إلى الله والاستغفار بين يدي الله على ما حدث منك من ذنوب وسيئات في هذا الشهر فإذا أصبح الصباح اغتسلت ولبست أحسن ما عندك من الثياب وتطيبت وخرجت من بيتك وأنت تلبي نداء الله وتكرر ما أخبرك به رسول الله تخرج من البيت وأنت تعظم الله وتقول{الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً} وتكرر هذا الكلام في بيتك وفي طريقك حتى تصل إلى بيت الله فتجد إخوانك في انتظارك يكررون هذا الكلام ولذا يكون حال المسلمين في تلك الساعة في بيوتهم و في شوارعهم و في مساجدهم الكل يلهجون بالتكبير للعلي الكبير وقبل أن تخرج لأداء هذه الصلاة تتأكد من إخراج الزكاة لأنها حق الفقراء والمساكين وبها يطيب عملك ويُرْفع ديوانك إلى رب العالمين فلا تخرج من بيتك إلا وقد تأكدت بأنك قد وفيتها حقها وأخرجتها إلى مستحقها فإذا صليت مع المسلمين فاجلس لسماع الوعظ من العلماء العاملين فتلك سنة خير المرسلين وبعد هذه السنة الحميدة تذهب إلى إخوانك المسلمين تصافحهم وتسلّم عليهم وعبادة هذا اليوم المخصوصة هي المصافحة ليست قراءة القرآن وليست الصلوات النّفلية وليست أي أنواع أخرى من العبادات عبادة يوم العيد هي مصافحة المسلمين وتهنئتهم بهذه المناسبة الكريمة والمصافحة نفسها ما أجرها؟يقول فيها النبى{إنَّ المُسْلِمَ إذَا صَافَحَ أَخَاهُ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُمَا[أي نزلت ذنوبهما]كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ }[5] أي كما ينزل ورق الشجر والعبادة الثانية هي النظر إذا نظر المسلم في وجه أخيه نظرة حب وصفاء ومودة كم في هذه من الأجر استمع إلى الرسول الكريم وهو يقول {نظرة في وجه أخ في الله على شوق خير من اعتكاف في مسجدي هذا عاماً ً}[6] فعبادتكم في ذلك اليوم النظر في وجوه المسلمين بالبشاشة وبالمحبة والسرور بالبشر والترحاب ومصافحة المؤمنين والتواد بين المؤمنين وصلة الأرحام والعطف على الفقراء والمساكين والأيتام تلك هي عبادتكم طوال هذا اليوم الكريم فإذا رجعت إلى بيتك ترجع إليه من طريق غير الطريق الذي ذهبت منه إلى المسجد لأداء صلاة العيد تلك هي سنن العيد نجملها فيما يلي: إحياء ليلة العيد في طاعة الله الحلق والتقصير تقليم الأظافر الاغتسال ليلة العيد أو في صبيحة العيد التطيب يعني وضع الرائحة العطرة التكبير من بعد صلاة الفجر إلى حين رقي الإمام إلى المنبر مصافحة المسلمين والتوادد والتحابب بين المؤمنين العطف على الفقراء والمساكين كسنة خير المرسلين فإنه مرّ في يوم العيد فوجد غلاماً منتبذاً[وحيداً]لا يلعب مع بقية الصبيان فقال له:يا غلام لم لا تلعب مع الصبيان؟ قال: لأني يتيم ليس لي أب ولا أم فأخذه وربَّت عليه قائلاً: أما ترضى أن أكون لك أباً وعائشة لك أماً وفاطمة لك أختاً فأخذه وأبدله بالسرور والحبور وجعله يحس ببهجة العيد وبمعنى العيد كما يحس به جموع المؤمنين ثم يرجع إلى بيته من طريق آخر تلك هي سنة العيد فحافظوا عليها وقوموا بها

[1] عن جابر في مصنف ابن أبي شيبة[2] عن أبي هريرة في مسند أبي يعلى[3] عن ابن عباس، رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي[4] عن أبي الدرداء. رواه البيهقي في السنن الكبرى[5] عن البراء بن عا**، رواه أبو داود في السنن والبيهقي[6] عن ابن عمرو، رواه السيوطي.
منقول من كتاب [الخطب الإلهامية رمضان وعيد الفطر]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=الخطب%20الإلهامية_المناسبات_ج 5_رمضان%20وعيد%20الفطر&id=39&cat=3

الأخلاق في الإسلام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخلاق في الإسلام

لفضيلة الشيخ :
عبد الله محمد حسن
خليجية
يروي لنا في خطبة رائعة آيات من القرآن الكريم و أحاديث صحيحة
ترسم لنا إطار الأخلاق في الإسلام

لسماع الدرس مباشرة :
العنوان هنا

و للتحميل المباشر :
اضغط هنا

شكرا لكم وبارك الله فيكم على المواضيع مع تحياتنا لكم كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى

ذبح القيم والأخلاق 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأرزاق الإلهية الدنيوية والربانية والقرآنية كل الأرزاق تكون على حسب النية وليس على حسب السعي والكد {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً} إنها النية فالنية هي التي عليها تحقيق كل أمنية فلو صلحت القلوب فإنه سبحانه يوجهها إلى الطريق المختصر للخير واسمعوا تلك القصة

