هل سُحر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل وُضع له السمّ ؟
السّحر بضاعةٌ يهودية ، ولذا قال الله عز وجل عنهم :
( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)
والحديث في الآيات عن اليهود .
وقد حاولت يهود أن تسحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَحَرَه رجل من اليهود ، ومع ذلك صبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليُخيل إليه أن يأتي الأمر وهو لم يأتِه .
ليكون في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة لأتباعه
فإن تعرّض أحد منهم للسّحر ، فقد تعرّض من هو خيرٌ منه .
ومع ذلك لم يلجأ إلى السحرة والكُهّان والدجالين إنما لجأ إلى الله عز وجل .
وإن افتقر أحد منهم فقد ربط على بطنه الحجر من هو خيرٌ منه .
وإن ابتُليَ أحد من أتباعه فقد ابتُلي صلى الله عليه وسلم .
وإن أوُذي أو عُذّب أحد من أتباعه فَلَه أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهكذا .
إلا أن ذلك السحر لم يكن له تأثير على تبليغه صلى الله عليه وسلم لدين الله تعالى .
قالت عائشة : سَحَرَ رسولَ الله رجل من يهود يُقال لـه لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخَيّـل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم وذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؛ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر ثم رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي والذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب قال : من طبه قال لبيد بن الأعصم قال : في أي شيء ؟ قال في مشط ومشاطة وجب طلعة ذَكَر . قال فأين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان ، قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال : يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين قالت فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته ؟ قال : لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا فأمرتُ بـها فدُفنت . رواه البخاري ومسلم .
ومعنى :
مطبوب : مسحور .
مشاطة : ما يخرج من الشَّعر إذا مُشِط . ( ما يبقى في المشط )
وجب طلعة ذَكَر
وفي رواية :
وجف طلعة ذكر :
والمعنى أن اليهودي أخذ مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه بقية من شعره ووضعهما في غلاف طَلْع ذَكَر النخل ، وخبأهما في البئر .
وقد أنكره بعض المتكلّمين ظنّاً منهم أن هذا يُخالف العِصمة ، وليس كذلك .
فإنه تقدّم أنه لم يكن له تأثير على تبليغ رسالة الله .
وأما السُّم فقد وضعته له امرأة من اليهود .
قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ما أزال أجد أَلَمَ الطعام الذي أكلته بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم . رواه البخاري مُعلّقاً .
وعن أنس رضي الله عنه أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت : أردت لأقتلك ! قال : ما كان الله ليسلطك على ذاك أو قال عليّ . قالوا : ألا نقتلها ؟ قال : لا . قال أنس : فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم . متفق عليه .
يعني أن آثار تلك الأكلة المسمومة بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات .
ولذا قال بعض العلماء إن الله جَمَع لرسوله صلى الله عليه وسلم بين الكَمالات
فجمع له بين النبوة وبين الشهادة فمات وهو يجد أثر السم .
وهذا يؤكد على حقيقة كُبرى .
وهي أن السلام يستحيل مع اليهود قتلة الأنبياء !
فلو كان أحد يسلم من شرّهم المستطير لسَلِم منه صفوة الله من خلقه " الأنبياء " .
والله تعالى أعلى وأعلم .
[/frame]