للوردة أشواك_حب من أول نظرة 2024.

صدفة رآها، شم رائحة عطرها قبل أن تصل إليه وتمر من أمامه، تعلق نظره بوجهها الجميل وهو يقول سبحان الخالق، عيناها كعيون المها حاجباها كالسيف انفها شامخ، بشرتها بيضاء عكس شعرها الأسود كسواد الليل. نظرت إليه لحظة قبل أن تكمل سيرها سحرته فتبعها دون تفكير. لم يستطع أن يبعد نظره عنها للحظة واحدة خوفاً من أن تضيع منه في الزحمة في ذاك المركز التجاري المكتظ بالناس، قرر ألا يدعها تذهب من دون أن يعرف من هي أو على الأقل يعطيها رقم هاتفه، كان يدخل كل محل تدخله. كان يود أن يحمل عنها الأكياس الكثيرة كي لا تتعب كان يريد أن يقترب منها ليراها عن قرب مرة ثانية فشجعه صديقه قائلاً: ما بالك تتصرف كالمراهقين الذين يرون فتاة للمرة الأولى. هيا تقدم إليها وألق عليها السلام، أسرعت دقات قلبه ورد عليه قائلاً لا، أخاف أن أزعجها أو أربكها أمام صديقاتها.

قال: يا رجل لقد مرت ساعات وأنت خلفها وانا خلفك لقد مللت قال اذهب وانتظرني في المقهى لو أردت وسأتبعك لاحقاً وهكذا فعل، وكان القدر حليفه إذ أراد أن يجمعه بها عندما خرجت من محل للعطور ولم تلاحظ الكيس الصغير الذي انزلق منها على الأرض بعد أن أمسكت مشترياتها ومشت تهندم شيلتها، أسرع محمد وأمسك به قبل البائعة وخرج وراءها فاقترب منها وهو يقول لقد وقع منك هذا تفضلي نظرت إليه مبتسمة وقالت: من الجيد انك تتبعني فقد وفرت علي شراء عطر آخر

ارتبك قائلاً: أنا لا أتبعك، فأنا أيضا ابتاع بعض الأغراض، نظرت إلى يديه الفارغتين من أي شيء وقالت: آه نعم أرى ذلك لكنك أكثرت الشراء، ضحك وقال: آسف إن كنت أزعجتك، أجابت: لا لم تفعل، ولا يبدو عليك انك معاكس،