{وَقَفَ سَائِلٌ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيَ فَقَالَ لِلْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ: اذْهَبْ إلى أُمكَ فَقُلْ لَهَا: تَرَكْتُ عِنْدَكِ سِتَّةَ دَرَاهِمَ فَهَاتِ مِنْهَا دِرْهَمَاً فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قَالَتْ إِنَّمَا تَرَكْتَ سِتَّةَ دَرَاهِمَ لِلدَّقِيقِ فَقَالَ عَلِيٌّ: لاَ يَصْدُقُ إِيمانُ عَبْدٍ حَتَّىٰ يَكُونَ بما فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقُ مِنْهُ بما فِي يَدِهِ قُلْ لَهَا: ابْعَثِي بِالستَّةِ دَرَاهِمَ فَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ فَدَفَعَهَا إِلى السَّائِلِ قَالَ: فَمَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ جَمَلٌ يَبِيعَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ: بِكَمِ الْجَمَلُ؟ قَالَ: بِمَائَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمَاً فَقَالَ عٍلِيٌّ: اعْقِلْهُ عَليَّ إِنَّا نُؤَخرُكَ بِثَمَنِهِ شَيْئَاً فَعَقَلَهُ الرَّجُلُ وَمَضَى ثُمَّ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: لِمَنْ هذَا الْبَعِيرُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: لِي فَقَالَ: أَتَبِيعُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: بِكَمْ؟ قَالَ: بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ قَالَ: قَدِ ابْتَعْتُهُ قَالَ: فَأَخَذَ الْبَعِيرَ وَأَعْطَاهُ المِائَتَيْنِ فَأَعْطَى الرَّجُلَ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يُؤَخرَهُ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمَاً وَجَاءَ بِسِتينَ دِرْهَمَاً إِلى فَاطِمَةَ فَقَالَتْ: مَا هذَا؟ قَالَ: هذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ عَلى لِسَانِ نَبِيهِ {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }}

وفى الحاوي للفتاوى وفى السيرة الحلبية أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال{البائع جبريل والمشتري ميكائيل} والمعنى أنهم أتوك على صورة بشر وذلك حتى تتحقق عناية الله لأحباب الله {إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً} لذا إن كنا نريد هذا الخير يجب أن ننشر النوايا الطيبة وحب الخير لبلدنا وإخواننا وأهلنا فيعطينا الله الخير {يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ} كما يقول الصالحون: بضاعتهم رجعت لهم

نحن نبحث عن العدد وننسى المدد فإن جاء المدد من الله لا نحتاج إلى عدد مثلما كان سلفنا الصالح لو أن عندي في البيت طعام يكفي اثنين وجاءني واحد فطعام الاثنين يكفي الثلاثة وطعام الثلاثة يكفي الجماعة فإذاً نزل لهم مدد من الله فإن لم يأت المدد يصبح الطعام الذي جهزته لا يكفي بعض العدد فنحن محتاجون لقول الله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}

فما هذا الفتح خيرات أم بركات؟ بركات لأنه لو قال خيرات فهذا يعني أن الفدان الذي ينتج ستة أرادب قمح ٍينتج عشرين لكن البركات يعني أن الفدان حتى لو أنتج أردباً واحداً فسيكفي الثلاثين والخمسين وهذه البركة داخل فيها مع النبي صلي الله عليه وسلم صحابته المباركين من الأنصار والمهاجرين والقصص في هذا المجال لا تعد ولا تحصى وردت في كتب حياة الصحابة وكتب السيرة وكتب التفسير أين البركة؟ هي المشكلة التي نعاني منها نحن الآن

فنحن نحتاج إلى البركة من الله أهل العقول يبحثون عن الأعداد ويقولون هذا يكفي وهذا لا يكفي لكن أهل القلوب يبحثون عن الإمداد من الله هل هناك أحد حارب من أصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان يفكر في عدد الجيش الذي سيحاربه؟ أبداً فمرات كثيرة كان فيها عدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف وجيش الكفار مائتي ألف ولكن {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} فهم متعودون على ذلك

ولم يكن معهم نوعية سِلاح تضاهي لنوعية سِلاح الأعداء لأنهم معتادون على البركة سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يقول: خرجنا في سرية مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وكنا ثلاثين رجلاً وأعطاني سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قبضة من التمر وضعتها في جراب وفي سيرنا نفد ما معنا من الزاد فأخذنا نأكل من التمر الذي في جرابي – ثلاثين يوماً تمراً يخرج ويعطي الثلاثين رجلا فطار وغداء وعشاء – قال: وظل على ذلك حتى كان يوم حصار سيدنا عثمان رضي الله عنه : فجاء رجل من الهمج وأخذه مني وفتحه فانتهت بركته

دخل الهمج ضيعوا البركة التي كان يعيش فيها أصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي هذا الباب حكايات ليس لها نهاية فكانوا يعيشون في البركات بعد طهارة القلوب إذاً إذا طهرت القلوب صلحت النوايا وصفت الطوايا وأصلح الله الأجساد وأصلح الله الزرع في البلاد وأصلح الله كل شئ للعباد وجعلهم يرتعون في بركة لا عد لها ولا حصر لها من السماء ومن الأرض {فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

