قال ابن الجوزي : أعظم المعاقبة أن لا يُحِسّ المعاقَب بالعقوبة ، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بالمال الحرام ، والتمكن من الذنوب ، ومن هذه ِ حاله ، لا يفوز بطاعة
وقد يرتكب الإنسان الذنوب ولا يُعاقب لأمور :
الأول : أن الله عَفوّ حليم يُمهِل ولا يُهمِل ، ولا يُعاجل بالعقوبة ، فقد يُمهل الله العاصي لِيتوب ، كما قال صلى الله عليه والسلام :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتوبَ مُسِيءُ النَهَارِ ، وَيَبْسُط يَدَهُ بِالنَهَارِ لِيَتوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغرِبهَا – رواه مسلم
الثاني :أن الله عزّ وَجَلّ اتَصَف بالعفو ، وقد يعفو الله عزّ وَجَلّ عمّن عصاه ، وذلك راجع إلى مشيئته سبحانه وتعالى .
الثالث :أن الإنسان قد يكون له حَسَنات مَاحيَة لتلك السيئات فلا يُعاقَب ، أو يفعل الحسنات فتُذهب أثر السيئات ،
كما قال تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).- سورة هود:114
الرابـع :أن تؤجّل لـه العقوبة في الآخـرة ، وهذا في المعاصـي التي لا تعجّل عقوبتـها في الدنيا