أجابها: أقسم أنها المرة الأولى التي أفعلها صدقيني لذا كنت أسير خلفك من دون أن اعرف ماذا أقول أو كيف أتصرف سامحيني لكنني خفت ألا أعود وأراك أردت أن أعطيك رقم هاتفي، نظرت إليه وقالت: لماذا لم تفكر أنني قد أكون متزوجة. هزته الفكرة فقال بحزن واضح هل أنت فعلا هكذا؟ صمتت ونظرت إليه بطرف عينيها، وأجابته بعد دقائق شعر بأنها ساعات لا، لست متزوجة تنفس محمد الصعداء وقال: كنت متأكد من ذلك، قالت: كيف تأكدت؟ أجاب: لأنني لو كنت زوجك لما تركتك تخرجين بمفردك أبداً، ابتسمت بخجل، ووضعت عينيها أرضاً فطار عقله عندما رآها هكذا، عندئذ تشجع وقال أأستطيع الحصول على رقم هاتفك؟ صمتت فعقب لا تخافي هدفي شريف قالت أعطني رقمك وأنا اتصل بك، قال: أرجو ألا تكون طريقة للتخلص مني، إذا كنت لا تريدين الاتصال فقط قولي لي ولا تدعيني انتظر من دون فائدة أجابته إن شاء الله اتصل بك في المساء، أخذت رقمه وودعته. شيعها بنظراته وشعر بقلبه يغوص بين أضلعه أهذا هو الحب من النظرة الأولى الذي يتكلمون عنه، جلس مع صديقه وهو يعد الساعات التي تفصله عن اتصالها كيف لي أن انتظر حتى المساء قال بسره، سيطرت تلك الفتاة على تفكيره وقلبه، فكان لا يسمع أية كلمة يقولها صديقه فآثر الذهاب إلى منزله وانتظار اتصالها، جلس على مقابل النافذة يراقب مغيب الشمس بانتظار أن يهل القمر وتتصل به من أسرت فؤاده ،كان ينظر إلى ساعته ويشعر بأن العقارب لا تتحرك فيفتح هاتفه الجوال ليتأكد من الساعة أخذ يذرع الغرفة ذهاباً وإياباً وهو يقول يا رب تتصل ثم تحول الانتظار إلى قلق ثم إلى خوف بعدما تخطت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل عرف بأنها لن تتصل فحزن، وانتابته حالة من الإحباط وشعر بمس يطال رجولته وثقته بنفسه عندما فكر بأنه لم يعجبها بالرغم من وسامته وثقافته العالية وشخصيته الفذة التي جعلته محط أنظار الكثير من الفتيات، أما والدته فكانت تعلم أنه يرفض ان يتزوج بالطريقة التقليدية، وكان يقول لها: لن أتزوج إلا بالفتاة التي يدق لها قلبي، أتعرف بها وأتكلم معها أناقشها أعرف كيف ستربي أولادي لقد أصبحنا في القرن الواحد والعشرين يا أمي، هكذا كان محمد يفكر لكنه شعر بأن المرة الأولى التي سار فيها وراء قلبه، فشلت لماذا لم تتصل؟ كان يكفي أن تقول له لن أفعل لكنها أعطته أملاً عندما أخذت الرقم لا بل قالت له اتصل في المساء، أنهكه التفكير والقلق فنام والهاتف بيده ليستيقظ عند السادسة صباحا فاستحم وارتدى ملابسه وذهب إلى عمله لعله يلهيه عن التفكير بها، مر أسبوع على انتظاره المكالمة وعندما بدأ يفقد الأمل وعاد يخرج ليرى أصدقاءه رن هاتفه أجاب نعم فسمع صوتا لم يسمع مثله بحياته شعر بالقشعريرة تسري بجسده، قالت: آسفة لأنني تأخرت بالاتصال لكنني كنت أفكر ومترددة لكنني قررت المحاولة فهذه المرة الأولى التي أقدم فيها على هذه الخطوة، فأنا لا أحب هذا الأسلوب لكنني شعرت بأنك مختلف عن الباقين، لم يرد عليها هل أنت مشغول؟ سألته، أجاب لا لكنني لا أزال تحت تأثير الصدمة فلقد كنت فقدت الأمل باتصالك ثم سمعت صوتك يرن بأذني كالموسيقا ويتغلغل في أعماقي صمتت فقال آلو أنت معي؟ قالت أرجوك لا تبالغ فأنا لا أحب المبالغة قال صدقيني انا أتكلم من قلبي لا تتصوري كيف كان حالي عندما لم تتصلي، فأنا أشعر أنني أعرفك منذ زمن وبانتظارك منذ طفولتي، ضحكت فشعر بأن الدنيا كلها تضحك له تكلما طويلا وكثيرا كل يوم وكل ساعة ولحظة، كان ينتظر اتصالها بفارغ الصبر عرف عنها كل شيء وهي أيضا، شعر بأنها نصفه الضائع، وأعجب بها بقوة وبالنهاية طلب رؤيتها فامتنعت قال لا قصدي أن أراك عندما اذهب إلى منزلكم لأكلم أهلك، صمتت وشعر بارتباكها قال ما بك هل قلت ما يزعجك؟ قالت: لا لكن هناك شيء مهم يجب أن تعرفه ولم أخبرك به من قبل قال ما هو؟ صمتت مجددا وسمعها تبكي فقال: لماذا تبكين هل هو شيء خطير، نعم قالت بصوت خافت، خاف محمد وقال أرجوك أخبريني لا تقولي انك مخطوبة أو.. لا، لا أستطيع أن أفكر حتى بالموضوع، يا الهي هل أنت متزوجة؟ أجابت لا، أين ذهبت بتفكيرك أين ثقتك بي وبكلامي قال سامحيني لكنني لم أعد أعرف بماذا أفكر فهذا الشيء هو ما يخيفني والأشياء الأخرى لا تهمني مهما كانت، قالت سأخبرك فأنت تعرف أنني فقدت والدي وشقيقتي وجدي بحادث سيارة منذ عامين لم ينج أحد منهم قال نعم، أكملت تقول لكنني لم أخبرك بأنني كنت معهم وكنت الناجية الوحيدة بينهم لكن بتشوهات فظيعة، صمت وقال: لكنني لم أر أية تشوهات ما شاء الله عليك فأنت جميلة جدا، سكتت قليلا قبل أن تقول تشوهاتي مخفية يا محمد فهي بجسمي الذي احترق لكنه مخفي تحت ملابسي قال كل شيء وله علاج أجابت إلا الحروق فقد أجريت لي أكثر من سبع جراحات تجميلية ولم تتحسن، صمت وقال حسنا لا بأس فأنا أحببتك لشخصك والشكل لا يهم، أجابت نتكلم بهذا بعدما اريك يدي وعنقي فهما مثل الأماكن الباقية، قال إذا كان هذا ما تريدين فلا بأس لكنني لن أبدل رأيي، اتفقا على اللقاء في الغد على الغداء وجلس محمد يفكر فتذكر بأنها فعلا كانت ترتدي القفازات في يديها، لكنه لم يشأ أن يصدق وفكر قائلا هل تمتحن حبي لها أم هي فعلا هكذا، على كل حال يا خبر بفلوس.