هذا هو النهج الرشيد الذي نحن في أمَسِّ الحاجة إليه الآن ليغير الله حالنا لأحسن حال لكن نمد أيدينا لمن يريدون أن يقطعوك فالكافرون يريدون أن يذلوك أم يعزوك؟ هم يريدون أن يهلكونا {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} فبدلاً من أن نمد أيدينا لهم هيا نمد أيدينا لله لكن ينبغي أن نصلح ما بداخلنا بيننا وبين بعض فلا يصح أن نكون مع بعضنا حالياً في مشاكل في أمور ليست من أصول الدين ولا من أسس المنهج الذي جاء به سيد الأولين والآخرين

وأصبحنا نذبح القيم القرآنية والأخلاق الإسلامية ونعمل بالأخلاق الجاهلية وصرنا نطعن في بعض ونهاجم بعض ونسب بعض ونشتم بعض فهل هذه أحوال مسلمين؟ هذا يجعل ملائكة الله تحتار في أمرنا وتقول: مال هؤلاء؟ ما شأنهم وشأن الإسلام؟ فالمسلمون لهم أوصاف أخرى عندنا الله الذي قال ذلك {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} هم أناس لا يخرج منهم إلا الكلام الطيب الذي لا يؤذي أحداً بل يخفف الهم والغم عن الناس أجمعين هذا هو النهج الرباني الذي أخبر به سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم والذي حل به مشكلته وحل به كل ما اجتاح دولته إلى أن صاروا ملوكاً على ظهر هذه البسيطة بالنهج الذي جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

أمراض الأمة وبصيرة النبوة

منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

خليجية

يسلمواااا الايادي يالغاليه

رؤوس أقلام في الأخلاق 2024.


رؤوس أقلام في الأخلاق

إن للأخلاق الفاضلة أهميه عظمى في حياة الإنسان سواء بالنسبة له أو بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه أهميه تفوق الحاجة في الطعام والشراب وذلك أنه بهذه الأخلاق يعيش حياته السعيدة في الدنيا وينال الأجر العظيم في الآخرة وإن الإنسان بدون مكارم الأخلاق يصبح عديم الخير والفائدة وكثير الشر والضرر ولا حول ولا قوة إلا بالله..

ولمحاسن الأخلاق في الإسلام مكانة فريدة لم تكن في د ين من الأديان.

قال صلى الله عليه وسلم: ( أن من خياركم أحسنكم أخلاقاَ ).

وهذه شذرات وقواعد عمليه في الطرق الشرعية لاكتساب الأخلاق الفاضلة ومن أهمها:

1- عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به قال صلى الله عليه وسلمخليجيةوليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتي به ).

2- أحب للناس ما تحب لنفسك وأكره لهم ما تكره لها.

3- لا يسوغ لك أن تتخذ ظروفك سبباً أو عذراً لك في الإساءة مهما كنت معذوراَ عند نفسك.

4- كن مع الناس كالنحل الذي يقع على أحسن الزهور وأطهر الزروع.

5- ينبغي أن تعلم أن أقل ما عليك أن تعامل الناس به العدل والإنصاف من نفسك.

6- بإمكانك التعرف على حقيقة أخلاقك بالنظر إليها في الحالات الآتية. ( إذا خلوت / إذا غضبت / إذا احتجت / إذا استغنيت / إذا قدرت ).

7- اعلم أن عليك أخلاقاَ ينبغي أن تلتزم بها مع أعدائك وأخلاقاَ تلتزم بها مع أصدقائك.

8 – ينبغي في سبيل تحصيل الأخلاق الإسلامية أن تفكر في فضلـها.

9- لا تلتمس لنفسك الأعذار في الأخطاء الصغيرة فإنها طريق لما هو أكبر منها.

خليجية
شكرا لمرورك دمتي بود

تصدق على فقراء الأخلاق 2024.

تصدق على فقراء الاخلاق !!!



خليجية

آذى رجلا الإمام الشافعي عليه رحمة الله فقال له

" إن استطعت أن تغير خلقك بأفضل من هذا فافعل وإلا فسيسعك

من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك "


