أعوذ بالله من الفتن ماظهر منها ومابطن 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
يأتي على الناس زمان يغربلون فيه غربلة يبقى منهم حثالة قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قالوا يا رسول الله فما المخرج من ذلك قال تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتدعون أمر عامتكم
رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، وابن ماجه، وصححه الألباني

المصدر:
مسند أحمد بإسناد صحيح – الصفحة أو الرقم: 12/12
صحيح دلائل النبوة بسند حسن – الصفحة أو الرقم: 554
قوله: (يغربل الناس) أي يذهب خيارهم ويبقي أراذلهم، كتنقية الغربال للطحين وغيره.
قوله: (حثالة) هي ما سقط من قشر الشعير والأرز والتمر، والرديء من كل شيء، قال القرطبي: "عبارة عن موت الأخيار وبقاء الأشرار كما يبقى الغربال من حثالة ما يغربله، والحثالة: ما يسقط من قشر الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشر إذا بقي، وحثالة الدهن تفله وكأنه الرديء من كل شيء، ويقال: حثالة وحفالة بالثاء و الفاء معاً".

ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله) رواه البخاري وقال: "يقال حفالة وحثالة". وهذا كناية عن خسة أولئك القوم ورذالتهم.


قوله (قد مَرِجت) أي اختلطت وفسدت. ومنه قوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) سورة الرحمن. أي خلط البحرين. ومنه قوله تعالى أيضاً: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (5) سورة ق، أي أمر مختلط. قال الطبري: "ويقال: مَرَجْت دابتك: أي خليتها تذهب حيث شاءت".

قوله: (عهودهم وأماناتهم) أي لا يكون أمرهم مستقيماً، بل يكون كل واحد في كل لحظة على طبع وعلى عهد ينقضون العهود ويخونون الأمانات.

قوله: (واختلفوا فكانوا هكذا) وشبك بين أصابعه: أي يمزج بعضهم ببعض، وتلبس أمر دينهم فلا يعرف الأمين من الخائن، ولا البر من الفاجر.

قوله: (ما تعرفون) أي ما تعرفون كونه حقاً.

قوله: (وتذرون ما تنكرون) أي تتركون ما ترون أنه باطل منكر. أو ما تنكرون أنه حق.
قوله: (وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم) أي الزم أمر نفسك واحفظ دينك واترك الناس ولا تتبعهم.. قال صاحب عون المعبود: "وهذا رخصة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار".

والذي ينبغي على المسلم فعله أيام الفتن أن يتقي الله تعالى ويتجنب الخوض فيها والمشاركة في إشعال فتيلها وخاصة ما يتعلق بالقتال بين المسلمين التي تسفك فيها الدماء المحرمة.. والمسلم مطالب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيام الفتن وغيرها، فإن كان يستجاب له وينصت لقوله فوجوده خير بينهم، وإن رأى أهواء متبعة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فليزم خاصة نفسه، حتى يأذن الله تعالى بتغيير الحال وإصلاح الفساد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.