التقيا كما اتفقا في أحد المطاعم حيث جلسا في إحدى الغرف المخصصة للعائلات، لم يشبع محمد من النظر إلى وجهها الجميل وقال أخيرا رأيتك انا لا أصدق انك أمامي. قالت أرجوك قبل أن تبدأ بالكلام دعني أفعل ما جئت من أجله، نظرت إليه وهي تسحب قفازيها من يديها ومدتهما أمامه، صدم بما رأى حاول إخفاء صدمته فأمسكت بالشال ونزعته عن عنقها فبدت كعجوز بجلدها وقالت الباقي أقبح، وضع يديه على وجهه وكأنه يخفي عينيه فتدحرجت دمعة على خدها ثم أعادت كل شيء كما كان ووقفت تنظر إليه ثم خرجت بهدوء لكن بغصة لم تدعه يراها. ظل محمد جالسا بمكانه لنصف ساعة تقريبا قبل أن يعود إلى الواقع المرير الذي صدمه ليجدها اختفت، لام نفسه وحزن على نهاية قصة حبه القصيرة لكنه عاد إلى منزله ونام، وكأن شيئا لم يكن، من دون أن يتساءل عما حل بها بعد ذهابها، تلك المسكينة التي لامت نفسها لأنها تجرأت وفكرت وأن هناك من سيتقبل شكلها بأن هناك من سيحبها على أخلاقها وسيتغاضى عن تشوهاتها أقفلت هاتفها وارتمت على سريرها تبكي بحرقة أهلها الذين ماتوا تنادي والدتها التي اشتاقت إليها تتمنى لو كانت بقربها لتبكي على صدرها وتطبطب عليها، تبكي وحدتها وانفرادها في المنزل الفارغ مستقبلها المجهول حبها الفاشل، كرهت شكلها والناس، كرهت كل شيء في الدنيا تمنت الموت وطلبته مراراً، طفلة كبيرة أنهكها البكاء فاستسلمت للرقاد الذي لم يرحمها أيضا فكانت الكوابيس تلاحقها، رأت نفسها وردة حمراء جميلة لكن، كلما اقترب أحد ليقطفها تدمى يديه من أشواكها فيتركها ويمشي إلى أن ذبلت وتناثرت أوراقها هنا وهناك، استيقظت عند أذان الفجر قامت من سريرها توضأت وركعت تصلي ودموعها تبلل وجهها الجميل.

المصدر : جريدة الخليج

ملحق شباب الخليج

من الواقع

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]مشكور على الموضوع[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
هلا و غلا اية

تحيتي

والله شي يحزن
بس والله لو كان يحبها من قلبه
كان اخذها بحسناتها وسيئاتها
بس والله شي يقهر
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top