فما أجمله من خُلق عندما تتصدق على فقراء الأخلاق
كــمـ قــابــلــنــا فــي الـحـيــاة
قلوبا مختلفة
ألسنة مختلفة
قلوبا أحبتنا وأحببناهم
وقلوبا حملت لنا مشاعر الكره و الحسد
أمـــا الألــســنـــة
ألسنة سمعنا منها كل الخير
و ألسنة عانينا منهم
ألسنة سعت لتفسد علينا حياتنا
ألسنة أظهرت ما خبأت في قلوبها تجاههنا
فأساءت لنا بأقوالها و أفعالها
فمشت بالنميمة و الغيبة و السوء لنا و علينا
ألسنة تمنت زوال الخير عنا
و أمام هذه القلوب و الألسنة
نقف أحيانا حائرين .. متألمين .. و متأملين لتصرفاتهم
و نـتــســـاءل ؟؟
لما هذه المعاملة السيئة ؟؟
لما هذا الحسد و الحقد و تمني السوء لنا ؟؟
لما قلوبهم عميت و أبصارهم قد غطاها دخن سوء أخلاقهم ؟؟
فنجد أنفسنا أمام طريقين
طريق اتباع هوى النفس
أن نعاملهم بمعاملتهم .. ونملأ قلوبنا كره لهم ونحذو حذوهم و نصنع صنيعهم
أو طــريـــق الــتــصــدق ؟؟؟؟؟
فلنسلك جميعا الطريق الثاني وهو التصدق على فقراء الأخلاق
فهؤلاء لو حسنت أخلاقهم .. لحسنت قلوبهم
وملأها الإيمان الصادق .. حب العفو والخير للغير و لما كان هذا فعلهم
و لكن لما وجدنا منهم ذلك فعلينا أن نلزم أنفسنا و قلوبنا الطريق الثاني ..
طريق النجاة و الفلاح بحول الله و قوته ..
(( طريق التصدق عليهم ))
فـنـكسـب نـحـن رضـا ربـنـــا
و نـحـافـظ بـه عـلــى قـلــوبـنـا
من أن تُلوث بالانشغـال بالـرد عليـهم والنظـر لأفعالهم والتألـم لفعلهـم وقولهـم
فـنـمـلأ قـلـوبـنـا بـالـعـفـو عـنـهـم
والـتـغــاضـي عـن سـوء أفـعـالـهــم
بـــل
و الـتـصـدق عـلـيـهـم بـحـسـن فـعـلـنــا وأخـلاقـنــا
(( ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) (فصلت:34).
فيا كل من قابل قلوبا وألسنة أساءت إليه
تصدق على فقراء الأخلاق

خليجية
خليجية
خليجية
خليجية
خليجية

ملكة جمال الأخلاق . 2024.


خليجية

إنها ملكة

نعم ملكة

جميلة الاخلاق

تلك المرأة المسلمة

لو تحلت بها

أيتها المرأة المسلمة أن الخلق الحسن هو قوام حياتك

وعليه مدار سعادتك

فإن رزقته فقد رزقت كل خير

وإن حرمته فإنك حرمت من كل خير

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لمن جاء يسأل عن البر:

"البر حسن الخلق" (رواه مسلم)

وقال صلى الله عليه وسلم كما سئل عن أكثر ما يدخل الجنة فقال:

((تقوى الله تعالى، وحسن الخلق)) (رواه الترمذي)

وقال صلى الله عليه وسلم في بيان شرف حسن الخلق:

" إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" (رواه البخاري والترمذي وأحمد)

والأخلاق الفاضلة تكتسب

بالمواظبة والتعود

والرياضة (رياضة النفس)

وإليك جملة صالحة منها فرِّوضي نفسك عليها

وتعَّودي التخلق بها

وواظبي عليها تفوزين إن شاء الله تعالى بحسن الخلق

وتكونين ملكة فعلا في الاخلاق

في الدين والدنيا

وحسبك خيراً وشرفاً حسن الخلق

خليجية

احبسي نفسك على الطاعات

وفعل الخيرات بلا ضجر ولا ملل

كما تحبسينها بعيدة عن المعاصي وعن كل خلق سيء

(كالكذب والخيانة والغش والخسة ، والكبر ، والعجب، والبخل والشح والجوع ، بإظهار عدم الرضا بحكم الله)

خليجية

اصفحي وأعرضي عن كل ما تسمعين من كلمة نابية

أو حركة عنيفة فلا تردي على السيئة بالسيئة

ولكن بالحسنة وهي الكلمة الطيبة

خليجية

قابلي الجفاء والغلظة بالعطف ، والرحمة ، واللين

وإن علت أصواتهم اخفضي صوتك

وإن قبحت كلماتهم جملي لفظك

رطبي كلماتك

بهذا تملكين قلوبهم

وتظفرين بودهم وقربهم

وحسن معاملتهم

قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)

وقال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)

وقال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)

خليجية

ألزمي نفسك بخلق الحياء والاحتشام

فإنه أخو الإيمان وجماع البر والإحسان

فاستحي من الله تعالى حق الحياء

فلا يراك على ما يكره

لا تقولي البذاء

ولا تنطقي بالفحش

ولا تعملي عملاأو تقولي قولا يجانب الحشمة والحياء

إن الحياء كله خيرولا يأتي إلا بالخير

فاستري محاسنك

حسني كلماتك

وغضي بصرك

وأطيلي ثيابك

حتى أمام أخواتك

خليجية

كوني سخية فلا تبخلي بفضل طعام

أو شراب ، أو كساء ، أو دواء

ابذلي المعروف

وتصدقي من مال زوجك بعد استئذانه

فتشاطرينه الأجر والمثوبة

وتسلمي من العقوبة
إن الله تعالى يقول: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)

فاحذري الشح

واتقيه بالصدقة القليلة الكثيرة

أحسني إلى جارتك كما تحسنين إلى أقاربك

واعلمي أن الله تعالى مع المحسنين

عليك بالإيثار

فآثري أهل بيتك على نفسك

فإن الإيثار من أخلاق الصالحين وصفات الصديقين

قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

جوعي ليشبع أهل بيتك

واظمئي ليرووا

واتعبي ليستريحوا

ولا تحسبي هذا نقصا فيك

بل هو الكمال والجمال والجلال

إنك بإيثارك الخير تصبحين سيدة

والسيدة خير من المسودة

وفي الحديث الشريف ":خادم القوم سيدهم " (رواه البخاري)

وقيل لأحدهم: " بم ساد فيكم فلان؟ قال: احتجنا إليه، واستغنى عنا".

