أريدك أن تطلقني من زوجي 2024.

أريدك أن تطلقني من زوجي
03/06/2007

مـن مذكـرات محـامى

دخلت علي زوجة في مقتبل العمر وأنا جالس في المحكمة أنظر في قضايا الزواج والطلاق، فسلمت علي ثم قالت: أريد أن تطلقني من زوجي…
قلت: هل أستطيع معرفة السبب الذي يدفعك لطلب الطلاق ؟!
قالت: لا مانع .. فطالما إنني وصلت إلى المحكمة ، فلا مانع من ذكر كل شيء…
قلت: حسنا… تفضلي و استريحي ، و خذي هذه ورقة بيضاء و قلم…
نظرت إلي باستغراب ثم قالت: و لماذا الورقة و القلم ؟!
قلت: لتكتبي لي سلبيات زوجك والأسباب التي دفعتك للحضور إلى المحكمة
قالت : حسنا.. و لكن اعطني فرصة…

ثم جلست على الكرسي و مكثت تفكر بضع دقائق ثم حضرت و سلمتني الورقة فنظرت إليها و إذا مكتوب فيها :
1- إن زوجي يضربني أحيانا .
2- إنه بخيل و لا يصرف علي .

قلت بعد أن قرات الورقة : أهذه الأسباب فقط هي التي دفعتك للطلاق ؟!!
قالت متسائلة: و هل تستطيع امرأة غيري أن تعيش مع رجل يضربها و يبخل عليها.
قلت لها: و هل هناك أسباب أخرى ؟!
قالت : لا…

ثم تناولت ورقة بيضاء ثانية وسلمتها إياها وقلت لها : أيمكن أن تكتبي لي إيجابيات زوجك ؟
فنظرت إلي قائلة : هل تريد أن تطلقني من زوجي أم لا ؟!
قلت لها : نعم سأطلقك ، و لكن أعطيني من وقتك القليل كي اقتنع بطلبك .
قالت : حسنا.. ثم أخذت الورقة البيضاء و جلست فترة و هي تفكر ثم جاءت و قدمت الورقة فنظرت إليها و لم تكتب شيئا .
قلت : لماذا لم تكتبي شيئاً ؟
قالت : بصراحة فكرت كثيراً ، و لم أجد لزوجي إيجابية واحدة .
قلت لها : منذ متى تزوجك زوجك ؟!
قالت : منذ أثنى عشر عاما ، و عندي منه أربعة اطفال .
قلت : و أين يعمل زوجك ؟
قالت : في شركة البترول ، و راتبه 1500 د.ك .
قلت : و متى يرجع إلى المنزل ؟!
قالت : يأتي الساعة الثالثة عصراً كل يوم ، لكنه مزعج .
قلت : مزعج .. ماذا تقصدين ؟!
قالت : عندما يدخل البيت كل يوم فإنه مزعج يرفع صوته مع الاولاد ويلعب معهم .
ثم ناولتها الورقة البيضاء و قلت لها : أيمكن أن تسجلي هذه الإيجابية

نظرت لي مستغربة ، ثم قالت : و أين الإيجابية ؟
قلت لها : إني أعرف آباء لا يلعبون مع أبنائهم .
ثم بدأت تكتب الايجابية الأولى: زوجي يلعب مع أبنائي كل يوم .

ثم تابعت الحديث معها فعرفت انها و زوجها و أولادها في الصيف الماضي ذهبوا إلى " تركيا " للسياحة ، فأعطيتها الورقة و قلت لها : اكتبي هذه ايجابية ثانية ، فإني أعرف أزواجاً لا يسافرون مع أولادهم و زوجاتهم ، و بدأت تكتب الإيجابيات أثناء حديثنا عن حياتها الزوجية حتى وصلت إلى اثنى عشرة ايجابية…

و هنا توقفت عن الحديث معها ، ثم أخذت الورقتين ورقة الايجابية و وضعتها على كفي الأيمن ، و ورقة السلبيات و وضعتها على كفي الأيسر ، ثم سألتها : هل أطلقك من زوجك ؟!
فسكتت…وهي تنظر إلى الورقتين ثم قالت بعد صمت طويل: والله لقد حيرتني ، و لا أعرف ماذا أقول .. ثم استرجعت نفسها و قالت : و لكني لا أريده لأنه يضربني و هو بخيل .
قلت : و أنا لا لم انفي عنه صفة البخل ، و انه يضربك و لكن الرجل عنده حسنات كثيرة فيمكنك العيش معه ، و أما البخل و الضرب فلهما علاج ، و لكن ليس علاجهما " الطلاق " و أنت تعرفين الاثار النفسية و الاجتماعية بعد الطلاق على الزوجة و أبنائها .
قالت : دعني أفكر في الموضوع أكثر .
فذهبت و لم ترجع …

أقول في ختام هذه القصة الواقعية : إن مشكله الانسان أنه دائما يركز على سلبيات الطرف الآخر ولا ينظر إلى حسناته وهذا ظلم عظيم فالإنسان يقوم بحسناته وسيئاته ثم نحدد السلبيات ونضع خطة لعلاجها فلا شيء مستحيل في الحياة إذا كان الإنسان واثقاً من نفسه و متوكلاً على ربه .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top