نقول وبالله التوفيق
بأن سورة النور مدنية بمعنى أنها نزلت علىرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة
عدد آياتها 64آية 0تحدثت السورة الكريمة عن أحكام وفرائض وآداب يجب على كل مسلم أن يقوم عليها ويتحلى بها ويتأدب بها
والمولى عزوجل بد أ السورة الكريمة بقوله (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) ) يقول الامام القرطبى فى كلمة فرضناها قراءتين الأولى بالتخفيف ومعناها فرضنا عليكم وعلى من بعدكم ما فيها من الأحكام
والقراءة الثانية بالتشديد 0ومعناها قطعناها فى النزول فنزلت نجما نجما
وأول ما تحدثت عنه هذه السورة الكريمة تحدثت عن الزنا ومعلوم أنه من أكبر الكبائر
سورة النور تتحدث عن الزنا
يقول الله تعالى(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
الزنا كبيرة من أعظم الكبائر ولذلك نهانا رب العزة عنه فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم
فقال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) آية 32 من سورة الاسراء
ووصف المولى عزوجل عباد الرحمن بقوله (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) آية68 من سورة الفرقان
ولما خير الصديق يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بين السجن وبين الزنا واللذة والمتعة المحرمة اختار السجن ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
فما أبشعها من جريمة وما أعظمها من كبيرة
أنها تؤدى الى اختلاط الأنساب 0وتؤدى ألى أن الرجل قد يربى ولدا ليس من صلبه 0لذلك شدد رب العزة على حرمة هذه الجريمة
ورد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قلت يار سول الله أى الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وقد خلقك فقلت إن ذلك لعظيم ثم أى ؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك 0قلت ثم أى ؟ قال أن تزنى بحليلة جارك )
فانظر كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل الشرك بالله وقتل النفس والزنا فى مرتبة واحدة فى الحرمة
كما أن الرسول بين أن المسلم لا يكون فى قلبه ذرة من إيمان حال ارتكابه هذه الجريمة النكراء فقال صلى الله عليه وسلم ( لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن )
فالإنسان لو كان فى قلبه مثقال ذرة من ايمان ما أقدم على هذه الكبيرة
وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كالظلة على رأسه ثم إذا أقلع رجع اليه الإيمان )
وقال ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 0شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر )
وقد أعد الله عذابا أليما فى الآخرة لمن يقدم على إرتكاب هذه الكبيرة
ففى حديث منام النبى الذى رواه سمرة بن جندب رضى الله عنه 0وفيه أنه صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل وميكائيل قال فانطلقنا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع وفيه لغط وأصوات قال فأطلعنا فيه فاذا فيه رجال ونساء عراة فاذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فاذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ( أى صاحوا بشدة ) فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الزناة والزوانى وهذا عذابهم الى يوم القيامة
ورو الإمام أحمد حديثا طويلا وفيه ( وان فى جهنم واديا يسمى جب الحزن فيه حيات وعقارب كل عقرب قدر البغل لها سبعون شوكة فى كل شوكة راوية سم ثم تضرب الزانى وتفرغ سمها فى جسمه يجد مرارة وجعها ألف سنة ثم يتهرى لحمه ويسيل من فرجه القيح والصديد )
انه لعذاب أليم ينتظر الزانى 0فلماذا الزنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان الآية الكريمة قالت (فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة )والجلد للزانى غير المحصن وهو غير المتزوج أما المحصن يعنى المتزوج اذا زنا يرجم بالحجارة حتى الموت
كما فعل رسول الله مع ماعز والغامدية
وهذه هى عقوبة الزانى فى الدنيا
ماذا قال الطب الحديث فى الزنا
لقد أثبت الطب الحديث أن الزنا يؤدى الى أمراض عديدة ومتعددة من أخطرها مرض الإيدز 0ومنها الجدرى والزهرى وغير ذلك من الأمراض
وصدق رسول الله الذى قال ( اذا ظهرت الفاحشة فى قوم ابتلاهم الله بالأمراض والأوجاع )
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
منقول