فاعرفي هذا الخلق

واكسبيه بالرياضة للنفس

والمجاهدة لها

خليجية

الصمت وحسن السمت الزمي هذا الخلق

فقللي من الكلام

ولا تتكلمي إلا بخير

لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " (رواه البخاري ومسلم)

وإذا تكلمت فأوجزي في الكلام

وقولي المعروف فقط

قال تعالى في تأديب نساء النبي صلى الله عليه وسلم: (… فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى …)

خليجية

وألزمي حسن السمت في لباسك

ومشيك وقعودك

وفي عملك وقولك

فتأني واحلمي

ولا تغضبي ولا تضجري

ولا تفرحي فرح الأشر والبطر

ولكن احمدي الله تعالى

وأثني عليه بنعمه

وأكثري من شكره وحمده

خليجية

أنصفي من نفسك

فإن الإنصاف من حسن الإسلام

تصنعي لزوجك كما تحبين أن يتصنع لك

واكرهي لغيرك ما تكرهينه لنفسك

وأحبي لأهلك وأقاربك وسائر المؤمنين ما تحبين لنفسك

كما في الحديث الصحيح. " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب نفسه " (رواه البخاري ومسلم)

إن من الإنصاف المأمور به أن تعاملي غيرك بما تحبين أن
يعاملوك به

فلا تري لنفسك الأثرة على غيرك

وكما تريدين أن يقال لك من جميل اللفظ وكريم القول فقولي أنت لغيرك ذلك

وكما تكرهين أن تؤذي في عرضك أو بدنك أومالك فاكرهي ذلك لغيرك

وبذلك تظفرين بخلق الإنصاف من النفس

وهو من حسن الخلق

وكريم الشيم

وطيب النفس

تلك أيتها المؤمنة جملة من الأخلاق الفاضلة فتحلي بها

وتجملي باكتسابها وعيشي عليها

تكملي وتسعدي

والله معك ولا يتركك فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون

خليجية

ويكمل خلق المرأة في أن تكون قاعدة في قعر بيتها لازمة لمنزلها

لا يكثر صعودها وإطلاعها

قليلة الكلام لجيرانها

لا تدخل عليهم إلا في حال يوجب الدخول
تحفظ بعلها في غيبته

وتطلب مسرته في جميع أمورها

ولا تخونه في نفسها وماله

ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه

فإن خرجت بإذنه فمختفية في هيئة رثة

تطلب المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق

محترزة من أن يسمع صوتها أو يعرفها بشخصها

لا تتعرف إلى صديق بعلها في حاجاتها

بل تتنكر على من تظن أنه يعرفها أو تعرفه

همها صلاح شأنها وتدبير بيتها

مقبلة على صلاتها وصيامها

وإذا استأذن صديق لبعلها على الباب وليس البعل حاضرا لم تستفهم ولم تعاوده في الكلام غيرة على نفسها وبعلها

وتكون قانعة من زوجها بما رزق الله

وتقدم حقه على حق نفسها وحق سائر أقاربها

متنظفة في نفسها وبيتها

مستعدة في الأحوال كلها للتمتع بها إن شاء

مشفقة على أولادها حافظة للستر عليهم

وقصيرة اللسان عن سب الأولاد

ومراجعة الزوج ومعاتبته

خليجية

مهتمة بأمور وهموم أخواتها في الله

تدعوا لهم في صلاتها وفي خلوتها

تعرف ما يسرهن وما يؤلمهن

تلتمس العذر لهن

تكون عونا لهن

وتكون كاليد حانية عليهن

تفرح لفرحهن وتحزن لحزنهن

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

يا لهااااااااااااااا من ملكة

إنها ملكة

نعم ملكة

ملكة في جمااااااااااااااااال الاخلاق

خليجية

أتمنى كل امرأة أن تكون ملكة في جمال الاخلاق

كوني ملكة جمال الاخلاق أيتها المسلمة

تفوزي في الدنيا والآخرة

وتكوني قدوة لهذا الدين

وحتى يشار الى المسلمين بالبنان في أخلاقهم

وحتى ينصر الاسلام وأهله فيك

(الملكة)

خليجية

استغرقت كتابتي وبحثي لهذا الموضوع ثلاثة أيام

أرجو أن أكون قد وفقت فيه

وأرجو أن ينال إعجابكن

ولا تنسوني من دعائكن

خليجية

أحبكم في الله

ربي لايحرمنا منك ومن موضيعك الرائعه والمفيده … جزاك الله كل خير

خليجية

خليجية

الأخلاق والسلوك‎ 2024.

