تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » راشد والورقة

راشد والورقة 2024.

راشد والورقة

في يوم من الأيام كان شاب وفتاة في بداية عيش حياتهما الزوجية .. راشد وعائشة هما الزوجان السعيدان اللذان رغبا في بعضهما البعض ، كان راشد الرجل الذي يخاف ربه دائماً ويؤدي فرائض العبادات دون تقصير منه , ذو أخلاق عظيمة , صادق , متعاون , متسامح … و عائشة الفتاة الإسلامية التقية من خالقها في السراء والضراء , تؤدي أمور وأحكام الإسلام كاملة .. كانا شاكرين ربهما بما أتاهما من نعمة عليهما , رغبت عائشة أن تذهب إلى حفلة زواج صديقتها ولكنها لم تجد زوجها في البيت لاستئذانه في الذهاب, فانتظرت حتى رجوعه, فوافق وأوصلها هناك ولم يلبث إلا القليل .. وأثناء رجوعه إلى المنزل رأى صدفة في طريقه الصديق الذي كان معه في الثانوية العامة بعد مرور 6 سنوات من التخرج ولكنه استغرب عندما لاحظ معه فتاة جميلة لا يعرفها ، فاستأذنه صديقه أن يوصله إلى المنزل وهو راجع إلى منزله, فوافق على ذلك, ولكنه نسي أن هذا الصديق كان من رفقاء السوء وللأسف من يقع في حفرته لا يخرج منها إلا ومعه مصيبة كبيرة ولقد أنساه الشيطان ذلك, ووصل إلى منزله فدعاه صديقه إلى إضافته ولكنه أبى ومع إصراره الكثير استسلم بين يده, دخل المنزل وهو خائف يذكر ربه وفجأة رأى فتاة تقترب منه, وهو يقول لصاحبه أبعدها عني ولكنه لم يفعل ذلك وحينئذ تذكر أنه من رفقاء السوء في مدرسته ولكنه وبعد فوات الأوان استسلم بين يدي الفتاة الجميلة التي أغرته بجمالها الفتان الذي لا يستطيع أي رجل أن يمنع نفسه من الوقوع في شباك حبها الزائف …. خرج من هناك وهو يستغفر ربه ويتوب إليه على هذا العمل ويطلب منه السماح والرحمة والستر, وذهب مسرعا قائدا سيارته لاصطحاب زوجته إلى المنزل, ووصلوا إلى المنزل وهو يفكر بما سوف يحدث لزوجته لو عرفت بهذا, هل سوف تتركه؟ أم سوف تطلب الطلاق؟ أو أنها لن تتفهم هذا الأمر؟!! أو أو… المهم بعد يومأ و يوميين من الحادثة أصبح راشد يشعر بأنه مرهق نفسيا ولا يستطيع أن يمارس حياته بصورة جيدة ولا يعرف ما هو السبب ؟!

رفع راشد السماعة ليتصل بالطبيب و يدعوه إلى المنزل لعلاجه ، أتى الطبيب و لم تكن الزوجة تعرف ما سبب قدوم الطبيب فأدخلته إلى غرفة زوجها و أغلقت الباب و ذهبت لإعداد القهوة .. أخذ الطبيب فحص الدم منه وأعطاه الموعد للقدوم إليه ليعرف نتائج الفحص غدا, دخلت الزوجة عليه وهي في خوف وفزع وتسأله ما الذي به وهو يقول في نفسه (( يا ليتك تعرفين ماذا فعلت في حقك وفي نفسي وأصارحك بما يجري لي ))

أذن المؤذن لصلاة الفجر فقام الزوجين لأداء الصلاة, وكانت الزوجة في الغرفة الثانية تصلي وتطلب من الخالق أن يشفي زوجها من مرضه, أما الزوج فكان يبكي لله ويشكى أمره وقبل خروجه للذهاب الى العيادة تبسمت الزوجة في وجهه وقالت: عد بسرعة لأني حضرت لك مفاجأة جميلة.

استغرب الزوج وتوكل على الله وركب سيارته, دخل إلى الطبيب وهو يرتجف خوفا من النتائج ولكن للأسفحدث ما لم يكن يتوقعه … وطلب الطبيب منه أن يأتي معه لإبقائه في المستشفى الخاصة لمرض الإيدز وذلك حسب القوانين .. لكنه طلب منه فقط يوم أن يبقى مع زوجته ويخبرها بالأمر, دق جرس الباب أسرعت الزوجة لفتحه وهي متزينة بأقصى زينتها لتباركه بأنه سوف يصبح أبا .. رأى راشد الابتسامة والفرحة في وجه زوجته وهي تخبره بهذا الأمر ولم تسأله ماذا حدث له وانصرفت وهي تركض إلى المطبخ لإعداد الغداء .. ودخل راشد إلى المجلس وألقى الورقة في المقعد وقبل جلوسه رن الهاتف فرفع السماعة وإذا به الطبيب يخبره بعدم وجود أي مرض فاندهش وكاد يصعق من الفرحة لهول المفاجأة المدهشة والعينان تدمعان من الخبر المفرح لعدم وجود أي مرض وأخبره الطبيب أن المسألة وما فيها لم تكن سوى فقر دم وعرف أن الله عز وجل يكتب ما يشاء لعباده, وتناول راشد الورقة الملقاة, وما كاد ينظر فيها حتى تسمر في مكانه مذهولا, وكأنما أصيب بضربه عنيفة في رأسه, وأفاق في النهاية ودس الورقة في جيبه, وهناك في مطبخه أخرج الورقة من جيبه, وأشعل فيها عود الثقاب,وراح يراقبها وهي تحترق, وقد انفجرت شفتاه عن ابتسامه عريضة , وندت عن صدره آه ارتياح, وهو يفرك رماد الورقة, ويلقي بها في الحوض ويفتح صنبور المياه .. و ترخى راشد في أقرب مقعد اليه ، يتمتم : الحمد لله ….. أنني أؤثر الموت على أن يعرفوا ما في هذه الورقة !!

كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.