‎‎1. الأخلاق في القرآن:‏
أنزل الله عز وجل كتابه الكريم ليكون هدى ونوراً يضيء الطريق لأتباعه، ويهديهم إلى أحسن السبل وأكملها، يهذب أخلاقهم ويسوي اعوجاجهم ويصلح فاسدهم. فلا عجب من مجيء النصوص الكثيرة في القرآن العظيم تتناول جانب الأخلاق الحسنة وتمدح أصحابها والعاملين بها. ولقد جاءت نصوص كثيرة في القرآن تصف الأخلاق التي ينبغي أن يتصف بها عباد الله حتى ينالوا رضى الله وثوابه: ‏
أ- وصايا لقمان:‏
يخبرنا الله عز وجل عن عبده لقمان الحكيم الذي أوصى ابنه بمجموعة من الوصايا، هي خلاصة تجربته ومعرفته بالحياة. ‏
‎‎ فمن ذلك قوله: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم ٌ} [سورة لقمان: 13]. ‏
‎‎ فبدأ وصيته بذكر أعظم شيء ينبغي أن يتمسك به وهو توحيد الله عز وجل وعدم الإشراك به، فهذا هو رأس الأمر، وكن الإسلام الأساسي. ‏
‎‎ ثم يبين له عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- وعلمه المحيط، وقدرته النافدة فيقول: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير ٌ} [لقمان: 16]. ‏
‎‎ ثم ينتقل إلى مناصحة ابنه للالتزام بما أمر الله -عز وجل – من إقام الصلاة، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وصبر على تحمل الأذى في سبيل دينه، فيقول: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور } [لقمان: 17]. ‏
‎‎ أي من الأمور الواجبة عليك ولست مخيّراً فيها. ‏
‎‎ قال ابن عباس: من حقيقة الإيمان الصبر على المكاره . ‏
‎‎ ثم نهاه عن بعض الصفات الذميمة التي لا تجتمع مع الإيمان، كالاختيال والتبختر، والإعراض عن الناس كبراً وأنفة، فقال: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [لقمان: 18]. ‏
‎‎ وأخيراً يحثه على التواضع، والتوسط في المشي من غير تكبر ولا تجبر، وأن يخفض صوته، فإن رفع الصوت منكر وغير محمود، فقال: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير ِ} [لقمان: 19]. ‏
ب- صفات عباد الرحمن:‏
جمع الله عز وجل صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان من آية 63-76، حتى يتصف بها عباده، فينالوا بذلك رضاه عنهم وثناءه عليهم. ‏
‎‎ فمن صفاتهم: أنهم يقتصدون في المشي، فيمشون بسكينة ووقار من غير تجبر ولا تكبر. {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا } [الفرقان: 63]. ‏
‎‎ وأنهم لا يجهلون مع أهل الجهل من السفهاء، ولا يخالطونهم في مجالسهم. {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا } [الفرقان: 63]. ‏
‎‎ وأنهم يتعبدون لله عز وجل ليل نهار ابتغاء مرضاة الله. {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } [الفرقان: 64]. ‏
‎‎ وأنهم مع عبادتهم لله عز وجل فإنهم يخشون العذاب، فلذلك تجدهم يدعون الله سبحانه أن يصرف عنهم العذاب. {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَاماً } [الفرقان: 65-66]. ‏
‎‎ وأنهم وسط بين المسرفين المبذرين وبين البخلاء المقترين، فهم ينفقون لكن باعتدال {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } [الفرقان: 68]. وأنهم لا يتوجهون بالعبادة إلا إلى الله، ولا يضرب بعضهم رقاب بعض إلا بالحق، ولا ينتهكون أعراض الناس وحرماتهم، لأن اقتراف هذه الآثام كبيرة يؤدي إلى الخلود المهين في عذاب جهنم {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا } [الفرقان: 69-71]. ‏
‎‎ وأنهم لا يساعدون أهل الباطل فيشهدون لهم زوراً وكذباً، {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّور } [الفرقان: 72]. ‏
‎‎ وأنهم يحافظون على أوقاتهم ولا يفنونها في اللهو واللغو. {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } [الفرقان: 72]. ‏
‎‎ وأنهم إذا وُعظوا وذُكّروا بالله وآياته خشعوا واستجابوا. {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } [الفرقان: 73]. ‏
‎‎ وأنهم يسألون الله عز وجل من فضله أن يرزقهم الزوجات الصالحات والذرية الطيبة وأن يكونوا أئمة في الهدى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [الفرقان: 74]. ‏
‎‎ فإذا اتصفوا بهذه الصفات الحسنة وتحلوا بها، فإن جزاءهم الموعود هو الجنة {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } [الفرقان: 75-76]. ‏

‎2. الأخلاق في السنة المطهرة:‏
أ- أخلاق محمودة حثَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقاً ) متفق عليه. ‏
‎‎ وقد مدحه الله عز وجل بذلك فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [سورة القلم: 4]. وقد حدثت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام فقالت: (كان خلقه القرآن ) رواه مسلم. ‏
‎‎ وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى التخلق بالأخلاق الحسنة وحذرهم من الأخلاق السيئة، ووعد أصحاب الأخلاق الكريمة بالأجر الكبير والثواب الجزيل. ‏
‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيَّ ) رواه الترمذي. وقال: حسن صحيح. ‏
‎‎ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح. ‏
‎‎ ومن هذه الأخلاق الحسنة: ‏
1. الحياء:
‎‎ الحياء: خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق. ‏
‏ الحياء من أقوى البواعث على الاتصاف بما هو حسن، واجتناب ما هو قبيح، فإذا تخلق به المرء سارع إلى مكارم الأخلاق، ونأى عن رذائل الصفات، وكان سلوكه سلوكاً نظيفاً مهذباً، فلا يكذب في القول، ولا تطاوعه نفسه في اقتراف الإثم.. والحياء بهذا المعنى هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه، وحثّ عليه صحابته الكرام. ‏

‎‎ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري ومسلم. ‏
‎‎ ومرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء –كأنه يقول: إن الحياء قد أضرّ بك – فقال صلى الله عليه وسلم: (دعه، فإن الحياء من الإيمان ) رواه البخاري ومسلم. ‏
2. العفة:
العفة: هي: الامتناع عن الحرام، وكفِّ السؤال من الناس. ‏

‎‎ المسلم الحق عفيف مستغن لا يتطلع إلى المسألة، ولا يريق ماء وجهه، بل يصون كرامته ويحفظ ماء وجهه مهما ساءت به الظروف، وألمّت به سوء الأحوال، فتجده يتذرع بالصبر حتى يفك الله عنه الضيق، ومن توكّل على الله جعل له مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب. ‏
‎‎ وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم المستعف بأن الله سيغنيه ويعفه، قال صلى الله عليه وسلم: (من يستعف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله ) رواه البخاري ومسلم. ‏
3. الكرم:‏
الكرم هو: الجود والعطاء والسخاء. ‏
‎‎ الإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق، ولذلك حبّب إلى معتنقيه أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية، ووصاهم بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ووجوه البر، قال الله تعالى: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأتنم لا تظلمون } [البقرة: 272]. ‏
‎‎ وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) متفق عليه. ‏
‎‎ والكرم لا ينقص ثروة الكريم ولا يقربه من الفقر، بل هو طريق السعة والزيادة وسبب النماء، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا ) رواه مسلم. ‏
‎‎ ب- أخلاق مذمومة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم:‏
1. الكبر:
‎‎ الكبر هو: التعالي عن قبول الحق، والترفع على الخلق.
التكبر يتنافى مع الخلق الكريم، ويغرس الفرقة والعداوة بين الناس، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل من صلات، ولذلك شنّ الإسلام عليه حرباً شعواء حتى يطهّر منه النفوس والقلوب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الداء العضال، وهدّد صاحبه بالعذاب والخزي، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس ) رواه مسلم . وقال أيضاً: (ألا أخبركم بأهل النار: كل عُتُلّ جواظ مستكبر )، رواه البخاري ومسلم. ‏
‎‎ العتل: الغليظ الجافي. ‏
‎‎ الجواظ: الجموع المنوع، وقيل الضخم المختال في مشيته. ‏
‎‎ وحسْب المتكبرين خزياً ومهانة في الدار الآخرة أن الله تعالى لا ينظر إليهم، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ ثوبه خيلاء )، رواه البخاري ومسلم. ‏
2. الحسد:
‏ الحسد هو: تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا. ‏

‎‎ حرم الإسلام الحسد، وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شرور الحاسدين، لأن الحسد جمرة تتقد في الصدر، فتؤذي صاحبها وتؤذي الناس. ‏
‎‎ وقد حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم تحذيراً شديداً فقال: (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) رواه أبو داود. وضعفه السيوطي والألباني، وحسنه الحافظ العراقي من طريق أخرى في تاريخ بغداد. ‏
‎‎ ثم إن الحاسد شخص واهن العزم، جاهل بربه، وبسنته في كونه، وكان أجدى به أن يتحول إلى ربه فيسأله من فضله، فإن خزائنه سبحانه ليست حكراً على واحد بعينه. ‏
‎3. الغيبة:
‎‎ الغيبة هي: أن تقول في أخيك ما يكرهه مما هو فيه. ‏
‏ عرفنا النبي صلى الله عليه وسلم بالغيبة التي حرّمها الإسلام ونفّر منها أشد التنفير، فقال صلى الله عليه وسلم:
(أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم . قال: ذكرك أخاك بما يكره . قال رجل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) رواه مسلم. ‏
‎‎ بهته: كذبت وافتريت عليه. ‏
‎‎ فإذاً لا يجوز ذكر الغير بما يكرهه من النقائص والعيوب، سواءً كان ذلك متصلاً بنقص في بدنه أو خلقه أو نسبه؛ فإن ذلك مما يثير الفتن ويقطع الروابط ويمزق الصلات. وليست الغيبة مقصورة على الذكر باللسان فقط، بل ذلك شامل لكل ما يفيد معنى التحقير، سواء كان بالإشارة أو التلميح، قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } [سورة الهمزة: 1]. ‏

3. من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم :‏
كان النبي صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، كما شهد له بذلك المولى تبارك وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ٍ} [سورة القلم: 4]. ‏
‎‎ وقد وصفته ألصق الناس به وأكثرهم به مخالطة زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها "حين سُئلت عن خُلقه فقالت: كان خُلُقه القرآن " رواه مسلم. ‏
‎‎ أي أن كل الصفات الحميدة التي دعا إليها القرآن قد اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكل الصفات الذميمة التي نهى عنها القرآن تركها النبي صلى الله عليه وسلم. ‏

‎‎4.‏ ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم:
1. الحلم:
كان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم الحلم وكظم الغيظ، وكان ينهى عن الغضب ويقول: (
ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه البخاري ومسلم. ‏
‎‎ وكان صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الحلم، ويُثني على من اتصف به، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله: الحلم، والأناة ) رواه مسلم. ‏
‎‎ ومما يدل على حلمه صلى الله عليه وسلم: ما رواه أنس بن مالك قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدُُ نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة. قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثّرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء " رواه البخاري ومسلم. ‏
‎‎ جبذ: جذب. ‏
‎2. التواضع:
التواضع خلق كريم يبعث على محبة الناس للعبد المتواضع، ويرفعه الله عند الناس، كما يعلي درجته في الآخرة. ونظراً لأهمية التواضع فقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تحبّب في التواضع وترغب فيه وتحض عليه، وتؤكد للمتواضعين أنهم كلما تواضعوا امتثالاً لأمر الله كلما ازدادوا عند الله رفعة وسُمُوّاً، قال صلى الله عليه وسلم: (
ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم. ‏
‎‎ والتواضع هو الدواء الناجع لآفة البغي والفخر والتكبر. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوضى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد ) رواه مسلم. ‏
‎‎ وقد كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية مثالاً حياً للتواضع، وخفض الجناح، ولين الجانب، وسماحة النفس قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } [الشعراء: 215]. ‏
‎‎ ولا أدلّ على ذلك من أنه صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحاً كان في قمة التواضع والخشوع لله عز وجل، ولم تلهه نشوة الانتصار ولا فرحة التغلب على الأعداء عن هذه الخصلة الكريمة، كما يفعل الكفرة حين يتغلبون في الحروب. ‏
‎3. المزاح مع أصحابه:
يجوز المزاح والمداعبة بالكلام من أجل غرس السرور والمؤانسة في نفوس الناس واستمالة القلوب، لكن في حدود الحق والصدق، وتجنب إيذاء الغير، وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم. ‏
‎‎ فعن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا؟ قال: "إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقا ً"، رواه الترمذي، وقال حديث حسن. ‏
‎‎ وعن أنس: أن رجلاً قال: يا رسول الله، احملني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إنا حاملوك على ولد الناقة : قال الرجل: وما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.‏
‎‎ وعن الحسن البصري: أنه صلى الله عليه وسلم قال لامرأة عجوز يوماً: "لا يدخل الجنة عجوز . فحزنت فقال له: إنك لست يومئذ بعجوز ، ثم قرأ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا *عُرُبًا أَتْرَابًا } [سورة الواقعة: 35- 37]. أخرجه عبد بن حميد، وأخرج الجزء الأول منه الترمذي في الشمائل، وضعفه الحافظ العراقي. ‏
‎4. الرفق:
ينبغي للمسلم أن يعامل أخاه بالرفق واللين، فلا يغلظ في قول، ولا يقسو في معاملة، وقد اتصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأدب، فكان من أسباب محبة الناس له وجمعهم عليه، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } [سورة آل عمران: 159]. ‏
‎‎ ومما يدل على لينه ورفقه بالناس صلى الله عليه وسلم ما رواه أبو هريرة قال: بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله سّجْلاً من ماء أو ذنوباً من ماء، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسّرين ) رواه البخاري ومسلم. ‏

5. أثر حسن الخلق في نشر الإسلام:‏
إن حسن الخُلُق يرفع منزلة صاحبه في الدنيا، ويرجح كفة ميزانه في الآخرة، إذ هو أثقل شيء في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخُلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيّ ) رواه الترمذي، وقال حسن صحيح. ‏
‎‎ ومن ثمَّ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهميته للصحابة الكرام، ويحضهم على التجمل به، ويحببه إلى نفوسهم بأساليب شتى من قوله وفعله، إدراكاً منه لأثره الكبير في تهذيب الطباع، وتزكية النفوس، وتجميل الأخلاق. ‏
‎‎ وقد كان للرفق والسماحة والكلمة الطيبة والإحسان إلى الناس والرحمة بهم وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، الأثر القوي في انتشار الإسلام في ربوع المعمورة، فقد روى لنا التاريخ أن كثيراً من الشعوب في جنوب آسيا، كشعوب الفلبين وماليزيا وأندونيسيا وغيرهم، إنما دخلوا في الإسلام نتيجة احتكاكهم بالمسلمين، وتعرفهم على أخلاقهم الفاضلة التي كانوا يتعاملون بها معهم، مما جعلهم يتأثرون بأخلاقهم، ويتأسون بهم، الأمر الذي أدى إلى دخوله في دين الإسلام جملة من غير إكراه ولا قتال. ‏
‎‎ ولا شك أن الفطر السليمة تهتدي إلى الخير، وتنجذب إلى ما يدعو إلى الفضائل والمكارم.

خليجية

خليجية